عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-09, 06:42 PM   #8
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رب يسر يا كريم


يقول الإمام ابن القيم :





والفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق أن خشوع الايمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والاجلال والوقار والمحبة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والحب والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو (أي العبد ) فيخشع القلب لا محاله فيتبعه خشوع الجوارح





ها قد بدأ الشيخ الجليل ،الامام العلامة الأثير صولته وجولته في صحراء النفس

خشوع الايمان عرفه الامام بأنه شجرة باسقة في الباطن أتت ثمارها في الظاهر ...فكان القلب خاشعا والقلب ملك مسيطر...فان كان الملك هذه حالته فالجوارح تبع له لا محالة

وذكر الامام الورع كيف يكون القلب خاشعا ؟؟
أول الأمر الوجل ..وهو خشية الله تعالي ومحبته فيرتجف القلب مهابة لذكره...ثم الخجل والحب والحياء

وكل هذا من شهود العبد نعم الله ....وتقصيره أي العبد في حقوق الله

ما رأيكم في جلسة مع النفس يتذكر فيها العبد الأتي:

1- إن الله تعالي خلقه من لا شئ ...ولو شاء لعذبه ولا يبالي ولن يكون ظالما له بعذابه اياه سبحانه ...فنحن لله وإليه راجعون
2- هذا النفس الذي تأخذه شهيقا وزفيرا نعمة من الله عليك ..
وشربة الماء الذي ترتوي منه من نعم الله من وجوه عدة ..
وغرفة الطعام الذي تتبطر علي أمك وزوجتك وتقول هذا لا اكله وهذا لا يعجبني من نعم الله عليك ..
بل هذا الخلاء ..من نعم الله عليك...

وأسرة المرضى تشهد بأن كل هذا من نعم الله عليك

هذه النعم الاعتيادية التي لا نشعربها ولا نشكرها ولا تخطر لنا ببال ...لم يطلب منك الله عليها عوض !! فهذا مشهد النعم

مشهد التقصير:

لن نتحدث عن الصلاة المكتوبة ...ولا عن الفرائض..باعتبار أن هذا لا نقاش فيه

أحدثكم عن النوافل ..

هل صليت القيام؟؟ هل قرأت ورد معتبر من القرءان ؟؟ هل حسنت أخلاقك ؟؟

طيب سأفترض أن الاجابة بنعم ..

كم ركعة من القيام صليتها وأنت تعي وتبكي ...

هل بكيت سأفترض أن الاجابة نعم

عندما بكيت هل شعرت بالسعادة من نفسك أنك الشيخ المغوار الذي يبكي في ظلام الليل ؟؟ أم علمت أن دمعك من قبيل نعم الله عليك التي إن شاء لم تنل منها دمعة ؟؟
هل شهدت نعمة الله عليك في القيام وكان من الممكن أن تكون مع الغافلين؟؟

إن تأملنا صلاتنا علمنا أننا مقصرون لا شك ...فهذا شهود جناياتك ..وقد تجاوزت في حديثي عن شهود جنايات الذنوب والتقصير في الواجبات رحمة بنفسي أنفسكم فكلنا يعلم خبيئته....فهذه عيون خلقها الله ونحن نطلقها في الحرام ...وهذه أياد أبدع الله صنعها فنحن نبطش بها الأنام سبحانك يا من اطلعت علينا فسترتنا بسترك الجميل وأنت الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.....

ومن هنا يبدأ الخجل والوجل ثم الحب والحياء ...ثم التضرع والخشوع ومعرفة من أنت ومن هو ...سبحانه


يتبع إن شاء الله ...لنعرف الفرق بين ما سبق وبين خشوع النفاق



سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس