أخوات هود
سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.
والسبب:
لما فيها من ذكر الأمم وما حل بهم من عاجل بأس اللّه فأهل اليقين إذا تلوها انكشفت لهم من ملكه وسلطانه وبطشه وقهره ما تذهل منه النفوس ، وتشيب منه الرؤوس ، فلو ماتوا فزعاً لحق لهم لكن اللّه لطف بهم لإقامة الدين.
فالفزع يورث الشيب قبل موعده فهذه السورة اشتمل على الوعيد الهائل ، والهول الطائل الذي يفطر الأكباد ، ويذيب الأجساد قال تعالى : {يوماً يجعل الولدان شيباً} وإنما شابوا من الفزع.
قال العلماء في (شيبتني هود وأخواتها) :
لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع والوعيد الشديد لاشتمالهن مع قصرهنّ على حكاية أهوال الآخرة وعجائبها وفظائعها وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة كما مر وهو من أصعب المقامات ، وهو كمقام الشكر إذ هو صرف العبد في كل ذرة ونفس جميع ما أنعم اللّه به عليه من حواسه الظاهرة والباطنة إلى ما خلق لأجله من عبادة ربه بما يليق بكل جارحة من جوارحه على الوجه الأكمل ، ولهذا لما قيل للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم وقد أجهد نفسه بكثرة البكاء والخوف والضراعة: أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
فريق العطاااء 
التعديل الأخير تم بواسطة حور الجنان ; 27-05-09 الساعة 09:55 PM
سبب آخر: تعديل اسم الفريق الى فريق العطاء
|