عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-09, 10:07 AM   #1
زهر الفردوس
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

إجابة السؤوا الخامس :


(لقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا
من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت همتهم على السفاسف
فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين والهين،
ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات،

والأمثلة على ذلك كثيرة لا يمكن حصرها في مقال واحد ومن أمثلة ذلك :

قال الحسن:من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.




وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل، وقال الشيخ شمس الدين

محمد بن عثمان التركستاني: ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.
وكان ابن عمرإذا فاتته صلاة الجماعة صام يومًا، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة.






واجتهد أبو موسى الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك

بعض الرفق؟ فقال: عن الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من

أجلها أقلُّ من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات


وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: ما رأيت أحدًا أكثر صلاة ولا صيامًا منه

ولا أحدًا أشدفرقًا من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلا يزال

يبكي تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما
ينفض العصفور من الماء ويجلس يبكي فأطرح عليه اللحاف.






وعن المغيرة بن حكيم قال:قالت فاطمة بنت الملك: يا مغيرة، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصيامًا

من عمر ابن عبد العزيز ولكني لم أر من الناس أحد قط كان أشد خوفًا من ربه من عمر، كان

إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل
مثل ذلك ليلته جمعاء.






وعن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال: ألا تخبريني عن عمر؟ قالت:

ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استُخلِف.
زهر الفردوس غير متواجد حالياً