[ءاية الرحمن]

الطريق إلى ذلك :

(1) استثيري حماسك بالتوحيد وبالحب : واصرخي بها في نفسك :

{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ الأنعام /14]


{قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام /161-163 ]


" وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ "[ الأعراف / 143 ]


قولي كما قال سحرة فرعون : {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}

(2) استثيري حماسك بهذا الحديث : ( ماذا تنتظرين )

روى الترمذي وحسنه عن أبي هريرة- رضي الله عنه - أنّ رسول اللّه قال: بادروا بالأعمال سبعا: هل تنظرون إلّا فقرا منسيًا، أو غنى مطغيًا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو الدّجّال، فشرّ غائب ينتظر، أو السّاعة فالسّاعة أدهى وأمرّ .


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ قال: " بادروا بالأعمال فتنا كقطع اللّيل المظلم، يصبح الرّجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدّنيا "


في المسند وصححه الشيخ شاكر عن أبي هريرة-رضي الله عنه - أنّ رسول اللّه قال: «تبادروا بالأعمال ستّا: طلوع الشّمس من مغربها، والدّجّال، والدّخان، ودابّة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامّة»


وفي المستدرك وصححه الألباني عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»)*


روى أبو داود والحاكم وصححه الألباني : أنَّ رسول اللّه قال: «التؤدة» في كلّ شيء إلّا في عمل الآخرة .


(3) أي خير تستطيعين عمله فلتفعليه سريعا؟

في الآداب الشرعية لابن مفلح قال أحمد بن حنبل- رحمه اللّه تعالى-: كلّ شيء من الخير يبادر به
وقال محمّد بن نصر العابد: «وشاورته (أي الإمام أحمد) في الخروج إلى الثّغر فقال: بادر، بادر .


(4) تذكري المصير وقصري املك :

في صيد الخاطر : كان الجنيد يقرأ وقت خروج روحه، فيقال له: في هذا الوقت؟! فيقول: أبادر طيّ صحيفتي)*

قال ابن الجوزيّ: من علم قرب الرّحيل عن مكّة استكثر من الطّواف، خصوصا إن كان لا يؤمّل العود لكبر سنّه وضعف قوّته، فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلوّ سنّه أن يبادر اللّحظات، وينتظر الهاجم بما يصلح له .


وقال ابن الجوزيّ- أيضا-: «.. كم يضيّع الآدميّ من ساعات يفوته فيها الثّواب الجزيل، وهذه الأيّام مثل المزرعة، فكأنّه قيل للإنسان: كلّما بذرت حبّة أخرجنا لك ألف كرّ »، فهل يجوز للعاقل أن يتوقّف في البذر ويتوانى؟!

(5) تعاهدي نفسك بالتذكير ولا تركني للغفلة :

وقال ابن الجوزيّ- أيضا-: «من عجائب ما أرى من نفسي ومن الخلق كلّهم الميل إلى الغفلة عمّا في أيدينا مع العلم بقصر العمر، وأنّ زيادة الثّواب هناك بقدر العمل ههنا. فيا قصير العمر، اغتنم يومي منّي، وانتظر ساعة النّفر، وإيّاك أن تشغل قلبك بغير ما خلق له، واحمل نفسك على المرّ، واقمعها إذا أبت، ولا تسرح لها في الطّول، فما أنت إلّا في مرعى.،وقبيح بمن كان بين الصّفّين أن يتشاغل بغير ما هو فيه»)*

(6) انتهزي الفرصة :

عن عبد اللّه بن مسعود- رضي الله عنه- قال: إنّ للقلوب شهوة وإدبارا، فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها .

(7) لا تنتظري الفرصة قد لا تتعوض :

في المسند بإسناد حسن عن سهل عن أبيه عن رسول اللّه أنّه أمر أصحابه بالغزو، وأنّ رجلا تخلّف وقال لأهله : " أتخلّف حتّى أصلّي مع رسول اللّه الظّهر ثمّ أسلّم عليه وأودّعه فيدعو لي بدعوة تكون شافعة يوم القيامة. فلمّا صلّى النّبيّ أقبل الرّجل مسلّما عليه فقال له رسول اللّه «والّذي نفسي بيده لقد سبقوك بأبعد ما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة "

هل من مسابق ؟

وعن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه - {وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ } [ ] قال : سابقنا سابق .