عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-09, 08:22 AM   #2
المشاعر
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 14-09-2008
الدولة: في دنيا فانية
المشاركات: 1,328
المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

ثانياً : سنن تتأكد في رمضان وغيره
1- السحور .
لحديث أنس المتفق عليه أن النبي قال :" تسحروا فإن في السحور بركة "
السَحور : بالفتح اسم لما يؤكل ويوضع على المائدة في السحر , والسُحور : بالضم اسم للفعل وهو المراد هنا ، وهو من أكل طعامه آخر الليل في وقت السحر ولا يدخل في هذا من أكله في أول الليل.
2– تأخير السحور.
ويدل على استحباب تأخير السحور :
1- ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد مرفوعاً : " لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " وجاء عن أبي ذرعند أحمد :" وأخَّروا السحور " .
2- حديث زيد بن ثابت رضي الله عنهقال : " تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت : كم كان قدر مابينها ؟ قال : خمسين آية " متفق عليه . [ قوله " ثم قمنا إلى الصلاة " المقصود به دخول وقت الفجر ]
فائدة :كل ما حصل من أكل وشرب حصلت به فضيلة السحور ، وفي السحور بركة كما جاء في الصحيحين من حديث أنس أن النبي قال : " تسحروا فإن في السحور بركة " فمن بركته :
1 - الامتثال لأمر النبي كما في هذا الحديث وتحصيل هذه السنة.
2 - التقوي على العبادة نهاراً من ذكر وقراءة وغيرها .
3 - إدراك وقت النزول الإلهي وهو الثلث الآخر من الليل لما فيه من إجابة الدعاء كما في الحديث القدسي "ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى الثلث الآخر من الليل ...."
4 - مَنْ أكثر الذكر والاستغفار في وقت السحر دخل في قوله تعالى :" وبالأسحار هم يستغفرون"[ الذاريات: 18]
5 - مخالفة أهل الكتاب كما في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فصل مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر "رواه مسلم .
6- يعين على إدراك صلاة الفجر .
3 –تعجيل الفطر
فمتى غاب قرص الشمس يُسن تعجيل الفطر .
ويدل على ذلك :
1 – حديث سهل السابق : " لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر "
2 – قال ابن حجر في الفتح : روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عمرو بن ميمون قال: " كان أصحاب محمد r أسرع الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً " ( ج 4 حديث 1957)
ولما في ذلك من مخالفة أهل الكتاب فقد جاء عند أبي داود أنهم يؤخرون الفطر حتى يظهر النجم وهو فعل الرافضة اليوم وهذا يدل أنهم ليسوا بخير كما دل على ذلك حديث سهل .
قال ابن هبيرة في الإفصاح 1/ 236 : " وأجمعوا على استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور "
4 – أن يفطر على رطب فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى ماء
ويدل على ذلك : حديث أنس بن مالك قال : " كان رسول الله r يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء " وراه أبو داود والترمذي .
[ الفرق بين الرطب والتمر، أن الرطب ليِّن لم ييبس ، والتمر هو اليابس ]
قال ابن القيم في زاد المعاد 4/313 " وفي فطر النبي r من الصوم على الرطب أو على التمر أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء فلا تجد الكبد ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد وأحبه إليها ، ولاسيما إن كان رطباً فيشتد قبولها له فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن فحسوات من الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم ، فتنتبه بعده للطعام وتأخذه بشهوة " .
5 – الدعاء
وردت أحاديث في أفضلية الدعاء حال الصيام أو عند الفطر لكنها لا تخلو من مقال كحديث " ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد , ودعوة الصائم , ودعوة المسافر " رواه البيهقي , وعند الترمذي :" ثلاث لاترد دعوتهم : الإمام العادل , والصائم حين يفطر , ودعوة المظلوم " وفي لفظ " الصائم حتى يفطر " قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي , وليس هو عندي بمتصل "
ولكن مع ذا نقول للصائم أن يدعو وذلك لاستحباب الدعاء مطلقاً , والله عز وجل يقول "ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ البقرة: ١٨٦وهذه الآية جاءت بين آيات الصيام مما يدل على أهمية الدعاء في هذا الشهر وحال الصيام والله أعلم .
6_ أن يقول الدعاء الوارد إذا أفطر
وهو ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كان النبي r يقول إذا أفطر : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر أن شاء الله "رواه أبو داود .
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي rإذا أفطر قال : " اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم " فهو حديث ضعيف رواه الداقطني والطبراني وضعفه ابن حجر في التلخيص ( 2/ 202 ) .
7_قول الصائم لمن دعاه لطعام " إني صائم "
لحديث أبي هريرة عند مسلم أن النبي r قال :" إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل أني صائم " فيُخبر صاحب الدعوة ليعذره بذلك ، وفيه أنه لا بأس بإظهار العبادة إذا دعت الحاجة إليه وإلا فالأصل إخفاؤها إن لم تكن حاجة.
- قال النووي ( في المنهاج 3 / 28 ) :" قوله r فيما إذا دعا وهو صائم فليقل إني صائم محمول على أنه يقول له اعتذاراً له وإعلاماً بحاله فإن سمح له ولم يطالبه بالحضور سقط عنه الحضور وإن لم يسمح و طالبه بالحضور لزمه الحضور وليس الصوم عذر في إجابة الدعوة ولكن إذا حضر لا يلزمه الأكل ويكون الصوم عذرا له في ترك الأكل "
8 – قول الصائم لمن شتمه" إني صائم "
ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة أن النبي r قال: " فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم " رواه البخاري .
- فائدة :هل يقول ذلك جهراً أم سراً ؟
قيل : جهراً في الفرض و النفل، : وقيل : سراً لأمن الرياء .
وقيل : جهراً في الفرض وسراً في النفل لأمن الرياء .
- والراجح والله أعلم : القول الأول جهراً في الفرض والنفل ، وذلك ليُبيِّن المشتوم أنه لم يردّه عن مقابلة الشاتم بالردّ إلا كونه صائم حتى لا يستهين به الشاتم ، وفيه أيضاً تذكير للشاتم أن الصائم لا يشاتم أحداً .
ولعدم التفريق بين الفرض والنفل ، وهو اختيار شيخ الإسلام ورجحه ابن عثيمين .
9– الدعاء لصاحب الطعام إن لم يأكل الصائم
وذلك إذا دعي المسلم لوليمة وجب عليه إن يجيب الداعي لاسيما إذا كانت وليمة عرس – واختلف إذا كان غير وليمة العرس – وإجابة دعوة الوليمة للصائم والمفطر واجبة مالم يكن هناك ما يمنع إجابة الدعوة لحديث أبي هريرة المتفق عليه أن النبي r قال " ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله " ولكن إذا أجاب الصائم الدعوة فإنه يسن له إذا لم يفطر – إن كان صومه تطوعاً – أن يدعو لصاحب الطعام .
ويدل على ذلك : حديث أبي هريرة قال رسول الله" إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب , فإن كان مفطراً فليطعم , وإن كان صائماً فليصل " رواه مسلم( ومعنى فليصل : أي يدعو لهم )
وروى مسلم أن ابن عمر كان يأتي الدعوة في العرس وغير العرس ويأتيها وهو صائم .
- ولكن هل الأفضل لمن صام تطوعاً أن يفطر إذا كان يشق على صاحب الدعوة بقائه على الصيام ؟
على قولين : والأظهر والله أعلم أن الأفضل أن يفطر إذا كان في ذلك مشقة على صاحب الطعام وفي فطره إدخال السرور على قلبه إلا أنه لا يصل إلى السنية لوجود الخلاف في ذلك ولعدم النص القاطع بسنية ذلك , ولا خلاف أنه يجوز له أن يفطر ويجوز له أن يتم صومه .
- قال ابن حجر ( في الفتح 9 / 247 ) :" ويبعد إطلاق استحباب الفطر مع وجود الخلاف ولاسيما إذا كان وقت الإفطار قد قرب "
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في الاختيارات 241 ) :" وأعدل الأقوال أنه إذا حضر الوليمة وهو صائم إن كان ينكر قلب الداعي بترك الأكل فا لأكل أفضل وإن لم ينكر قلبه فإتمام الصوم أفضل "

10 – تفطير الصائمين .
ويدل على ذلك :حديث زيد بن خالد الجهني قال رسول الله r ":من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
وقد كان السلف يحرصون على تقديم إطعام الطعام على كثير من العبادات ليس في رمضان فقط وإنما في غيره وامتدح الله عز وجل المؤمنين لقوله :" ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ [ الإنسان: ٨ – ٩] وقال الزهري : إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام .

هذه السنن مستلة من / الفقه الواضح في شرح زاد المستقنع للشيخ عبدالله بن حمود الفريح حفظه الله

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 15-08-09 الساعة 11:21 PM
المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس