ثالثا : ـ أجــر الطــواف
=============
يقـول صاحبنـا : أمّا الطواف بالبيت العتيق ، فأثره في النفوس عميق
فللدمع بالعين حال الطواف بريق ، وللهواء حال الطواف رحيق
وللرحمات بردٌ على القلوب رقيق ، وللرجاء في القبول من الإله طريق
فلما علمتٌ فضل الطواف الوثيق ، وما تفضل به ربّ شكورٌ رفيق
حرصـت كـل الحـرص علـى أدائـه متنفـلاً بلـه متنسـكًا ما اسـتطعت إلـى ذلـك سـبيلا ، وكنـت كلّمـا اشـتد الزحـام أحتسـب أجرًا عليه من الشكور جميلا ، ودعـوت الله أن : يرزقني طواف بيته طوافًا كثيرًا يسيرا .
وكلَّمـا رُزقـت بعمـرة سـارعت إلـى طـواف الـوداع منشـرحًا بأدائـه صـدري ،
دون أن يَغُــمَّ عليّ أمري ، ولم أجد في نفسي :
هل طواف الوداع واجب على المعتمر ، أم أن وجوبه على الحاج قصري ؟!
أتعلمـون لِـمَ ؟
لأننـي مـا طفـتُ ـ بفضـل مـن الله ـ قـط – إلا وكل تلك المعاني حاضرة في خاطري وجناني ، آملاً حال طوافي نوال تلك الأجور ، محتسـبًا اللأواء والمشقة عند ربّ كريم شكــور .
* فعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن أحصـى (1) أسـبوعًا (2) كـان كعتـق رقبـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / تحت رقم : 1139 .
* عـن المنكـدر بن عبـد الله بن الهديـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـن طـاف بالبيـت أسـبوعًا لا يلغـو فيـه ؛ كـان كعـدل رقبـة يعتقهـا " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / رقم : 1140 .
* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن طـاف بالبيـت ؛ لـم يرفـع قدمًـا ؛ ولـم يضـع قدمًـا ؛ إلا كتـب الله لـه حسـنة ، وحـط عنـه خطيئـة وكتـب لـه درجـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /
7- باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) تحت رقم : 1139 .
* عـن عبـد الله أن أبـاه عبيـد بـن عميـرقـال لابـن عمـر : مالـي لا أراك تسـتلم إلا هذيـن الركنيـن الحجـر الأسـود والركـن اليمانـي ، فقـال ابـن عمـر : إن أفعـل فقـد سـمعت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول : " إن اسـتلامهما يحـط الخطايـا " قـال وسـمعته يقـول : " مـن طـاف أسـبوعًا يحصيـه وصلـى ركعتيـن كـان لـه كعـدل رقبـة " قـال : وسـمعته يقـول : " مـا رفـع رجـل قدمًـا ولا وضعهـا إلا كتبـت لـه عشـر حسـنات وحـط عنـه عشـر سـيئات ورفـع لـه عشـر درجـات " .
حسنه الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على : ( مسند أحمد / 6 / 217 ) .
o فـائــدة :
ــــــــ
لابـد مـن صـلاة ركعتيـن سـنة طـواف بعـد كـل طـواف سـواء كـان هـذا الطـواف مـن النسـك ، أو نفـلاً مطلقًـا .
** وبعد تلك الأجور والآلاء ، ألا تهون المشقة واللأواء
فحقٌ على كل ذي لبٍّ من العقلاء ، أن يرفع لخالقه الدعاء :
أن يُرزق طوافًا كثيرًا لبيت ربّ الأرض ورافع السماء
وأن يحوذ القبول فيكن من السعداء
__________________________________
( 1 ) أحصـى أي : يحصـر عـدده فيجعلـه سـبعًا لا زيـادة ولا نقـص ..
وفيـه إشـارة إلـى أن فضائـل العبـادات المقيـدة بعـدد مسـمى ، لابـد فيهـا مـن التمسـك بالعـدد ، لا يزيـد ولا ينقـص . فتنبـه
* انتهى كلام الشيخ الألباني في حاشية رقم (1) : من كتاب صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / 11 ـ كتاب الحج / 7 ـ باب :
( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / ص : 26 / حديث رقم : 1139 / رقم : 2 .
(2) * قـال ابـن الأثيـر : أسـبوعًا : أي سـبعة أشـواط ( مـرات ) .
انتهى كتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر / المجلد الواحد / ص : 415 / مادة : ( سبع ) .
|