سادسًا : ـ أجـــر الوقــوف بعرفــة
=====================
** يقـول صاحبنـا : أمـا عـن الوقـوف بعرفـة : فالنفـس إليـه توّاقـة ، تتلهـف علـى أدائـه ؛ إلـى عظيـم الأجـر فيـه مشـتاقة :
* فعـن عبـد الله بـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنهما ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " إن الله تعالـى يباهـي ملائكتـه عشـية عرفـة بأهـل عرفـة ، يقـول : انظـروا إلـى عبـادي ، أتونـي شـعثًا غبـرًا " .
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 1868 .
** ففضـل الله فيـه عظيـم ، والرحمـات علـى العبـاد تتـرى مـن الكريـم ؛ فحقـيق أن يكـون وقـوف هـذا اليـوم المشـهود أهـم المناسـك علـى الحجيـج :
* فعـن عبـد الرحمـن بـن يعمـر الديلـي ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قــال :
" الحـج عرفـة " .
صححه الألباني في : إرواء الغليل / رقم : 1064 .
** فحـري بمـن وقـف هـذا الموقـف : أن يكـون الدعـاء إلـى الله همـه ، فـلا يكـف لسـانه عنـه سـائر يومـه .
* فعـن طلحـة بـن عبيـد الله بـن كريـز ـ رضي الله عنهما ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أفضـل الدعـاء دعـاء يـوم عرفـة " .
علق عليه الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم : 4 / 7 : فقال : إسناده مرسل صحيح .
** وحقيـق بمـن امتـن الله عليـه بشـهوده : أن يتحـرى الدعـاء بالمأثـور ؛ مسـتنًا بمـا جـاء عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
* فعـن علـي بـن أبـي طالـب ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " أفضـل مـا قلـت أنـا والنبيـون عشـية عرفـة : لا إله إلا الله وحـده لا شأريك لـه ، لـه الملـك ولـه الحمـد ، وهـو علـى كـل شـيء قديـر " .
علق عليه الشيخ الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم : 1503 ـ قائلاً : صحيح بجموع طرقه .
** فمـن وضـع نصـب عينيـه أجـر وقـوف ذلـك اليـوم ؛ لـن يكـف عـن سـؤال الكريـم أن يجعـل لـه إلـى ذلـك سـبيلاً ، ولـن يألـو فـي طلـب الأسـباب ، ولـن يدخـر في سـبيل تحقيـق نوالـه مـن حيلـة ، يحـدوه فـي ذلـك الأمـل مشـفوعًا بالدعـاء والعمـل :
* عـن عبـد الله بـن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنهما ـ قـال : ( كنـت جالسًـا مـع النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي مسـجد منـى فأتـاه رجـل مـن الأنصـار ورجـل مـن ثقيـف فسـلما ثـم قـالا يـا رسـول الله جئنـا نسـألك فقـال : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " ؟ . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : " جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، عـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة " . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : " فإ،ـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمــروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفــة ؛ فـإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا
فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقتد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه شخنا الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً حسن لغيره : المجلد الثاني /
كتاب : الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / ص : 9 .
* وعـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : قـال : النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا مـن يـوم أكثـر مـن أن يعتـق الله فيـه عبيـدًا مـن النـار مـن يـوم عرفـة ، وأنـه ليدنـو ، ثـم يباهـي بهـم الملائكـة فيقـول : مـا أراد هـؤلاء ؟ اشـهدوا ملائكتـي أنـي قـد غفـرت لهـم " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب / رقم : 1154 ـ قائلاً : صحيح لغيره .
o فـائــدة :
-------------
* قـال ابـن الأثيـر فـي { النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر } : ... وفيـه : ( صلـى بنـا رسـول الله ـ عليه السلام ـ إحـدى صلاتـي العشـي فسـلم مـن اثنتيـن ) يريتد صـلاة الظهـر أو العصـر ؛ لأن مـا بعـد الـزوال إلـى المغـرب عشـي ، وقيـل : العشـي مـن زوال الشـمس إلـى الصبـاح .
انتهى النقل / ص : 618 / المجلد الواحد / باب : العين مع الشين .
- ولن أستطيع وصف ما أصاب القلب ، فلم يكن له في يومه همٌ ولا كرب ، إلا الإلحاح متذللاً للربّ ، أن يجعله مغفورا له الذنب ، وأن يدخله برحمته في زمرة من أحبّ .وبعد ألا يحق لنا الرجاء ، والإلحاح على الكريم بالدعاء ، مشفوعٍ بالتذلل والبكاء ، أن يرزقنا شهود الموقف مرات ومرات ، وألا يحرمنا نوال تلك الفضائل والرحمات بما ارتكبناه من ذنوبٍ وزلاّت ، إنه كريم سميع مجيب الدعوات .
التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 13-10-09 الساعة 06:38 PM
|