عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-09, 06:20 AM   #18
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

سابعًا ـ أجــر المبيــت بمزدلفــة ( المِشْـعَر الحـرام )
===============================
* يقـول صاحبنـا : لـم أكـن أدري مـا المِشْـعَر الحـرام ؟ ولا أيـن هـو مـن مناسـك الحـج ؟ فبحثـت وسـألت أهـل الذكـر ؛ فإنمـا شـفاء العـيّ السـؤال وكـان خلاصـة البحـث مـا يلـي :
قـال تعالـى : { لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } . سورة البقرة / آية : 198 .
قـال الشـيخ السـعدي فـي تفسـيره :
{ لمـا أمـر تعالـى بالتقـوى ، أخبـر تعالـى أن ابتغـاء فضـل الله بالتكسـب فـي مواسـم الحـج وغيـره ، ليـس فيـه حـرج إذا لـم يشـغل عمـا يجـب إذا كـان المقصـود هـو الحـج ، وكـان الكسـب حـلالاً منسـوبًا إلـى فضـل الله ، لا منسـوبًا إلـى حـذق العبـد ، والوقـوف مـع السـبب ، ونسـيان المسـبب ، فـإن هـذا هـو الحـرج بعينـه ..
وفـي قولـه : { ... فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... } دلالـة علـى أمـور :
أحدهـا : الوقـوف بعرفـة ، وأنه كـان معروفًـا أنـه ركـن مـن أركـان الحـج ، فالإفاضـة مـن عرفـات ، لا تكـون إلا بعـد الوقـوف .
الثانـي : الأمـر بذكـر الله عنـد المشـعر الحـرام ، وهـو المزدلفـة ، وذلـك أيضًـا معـروف ، يكـون ليلـة النحـر بائتًـا بهـا ، وبعـد صـلاة الفجـر ، يقـف فـي المزدلفـة داعيًـا ، حتـى يسـفر جـدًا ، ويدخـل فـي ذكـر الله عنـده ، إيقـاع الفرائـض والنوافـل فيـه .
الثالـث : أن الوقـوف بمزدلفـة ، متأخـر عـن الوقـوف بعرفـة ، كمـا تـدل عليـه الفـاء والترتيـب .
الرابـع : والخامـس : أن عرفـات ومزدلفـة ، كلاهمـا مـن مشـاعر الحـج المقصـود فعلهـا ، وإظهارهـا .
السـادس : أن مزدلفـة فـي الحـرم ، كمـا قيـده بالحـرام .
السـابع : أن عرفـة فـي الحـل ، كمـا هـو مفهـوم التقييـد بـ " مزدلفـة " { ... وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } أي : اذكـروا الله تعالـى كمـا مـنّ عليكـم بالهدايـة بعـد الضـلال ، وكمـا علمكـم مـا لـم تكونـوا تعلمـون ، فهـذه مـن أكبـر النعـم ، التـي يجـب شـكرها ومقابلتهـا بذكـر المنعـم بالقلـب واللسـان . } انتهـــــــى .
ـ وجاء في أحد التفاسير :
{ لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ ... } أي ليـس عليكـم حـرج فـي أن تطلبـوا رزقًـا من ربكـم بالتجـارة في الحـج { ... فَـإِذَا أَفَضْتُـم ... } أي رجعتـم { .... مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ ... } بالتلبيـة والتسـبيح والتحميـد والتهليـل { ... عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... } وهـو جبـل يقـف عليـه الإمـام وسـمي " قـزح " وهـو آخـر حـد المزدلفـة .
وقـال بعضهـم : المشـعر الحـرام هـو المزدلفـة ، لأن الذكـر المأمـور بـه عنـده يحصـل عقـب الإفاضـة
مـن عرفـات ومـا ذاك إلا بالمبيـت بالمزدلفـة
{ وَاذْكُـرُوهُ } أي الله { كَمَـا هَدَاكُـمْ } أي لأجـل هدايتـه إياكـم لمعالـم دينـه { ... وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ } أي وإنكـم كنتـم مـن قبـل الهـدي لمـن الجاهليـن بالإيمـان والطاعـة .} انتـــــــهى
ـ قـال ابـن الشيخ العثيميـن – رحمه الله - فـي { الشـرح الممتـع } تحـت قـول الماتـن : أتـى المشـعر الحـرام .
والمشـعر الحـرام : جبـل صغيـر معـروف فـي مزدلفـة ، وعليـه المسـجد المبنـي الآن ..... لكنـه قـال : ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) ـ صحيح مسلم / 1218 ـ وجمع أي مزدلفة .
انتهى النقل بتصرف / ج : 7 / كتاب : المناسك / ص : 346 .
ـ وكـان عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ يقـدم ضعفـة أهلـه ، فيقفـون عنـد المشـعر الحـرام بالمزدلفـة بليـل ، فيذكـرون الله مـا بـدا لهـم ، ثـم يرجعـون قبـل أن يقـف الإمـام وقبـل أن يدفـع ، فمنهـم مـن يقـم منـى لصـلاة الفجـر ، ومنهـم مـن يقـدم بعـد ذلـك ، فإذا قدمـوا رمـوا الجمـرة . وكـان ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ يقـول : أرخـص فـي أولئـك رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
صحيح البخاري / رقم : 1676 .
ـ عـن عبـد الله بـن ميمـون قـال : [ سـألت عبـد الله بـن عمـرو عـن المشـعر الحـرام ، فسـكت حتـى إذا هبطـت أيـدي رواحلنـا بالمزدلفـة قـال : أيـن السـائل عن المشـعر الحـرام ؟ هـذا المشـعر الحـرام ] .
صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .
ـ قـال ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ : [ المشـعر الحـرام المزدلفـة كلهـا ] .
صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .
ـ قـال جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنهما ـ فـي وصـف حجـة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " فلمـا كـان يـوم الترويـة وتوجهـوا إلـى منـى أهلـوا بالحـج فركـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصلـى بمنـى الظهـر والعصـر والمغـرب والعشـاء والصبـح ثـم مكـث قليـلاً حتـى طلعـت الشـمس وأمـر بقبـة مـن شـعر فضربـت لـه بنمـرة فسـار رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تشـك قريـش إلا أنـه واقـف عنـد المشـعر الحـرام أو المزدلفـة كمـا كانـت قريـش تصنـع فـي الجاهليـة فأجـاز رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتـى أتـى عرفـة فوجـد القبـة قـد ضربـت لـه بنمـرة فنـزل بهـا حتـى إذا زاغـت الشـمس أمـر بالقصـواء فرحلـت ... ثـم أتـى المزدلفـة فصلـى بهـا المغـرب والعشـاء بأذان واحـد وإقامتيـن ولـم يصـل بينهمـا شـيئًا ثـم اضطجـع لرسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتـى طلـع الفجـر فصلـى الفجـر حيـن تبيـن لـه الصبـح بأذان وإقامـة ثـم ركـب القصـواء حتـى أتـى المشـعر الحـرام فرقـي عليـه فحمـد الله وكبـره وهللـه فلـم يـزل واقفًـا حتـى أسـفر جـدًا ثـم دفـع قبـل أن تطلـع الشـمس ... " .
صححه الألباني في : صحيح ابن ماجه / رقم : 2512 .


*** فكانــت الخلاصــة ممـا ســبق :
-----------------------------------

1 ـ المشـعر الحـرام هـو : جبـل صغيـر علـى حـدود جَمْـع ( مزدلفـة ) .
2 ـ وقـال النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وقفـت ها هنـا ـ عنـد الجبـل ـ وجمـع ( مزدلفـة ) كلهـا موقـف أي : مشـعر حـرام كمـا فهـم ابـن عمـر وأجـاب السـائل .
3 ـ المبيـت بهـا واجـب علـى أرجـح أقوال أهـل العلـم يجبـر تركـه بـدم . ( نجتـزئ بهـذا لأن المقـام ليـس مقـام تفصيـل فقهـي . )


4- ينبغي للحاج ذكر الله عند المشعر الحرام لعد صلاة الفجر حتى يسفر جدا
ثم يدفع من مزدلفة قبل الشروق .

** يقـول صاحبنـا :

فحرصـت علـى المبيـت فـي جمـع ( مزدلفـة ) رغـم رخـص المرخصيـن ، وتمسـكت بالمبيـت بهـا ، وزدت بأداء صـلاة الفجــر فيهـا ، ثـم توجهـت باحثًـا عـن المشـعر الحــرام ( الجبـل ) فلـم أوفـق لدليـل يـدل عليـه ، فعملـت بقـول رسـولنا صلوات ربي عليه : ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) حيـث اشـتكيت لربـي عجـزي عـن الوصـول أناجيـه أنـي مـا قصـرت فـي اقتفـاء أثـر الرسـول ، فانتقلـت مـن سـنته الفعليـة إلـى العمل بسـنته القوليـة ، وكـان همـي الدعـاء بالتكبيـر والتهليـل والحمـد والثنـاء ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم ، سـائلاً ربـي ألا يحرمنـه باسـمه الكريـم :

* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ أنـه قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يـا بـلال ! أنصـت لـي النـاس " . فقـام بـلال ، فقـال : أنصتـوا لرسـول الله ، فأنصـت النـاس ، فقـال : " معاشـر النـاس ! أتانـي جبرائيـل آنفًـا ، فأقرأنـي مـن ربـي السـلام ، وقـال : أن الله عـز وجـل غفـر لأهـل عرفـات ، وأهـل المشـعر ، وضمـن عنهـم التبعـات " . فقـام عمـر بـن الخطـاب فقـال : يـا رسـول الله ! هـذا لنـا خاصـة ؟ قـال : " هـذا لكـم ، ولمـن أتـى مـن بعدكـم إلـى يـوم القيامـة " . فقـال عمـر بـن الخطـاب : كثـر خيـر الله وطـاب .
علق عليه الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / ( 9 ) ـ باب : الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة ... /
رقم : 1151 ـ قائلاً : صحييح لغيره .


صدقـــت يـا عمــر : كثــر خيــر ربّنـــا وطــاب .

فالله نسأل باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب :

ألا يحرمنا بذنوبنا عفوًا عباده القبولين به أصاب

وأن يجعل لنا إلى جَمْعٍ بفضله إياب ثم إياب

إنه قريب سميع مجيب لمن لجنابه أناب .
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً