عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-09, 05:23 PM   #25
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

10 ـ أجـــر الحلـــق و التقصيـــر
=========================


يقـول صاحبنـا :

لمـا رميـت جمـرة العقبـة غـداة يـوم النحـر ، سـارعت أحلـق جميـع رأسـي ، بعـد ذبـح هـدي ، أحـدث النفـس لأفعلـنّ مـا يرضـي الـربّ ، ومـا قـدم فـي الكتـاب ذكـره ، ومـن عبـاده أحبّ : " لتدخلـن المسـجد الحـرام إن شـاء الله محلقيـن رءوسـكم ومقصريـن لا تخافـون " . الفتح / 27 .

قـال المباركفوري مصنف تحفـة الأحـوذي شـرح جامع الترمـذي :
( وظاهـر صيغـة المحلقيـن أنـه يشـرع حلـق جميـع الـرأس لأنـه الـذي تقتضيـه الصيغـة إذ لا يقـال لمـن حلـق بعـض رأسـه أنـه حلقـه إلا مجـازًا . وقـد قـال بوجـوب حلـق الجميـع أحمـد ومالـك واسـتحبه الكوفيـون والشـافعي ... ) .
ا . هـ .
كتـاب : الحـج عـن رسـول الله ... / بـاب : مـا جـاء فـي الحلـق والتقصيـر / تحفـة الأحـوذي .


* سـائلاً الله الأجـر والثـواب ، وأن يتكـرم ـ بعظيـم جـوده ـ فيتفضـل علـى شـديد دعائـي بالجـواب : فيجعلنـي الرحمـن الرحيـم مـن المكروميـن ، ولا يخرجنـي ـ بعظيـم ذنبـي ـ مـن جملـة المرحوميـن :

* عـن عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال : " اللهـم ارحـم المحلقيـن . قالـوا : والمقصريـن يـا رسـول الله ، قـال : اللهـم ارحـم المحلقيـن . قالـوا : والمقصريـن يـا رسـول الله ، قـال : والمقصريـن " . وقـال الليـث : حدثنـي نافـع : رحـم الله المحلقيـن . مـرة أو مرتيـن . قـال : وقـال عبيـد الله : حدثنـي
نافـع ، وقـال فـي الرابعـة : والمقصريـن .
صحيح البخاري / رقم : 1727 .

* وعـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : ( حلـق رجـال يـوم الحديبيـة وقصـر آخـرون فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : والمقصريـن قالـوا فمـا بـال المحلقيـن يا رسـول الله ظاهـرة لهـم الرحمـة قـال :
لـم يشـكوا قـال : فانصـرف رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
.
صححه الشيخ أحمد شاكر في : مسند أحمد / رقم : 5 / 107 ..

* سـائلاً الله بقلبـي حـال حلقـي لرأسـي :

أن يغيـث فقيـرًا ذليـلاً منـه برحمـات ، آمـلاً أن يقبـل الله الدعـوات ، فيرفعهـا إليـه بتلـك الشَّـعرات ، متمثـلاً فرحـة الصحابـي العظيمـة ، بدخولـه فـي رحـاب دعـوات رسـولينا الكريمـة :

* عـن مالـك بـن ربيعـة السـلولي قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اللهـم اغفـر للمحلقيـن اللهـم اغفـر للمحلقيـن قـال يقـول رجـل مـن القـوم والمقصريـن فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي الثالثـة أو فـي الرابعـة والمقصريـن " .
ثـم قـال : (( وأنـا يومئـذ محلـوق الـرأس فما يسـرني بحلـق رأسـي حمـر النعـم أو خطـرًا عظيمًـا )) .
علق عليه الشيخ الألباني في : إرواء الغليل / رقم : 4 / 286 / قائلاً : هو بمجموع الطريقين عن بريد صحيح الإسناد .

** وهنـا تواتـرت علـى قلبـي الأحاديـث فـي فضـل الحلـق ومـا لفاعلـه ـ إن كـان مقبـولاً ـ مـن أجـر نفيـس فرغبـت النفـس وأقبلـت بحـبّ علـى العمـل ، يحدوهـا الرجـاء بالقبـول والأمـل :
ـ لمـا جـاء فـي حديـث عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : " ... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .

ـ وعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة " .
حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1160 .

ـ وعـن عبـادة بـن الصامـت ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة " .
علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1160 / قائلاً : صحيح لغيره .



** والحـق أننـي لمـا انتهيـت مـن حلقـة ألبتـة ، شـعرت بخفـة مـن ثقـل شـديد ، كأنمـا ذنوبـي ذهبـت عـن كاهلـي بعيـد ، ففاضـت العيـن بالدمـوع ، وامتـلأ القلـب بجميـل الخشـوع : لـك الحمـد ربـي علـى كريـم هـداك لنفسـي بالخضـوع ، فأتـم اللهـم علـيّ نعمتـك وامتـن علـى فقيـر بعيـد قاصـي بجميـل الدنـو إليـك والرجـوع .
إنـك بكـل جميـل كفيـل ، أنـت مولانـا ونعـم الوكيـل .


____________________________________________________
o فــــائــدة :
ـ---------------
قـال ابـن حجـر فـي الفتـح :

والأولـى مـا قالـه الخطابـي وغيـره : إن عـادة العـرب أنهـا كانـت تحـب توفيـر الشـعر والتزيـن بـه ، وكـان الحلـق فيهـم قليـلاً وربمـا كانـوا يرونـه مـن الشـهرة ومـن زي الأعاجـم ؛ فلذلـك كرهـوا الحلـق واقتصـروا علـى التقصيـر .
ـ وفـي حديـث البـاب مـن الفوائـد أن التقصيـر يجـزئ عـن الحلـق ، وهـو مجمـع عليـه ...
ـ وفيـه أن الحلـق أفضـل مـن التقصيـر ، ووجهـه أنـه أبلـغ فـي العبـادة وأبيـن للخضـوع والذلـة وأدل علـى صـدق النيـة ، والـذي يقصـر يبقـي علـى نفسـه شـيئًا ممـا يتزيـن بـه ، بخـلاف الحالـق فإنـه يشـعر بأنـه تـرك ذلـك لله تعالـى .
ـ وفيـه إشـارة إلـى التجـرد ، ومـن ثـم اسـتحب الصلحـاء إلقـاء الشـعور عنـد التوبـة والله أعلـم ... والتقصيـر كالحلـق فالأفضـل أن يقصـر مـن جميـع شـعر رأسـه ، ويسـتحب أن لا ينقـص عـن قـدر الأنملـة ، وإن اقتصــر علـى دونهـا أجـزأ . هـذا للشـافعية وهـو مرتـب عنـد غيرهـم علـى الحلـق ،
وهـذا كلـه فـي حـق الرجـال .
ـ وفـي الحديـث أيضًـا مشـروعية الدعـاء لمـن فعـل مـا شـرع لـه ، وتكـرار الدعـاء لمـن فعـل الراجـح مـن الأمريـن المخيـر فيهمـا والتنبيـه بالتكـرار علـى الرجحـان وطلـب الدعـاء لمـن فعـل الجائـز وإن كـان مرجوحًـا
.
ا . هـ . النقل بتصرف / كتاب : الحج / باب : الحلق والتقصير عند الإحلال الحج / فتح الباري بشرح صحيح البخاري .
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً