عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-09, 11:48 PM   #4
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بســـم الله الرحــمن الرحــيم



الشريط الرابع


{{{ محتوى الشريط }}}
تابع كيفية الطلب والتلقي .... الى تلقي العلم من الأشياخ...
-بيان ما يحتاج إليه الحافظ

-تلقي الطالب علمه على يد العالم، وبيان فوائده


سؤال :لا شك ان قراءة الشعر تقوي الجانب اللغوي عند الطالب , ما حكم قراءة الأشعار العربية التي فيها كلمات غزل ونحوه ؟

جواب الشيخ :اما الانسان الذي لا يحركه هذا الغزل , فلا بأس .
وأما الذي يحركه ويخشى على نفسه منه فليتجنبه




سؤال : وضع القرآن في بدالة الهاتف أثناء انتظار المكالمة ؟
جواب الشيخ : اما القرآن فلا أرى ذلك ,حيث نقضي به غرضأ فقط , ومن ثم لانه قد يستمع اليه من لا يقدره أو يعظمه ويكرهه, لكن من الممكن ان تضع حكمة من الحكم . أواذا كنت في عمل أو جهة تبين عمل هذه الجهة أو المؤسسة أثناء الانتظار .


هناك أسئلة أخرى أجاب عنها الشيخ في الشريط ...




** Ѿ المتن Ѿ **
... [[ وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل ”تاريخ بن جرير”، وابن كثير، وتفسيريهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوى وفتاويهم، لاسيما محرراتهم في الاعتقاد.
وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى ]]



||| الشرح } ~
الشيخ بكر يتحدث عن الطلب في قطرنا , وليس عن الطلب عموما ,ولهذا هذه الكتب التي عينها إنما هي في قطرنا وقد يكون ما يساويها او يشابهها في الأقطار الأخرى على هذا النمط

وأما قوله أنهم يركزون على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , فهذا صحيح , غالب المتأخرين يركزون عليهما , وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما , لأن فيهما من التحرير والتقعيب مالا يوجد في غيرهما
وتحس وأنت تقرأ كتبهما بأن كلامهما ينبع من القلب , ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان .
وأما تاريخ ابن جرير وابن كثير , فهذا عند المراجعة لا بأس , أما كون الانسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقت كثيرا .
وقوله كتب أئمة الدعوى , المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده , ومن تتلمذ على يدهم .





** Ѿ المتن Ѿ **
... [[ عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحىثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب، حتى ضاع الطلاب فلا حفظ ولا فهم! ]]





||| الشرح } ~
قوله وفقه الله : الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات , هذا صحيح , لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية , فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا , ولا يكون الكلام محررا متناسقا , لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مختومة .

وكذلك الحفظ هو الأصل , من دون الحفظ يزول سريعا , وكانوا بالأول يلعبون علينا لما كنا في الطلب , يقولون لا تتعب نفسك في حفظ المتن عليك بالفهم , لكن وجدنا أننا ضائعون إذا لم يكن لدينا حفظ .


ما نفعنا الله تعالى إلا بما حفظنا من المتون , ولولا أن الله نفعنا بذلك لضاع علينا علم كثير , فلا تغتر بمن يقول الفهم , ولهذا هؤلاء الدعاة الى الفهم لو سألتهم أو ناقشتهم لوجدتهم ليس عندهم إلا علم ضحل , كسراب إذا حسبه الظمآن ماء حتى إذا أتاه لم يجده شيئا .







** Ѿ المتن Ѿ **
... [[ وفي خلو التلقين من الزعل والشوائب والكدر، سير على منهاج السلف.والله المستعان.]]


||| الشرح } ~

قوله خلو التلقين : يعني خلو تلقين العلم , من الزغل والشوائب والكدر , سير على منهاج السلف , يعني ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون التعلم والتعليم منهما خاليا من هذه العيوب , ينبغي أن يكون صافيا , بحيث يكون المعلم يريد إيصال العلوم الى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك , ويكون التلميذ واثقا مطمئنا الى ما يقوله المعلم


فإذا قال أنا أتعلم الآن لكن إذا خرجت أبحث عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ الواثق , وهذا يضيعه بلا شك .


لكن إذا أخذ عن العلم أخذ مستفيد واثق , ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة , فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى الصواب في خلافه . لكن مادام في زمن الطلب فليتكأ على من يتعلم على يديه وليأخذ كلامه بثقة واطمئنان , اما إذا خرج وبحث مع غيره من الطلاب فإنه لا يستقيم له علم .






** Ѿ المتن Ѿ **
... [[ وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) رحمه الله تعالى[1]:"يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قلت: - أي الذهبي-: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن” 1هـ.]]





||| الشرح } ~
شوف هذه ثقيلة من الذهبي رحمه الله , لو بقينا على كلام الحافظ عثمان بن خرزاد لكان أحسن.. يعني أهون علينا

1" الأمانة جزء من الدين , فتدخل في قوله : تحتاج الى عقل جيد ودين ,
2" والضبط داخل في الحفظ , حذق الشئ بمعنى فهمه وأدركه جيدا
3" يحتاج الى أن يكون تقيا , والتقوى رأس كل عبادة وهي الأصل
والتقوى أن تطيع أوامر الله واجتناب نواهيه لأن في ذلك تكون النجاة من عذاب الله

4" ذكيا يعني ليس غبيا , بأن يكون عنده فطنة وكم من انسان حافظ وليس بذكي , وكان رجل ممن سبق حافظا جدا وسريع الحفظ بطئ النسيان , حفظ الفروع لابن مفلح كان يحفظه كما يحفظ الفاتحة , لكن لا يفهم منه شيئا لأنه غير ذكي , فكانوا يلقبونه بحمار الفروع :
كقوله تعالى : كمثل الحمار يحمل أسفارا ....

وكانوا يأتون إليه على أنه نسخة , إذا اختلفوا في شئ راجعوه , فبعض الناس يكون عنده قوة حافظة , لكن ليس عنده ذكاء . وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة .

5" نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات
واللغوي يدخل فيه علم الصرف وعلم مفردات اللغة , وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك .


6" زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب , فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات .


ويعجبني أن أذكر لكم كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الكلام :[ [
أنهم أوتوا فهوما وما أوتوا علوما وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء ] ]
يعني عندهم فهم لكن ما عندهم علم .و أذكياء لكن ليسوا أزكياء



7" حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم , ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر .
قالت أم سليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يستحيي من الحق , هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم إذا هي رأت الماء

8" سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شئ , لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .

يقول : يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد , ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة , أي قد تكون خمسين صفحة عندهم تعتبر مجلدا , فإن كان هو المراد فلعل الله يعيننا عليه , وإن كان المراد بالمجلد ستمائة صفحة , فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد .


وقوله يحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد , وين هذه المكتبة .... على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ... نقول : الله المستعان .


وقوله ألا يفتر عن طلب العلم الى الممات : هذا صحيح , يعني أن طالب العلم يجب أن لايفتر , لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك , ومن طلب العلا سهر الليالي .

ويقال : أعط العلم كلك تدركه بعضه , وأعطه بعضك يفتك كله .

العلم يحتاج الى عناء وتعب , لكن إذا الانسان ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله يهبه علما لا يطرأ على باله ,وكثيرا ما نقف عند مسألة في الكتب ولا نجدها ثم إذا فكرنا في آية من آيات الله في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وجدنا الحل , لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة , بنية خالصة وتواضع , أهم ما يكون التواضع , أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع , للحق وللخلق , من أهم شئ لطالب العلم التواضع , لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي


قال الله تعالى في نبيه الكريم : * وإنك لعلى خلق عظيم *


فأعظم الناس تواضعا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة

قال : وإلا فلا يتعن , أي إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه , ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي , ارجع الى قوله تعالى :* فاتقوا الله ما استطعتم *

ونعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به , وإلا نفروا , لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك , هذه كفاية , والأكمل خمسمائة أو ستمائة , ونقول له يكفيك أن يكون عندك من الواوين خمسمائة مجلد , والأكمل ألف ... لو قلنا هذا لثقل عليه الطلب , لكن نقول له :

يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن كون عندك حرص ونشاط في طلب العلم , والله الموفق .







[1] -”سير أعلام النبلاء”(13/380).





يتبع
شموخ الهمه غير متواجد حالياً