عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-09, 08:56 PM   #8
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
a

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


جزاكم الله خيرا أخواتي الفضليات وبارك فيكن

وأحسن بفضله إليكن جميعا على كريم مروركن

وطيب دعاواتكن ورائق تعليقاتكن أسأل الله أن

يتقبل دعاءكن الطيب لها رحمها الله تعالى آمين

وبعـــــــــــــــــــــــــــــد أخواتي الكريمات :


أما عن وصفكن لجميل حديثي عنها ودعائي لها :أقسم أنها تستحق ما لا أطيقه من ذلك

لأنها كانت سببا للهدى سخرها الله لنا-أعني طويلباتها- لتضعنا وتثبتنا على طريق العلم والهدى بطريقة

عملية كانت -رحمها الله تعالى- سببا في لين أخلاقنا ورقة تعاملاتنا متبعات لسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-

علمتني كيف أفهم كلام العلماء وخاصة السلف من أهل العلم ،كيف أحرر المسائل وأبحث في بطون الكتب

عن الأدلة باختصار رشفت منها بعض علوم الشرع رشف الرضيع من أمه ما به أحياه الله كانت سببا لإحياء كثير

من السنن في بلدتنا- لما مرضتْ بحثت عن كيفية الرقى في بطون الكتب وعملتْ لنا بحثا مستفيضا في الرقى

أين تضعين يدك مع هذي الرقية أوتلك/ كيف تنفثين مع الرقية /في أي موضع من الجسد تباشري الرقية؟

بجمع كل الأحاديث الواردة في الباب من صحيح كتب السنة النبوية المطهرة وأقوال علماء السلف فيما

يخص تلك المسألة مظهرة لأدق الفروق بين أنواع الرقى- هذا مع أنها كانت مريضة (سرطان )في حالته المتأخرة-

حتى إذا ما ذهبت إحدى أخواتها لعيادتها ورقيتها أعطتها خلاصة البحث لتعلمنا الهدي الصحيح في الرقى المخرَّج

بدقة -يحسدها عليها أهل التخصص - .

-ودعيني أذكر لك عندما تُوفي زوجها-رحمه الله- ولم تغادر بيتها أبدا أربعة أشهر وعشرا وأبت أن تخرج لإتمام

الأوراق الضرورية لمعاشها وتمسكت -رحمها الله تعالى-بهذا الهدى رغم إلحاح الملحين وإحضار الفتاوى المبيحة

لفعل ذلك وبحثت المسألة بل كل ما يخص الإحداد لتتعبد لله على بصيرة فجعلها الله سببا لإحياء كثيرا من سنن الإحداد

نهيك عن التطبيق العملي لكيفية العزاء الشرعي مقدمة لأمر الشارع الحكيم على كل الأعراف والتقاليد

كانت حتى في نعليها ومسّاكة شعرها تتحرى الإحداد من ترك زينة وتجنب كل ما هو مصبوغ فيما ظهر من ملابسها

وما بطن بل فيما دق وكبر.

كانت كثيرا ما تستنكر على إحدانا إذا سألت هل الأمر على الوجوب أم أنه على الاستحباب تعده تفلتا مِن فِعْله فتردد

لنا دائما: [إذا جاء الأمر أو النهي في الشرع من كتاب أوسنة صحيحة سارعن للامتثال فقد جاء الأمر-فعلا أو تركا-

تمثلن بالسلف الصالح الذين كانوا يسارعون دونما سؤال عن مرتبة الأمر هل هو للوجوب أم للاستحباب والنهي هل

هو للحرمة أم أنه مكروه -وما هذا والله إلا ذريعة للتفلت ابذلن الجهد واستفرغن الوسع في الامتثال واستعن بالله ولا

تعجزن واحتسبن الأجر ولا تخشين عضلا ولا هضما إن ربكن لطيف رحيم حكيم شكور] وكانت كثيرا ما تردد حديث -[

إنما العلم بالتعلم ، و الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتوق الشر يوقه ]
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة/رقم:342

-أولا يكفي أنها كانت سببا في إلتزام جل نساء بلدتنا باللباس الشرعي (الملحفة)فوق لباسنا الشرعي الكامل

من درع سابغ وخمار ونقاب كله أسود وفق كل ذلك الملحفة الفضفاضة؟! كانت رحمها الله تتحرى الستر ما

استطاعت إلى ذلك سبيلا قائلة-رحمها الله-[ياليتنا نمشي في خيمة] من شدة حيائها.

كانـــــــــــــــت قدوة صالحة.

ألم أقل أني لا أملك نفسي عندما أتحدث عنها ولست ممن يغالي في محبوبه-والله على ما أقول شهيد- ولكني رُزقتُ حبها لظني فيها الصلاح

- أحسبها كذلك والله حسيبها-وما كانت تسمح-رحمها الله -لنا أن نطريها بأقل الكلمات لحيائها وشدة

خشيتها وما كنت أتجرأ لأخبرها شيئا مما ذكرتُ إكبارا لها وخشية تكديرها بل جل ما استطعناه معها حمل

مشاعر طيبة نحسبها كانت تحسها فتسعد بها سائلة الله الإخلاص فيما نكنه لها وحالنا والله كقول القائل:

أحب الصالحين ولست منهم______أرجو أن أنال بهم شفاعة

وأكره من بضاعته المعاصي_______وإن كنا سواء في البضاعة .

أما عن سؤالكم عن كيفية التوفيق بين الأسر وطلبنا للعلم؟ أول ما تعلمناه منها تقديم ما حقه التقديم ففرض العين

مقدم على فرض الكفاية وما كنا نتقرب إلى الله بنافلة ونحن مقصر ات في الفرائض فهى أولنا كانت أشد حرصا

على ذلك بل كم من المرات ردَّت إحدانا ولما تلتقط أنفاسها من الطريق فأرجعتها لبيتها -رغم موافقة الزوج

على حضورها- تناصحنا (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وكانت تقول:(ما فائدة علم

لا ندخل به الجنة)(نحن لا نعبد الله على هوانا بل نحن سائحات نتعبد لله أينما كنا وكيفما كانت الظروف )(وما أدراكِ يا

بنية أيهما أحب إلى الله مجلسنا هذا ومدارستنا أم لزومك بيتك )(الرعية الرعية لا تضيعن الرعية)

لا أحصى ما كانت توصينا به غير أني لا أنسى ترديدها(أنها لن تسامح من تأتيها وهي مكدرة لزوج أو أب أو

أم أو تاركة لصغارها أحوج ما يكونون إليها) ومن نافلة القول أن لقاءنا بها كان متباعدا لهذه الأسباب وأن

من يسرها الله منا لذلك هي فقط من كانت تحظى أما الباقيات فيأخذن ما يسره الله لهن وكانت تواسيهن:

(ليس بكثرة العلم بل بتطبيق ما نعلم فرُبَّ علم حجة على صاحبه -عياذا بالله تعالى) أما هي فكانت جدة

تزوج جميع أولادها وتُوفي عنها زوجها وكانت في حياته تلازمه لشدة مرضه-رحمه الله- ولا تخرج من بيتهاأبدا

ولما نذهب إليها-فيما ندر- سويعات قليلة نتغذى وإياها لأرواحنا كانت كثيرا ما تلبي نقراته على الأرض الخشبية

بالعصا غير متكدرة ولا شاكية بل مبتسمة راضية وما تلبث أن تعود إلينا ليعاود-رحمه الله -النقر داعيا لهاليسألها هل

أُذن للصلاة؟ فتجيبه: أن نعم وقد صليتَ فيصرفها شاكرا لها، فما تلبث أن تأتينا حتى ينقر لها فتلبي- والله- غير متكدرة

أبدا ويسألها:

هل صليتُ الفرض أم لا؟؟.......وهكذا تضرب لنا أروع المثل في الوفاء والبر والقيام على الرعية.



والسؤال هل ما قلته عنها يعد شيئا؟؟؟



التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 13-12-09 الساعة 08:58 PM
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس