عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-09, 04:07 AM   #27
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
c7





قطوف من خطبة للشيخ العثيمين







أيها المسلمون، سمعتم ما عانى المسلمون


السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار


في التحرِّي عن ابتداء التاريخ والتقويم


الإسلامي العربي، ورأيتم اختلافهم واستقرارهم


على هذا الرأي الحميد وهذا يدلُّ على



أنه يجب على المسلمين أن يعتنوا بتاريخهم


وأن يعتنوا بتقويمهم


وألا يكونوا أذنابًا لغيرهم يؤرِّخون بتاريخ غيرهم؛


فإن هذا بلا شك من الذّل والخنوع .


وإن من المؤسف حقًّا أن يعدل أكثر المسلمين


اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى


تاريخ النصارى الميلادي الذي لا يمتُّ


إلى دين الإسلام بصلة؛


ولئن كان لبعضهم - أي: لبعض هؤلاء


المسلمين الذين كانوا يؤرِّخون بالتاريخ


الميلادي - شبهةٌ من العذر حين استعمر بلادهم


النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم


الإسلامي الهجري، فليس لهم الآن أي


عذر في البقاء على تاريخ النصارى


الميلادي؛ لأن الله تعالى بنعمته أزالَ عنهم كابوس


المستعمرين وظلمهم وغشمهم، ولقد سمعتم ما قيل


من أن الصحابة - رضي الله عنهم - كَرِهوا التاريخ


بتاريخ الفُرس والروم .





أيها المسلمون، إن التاريخ وإن التقويم شعارُ الأمة،


فإذا تناست الأمة هذا الشعار فهو تناسٍ لشخصياتها


ومقوّماتها التاريخية .



أيها المسلمون، إنَّنا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا


إسلاميًّا هجريًّا شهورُه الشهور الهلالية التي قال الله عنها


في كتابِهِ المبين: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ
شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" [التوبة: 36]،


هذه الشهور الاثنى عشر هي الشهور التي جعلها


الله تعالى مواقيت للعالم كلهم، قال الله تعالى:


"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ"
[البقرة: 189]،


"قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ" [البقرة: 189]،



أيُّ الناس



إنها مواقيت للناس كلهم بدون


تخصيص، لا فرقَ بين عرب وعجم؛ وذلك


لأنها علامات محسوسة ظاهرة كلّ أحد يعرف


بها دخول الشهر وخروجه، فمتى رؤي الهلال من


أول الليل دخلَ الشهرُ الجديد وخرج الشهر السابق،



قال الله عزَّ وجل: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً
وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا
عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ"
[يونس: 5] .



إن هذه الشهور المبنيَّة على أمر محسوسٍ ليست



كالشهور الإفرنجية شهورًا وهميَّة غير مبنيَّة


على مشروع ولا معقول ولا محسوس



بل هي شهور اصطلاحية مختلفة بعضُها يبلغ واحدًا


وثلاثين يومًا وبعضها لا يبلغ تسعة وعشرين يومًا


وبعضها بين ذلك، ولا يُعلم


لهذا الاختلاف سبب حقيقيّ معقول أو محسوس أو ديني؛ ....



ا.هـ



استقبال العام الجديد الإسلامي الهجري - وجوب التمسك بالتاريخ الهجري




http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_89.shtml







يــــتــــــــــبـــع
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس