وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحييك أختي الفاضلة على فهمك معنى الأخوة الإيمانية ، وحرصك عليها ، وأقول لك بكل أسف قد لا تجدين من يتفهم ما فهمته ، ومن يرجو ما رجوته من هذه الأخوة ، ولذا عليك بالصبر على ما يظهر من سوء فهم لمعنى الأخوة عند الأخريات .
من أهم ما يؤكد صحة الأخوة أن تبقى مهما طال الزمن وبعد المكان ،
وأن يقويها وحدة الهدف وسموه ، وأن يؤكد وجودها المواقف المختلفة والمتقلبة بين السراء والضراء ، وهي أخوة تتجاوز كل ما تعارف عليه الناس من تكتلات وتحزب حول هدف دنيوي وهي أخوة تستدعي التسابق في محبة الأخ المسلم لأخيه محبة قلبية ، ودعوة ليلية ، ومساعدة فعلية وزيارة بيتية .
إن هذه الصديقة المستجدة قد تجهل هذه المعاني وتظن الأخوة ضرباً من الأماني ، وبذلاً للجهد في جذب صديقتك والاستثار بها ، وهي تستخدم أساليب لا يحبها الله ولا يرضاها كالهمز واللمز وتناجي الاثنين دون الثالث .
و لقد لمست صدقك في قولك أنك أحببتها في الله ، بمعنى أنك تريدين لها الصلاح والفلاح ، ولكن تسألين عن التصرف الأمثل في مثل هذه الحالة ، وإليك ما جاد به خاطري :
_ تعاوني مع أختك في الله لإنقاذ هذه الصديقة المستجدة ، وعدم تركها تبتعد عنكما ، فلربما ضاعت مع الضائعات .
_ على صديقتك الأولى أن تثبت للصديقة المستجدة أن أخوتكما بنيانها قوي وأسسها راسخة ولا يضعضعها اهتمام صديقة جديدة بها .
_ اعملا جدولاً زمنياً يساعد هذه الصديقة على التخلص من تلك الأدواء التي تعتري النساء في تصرفاتهن الاجتماعية ، وذلك بقراءة كتاب أو الاستماع إلى دروس حول هذا الموضوع والتناقش بها .
_ أفهماها أن الأخوة الإسلامية لا تقتصر على شخص واحد ، ولا تعني ملازمته بل تعني التعاون على البر والتقوى في مجالات الصلاح والإصلاح .
_ وأخيراً اعلمي ابنتي الكريمة أن الأخوة الإسلامية ثمرة من ثمرات الإيمان والعمل الصالح ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً ) .
وفقك الله خطاك على دروب الخير ، وجمعك دائماً بالصالحات ، وأدام ودكن بالطاعات .
|