[إشراقة النور]

ترجمة ابن عمر:
هو عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،صحابي جليل،أسلم مع أبيه و هو صغير.
قال عنه الإمام الذهبي في السير: الإمام القدوة و شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني.
أسلم و هو صغير ثم هاجر مع أبيه و لم يحتلم و استصغر يوم أحد فكان أول غزواته الخندق، و هو كان ممن بايع تحت الشجرة ، روى علما كثيرا نافعا عن النبي صلى الله عليه و سلم، و هو من المكثرين من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم .
يقول السيوطي في ألفيته مبينا من هم أكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم :
و المكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
و أنس و البحر كالخدري و جابر و زوجة النبي
و هؤلاء هم السبعة المكثرون من الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم.
و هو أحد العبادلة الأربعة وهم: ابن عمر ،عبدالله ابن عباس ، عبدالله ابن عمرو ، عبدالله ابن الزبير. و ليس منهم ابن مسعود فقد مات قديما.
كان مجاهدا منذ نعومة أظفاره قال ابن عمر: عرضني رسول الله يوم أحد في القتال و أنا ابن أربعة عشر فلم يجزني و عرضني يوم الخندق و أنا ابن خمسة عشر فأجازاني.
كان عابدا كثير العبادة قيل لنافع ماذا كان يصنع ابن عمر في منزله قال لا تطيقونه الوضوء لكل صلاة و المصحف فيما بينهما .
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في ابن عمر نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، قال سالم: فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا . رواه البخاري و مسلم. فوصفه النبي صلى الله عليه و سلم أنه نعم العبد لو كان يصلي من الليل. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله فمقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل.
زهده: كان رضي الله عنه زاهدا معرضا عن الدنيا و لافتتان بها، قال ابن مسعود : من أملك شباب قريش نفسه عن الدنيا عبد الله ابن عمر و قال و لقد رايتنا و نحن متوافرون و ما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر، و قال جابر ما منا أدرك الدنيا إلا و قد مالت به إلا ابن عمر ، و قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت ألزم للأمر الأول من ابن عمر.
كان رضي الله عنه رقيقا قال نافع كان ابن عمر إذا قرأ قوله تعالى)ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) بكى حتى يغلبه البكاء، و ذكروا في ترجمته أنه ما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم إلا و بكى رضي الله عنه.
كان عاملا بعلمه فقد جاء في الحديث أو روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال( ما حق امريء مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه) قال ابن عمر فوالله ما مرت عليَ ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك إلا و عندي و صيتي .
توفي سنة 73 للهجرة و هو ابن 85 عاما.