[شذى الريحان]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عند الحديث عن القرءان يكون الحديث ذو شجون ثوان ودقائق ولحظات عشتها مع كلمات من نور؛ نور يملأ القلب والروح والجسد ، نور يحيط أيامي بالرضا والحب والامتنان لخالقي الذي جعلني من صفوة خلقة بكرمه وفضله ومنه ، أًردد بها حروف كتاب الكريم فيطهر روحي من خبثه ولساني من زلاته وأيامي من آهاتها ، ربما كانت كلماتي مبهمة ولكن هذا حال العاشق الولهان حين يتحدث عن معشوقه .

في لحظات كثيرة من حياتي كنت مفرطة في حق نفسي كثيرا ( نعم أصفها باللحظات ليس لقلتها بل لأن كل لحظة من أيامي الماضية كان تستحق العناية ) كنت مفرطة في حق هذه النفس التي لن أقول أنها كانت منغمسة في المحرمات ولله الحمد بل منغمسة في المباحات فمن يشعر بلذة الحياة مع القرءان يتحسر على لحظات قضاها في مباح فكيف بمن قضاها في محرم ؟؟؟

كانت عناية الله ورحمته وكرمه ومنه التي أحاطتني أخذت بيدي إلى الحياة الحقيقية ؛ لو ذكرت تفاصيلها لجف قلمي قبل أن أنتهي ولكنها كلمات وعبارات أسطرها لأناس يشعرون بالضيق بالحزن والهم بالكدروبالسعادة الوهمية وهم بعيدوا الصلة بالقرءان ..

عندما بدأت رحلة حفظ القرءان وتدبره ((حفظ وتدبر )) وليس حفظا أصما أبكم بل حفظا ينبض بالحياة التي أفهم بها كلام ربي وخالقي يحاورني وأناجيه يخاطبني وأناديه ويناديني فألبي ويوجهني فأستجيب ، حينها تغيرت أمور كثيرة في حياتي بل في حياة من حولي بدأت أرى بركة القرءان في خُلقي وخلق زوجي وأبنائي وأهلي وجيراني وكل ما يحيط بي حتى الهواء الذي بت أتنفسه بدأ أشعر أنه هواء نقي ، ممتنة لكل ما يحيط بي وسعيدة وراضية بكل ما يحصل لي ، ربما تسألون ما هذا الكلام الذي لا يعدوا أن يكون مشاعر لا نفهمها ؟؟ ولكن يفهمني من عاش شعوري ونال ما نلت من النعيم .

سأختار عينات فقط من التغيرات الإيجابية في حياتي بعد أن أصبح قرءاني هو نبض حياتي

أصبحت تذوب أمامي المشكلات اليومية وأصبح يقيني في الله عظيما مفعما بالرضا والسعادة وباتت رعاية الله تحيطني في كل حياتي

زوجي رغم الكثير من العناء الذي كابدته حتى أواصل المسير في حفظ كتاب الله تغير وأصبح يشجعني وباتت مشاعر الحب بيننا تزداد بدأت أسمع كلمة (أحبك ) التي كنت أًقدم لسماعها الكثير ولا أسمعها، بدأت تتراقص في حياتي كلمة (أحبك) ولكن يصاحبها كلمة أخرى أيضا (أحبك ولكن لماذا أحبك ؟؟) حتى زوجي بدأ يتعجب من الحب الذي بدأ يملأ قلبه ،وأنا أقول في نفسي أنت أحببت النور الذي بداخلي وليس أنا فبدونه أنا كاسدة ، بدأت مشاكلنا تذوب وحلولها تأتي إلينا والحمد لله على سابغ نعمه . ((قولوا الله أكبر ))

مع ضيق وقتي استودعت أبنائي عند الله وقلت ياربي هم أمانة عندي فلا تجعلني مفرطة وأعني على تربتهم فأنت تعلم أني لم أشنغل عنهم ولا أريد ذذلك إلا لأكون من أهلك وخاصتك فأعني في تربيتهم يا رحيم وكن خير عون لي فوجدتهم مباركين بارين هانت تربيتهم وتباركت أوقاتهم فالله هو راعيهم وخير من مستودع فلك الحمد يا الله . ((قولوا الله أكبر ))

سأختار لكم نقطة مهمة يتحجج بها الكثيرين عندما تقولين لهم أحفظوا القرءان ((حفظ تدبر )) وأصر على هذا اللفظ .

يتحججون بضيق الوقت وضعف الحفظ ..أقول لهم إن العناء في بداية كل عمل جديد أمر معروف فحتى عندما تتعلم الواحدة منا سلق البيض أو قليه لا تتقن الأمر إلا بعد مدة وبعدها تصبح فنانة في كل الأصناف . فلمَ تبخلين عل نفسك وتزهدين في هذا الخير بسبب عناء لن يدوم؟؟ وأقسم لك أنه لن يدوم لأنك متى ماأخذت الكتاب بقوة واستعنت بالله وكانت همتك هي (( الجنة)) فلن يخزيك الله وسييسر لك كل عسير ويبعد عنك من المآسي الكثير .ستجدين من البركة عجب العجاب ومن سرعة الحفظ والفهم ما لذ وطاب .هذا من واقع تجربة عملية ونظرة متأنية لأخوات حولي فسبحان المنعم وسبحان الكريم.

وأختم كلماتي بشكرالله فالحمد لله رب العالمين .

اللهم ثبتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

محبتكم محبة كلام الرحيم المنان