ومرت بك الأيام تسرق منك صفحات العمر في غفلة منك.
وحان موعد زواجك بعد تردد منك وأخد ورد. فهذا لم يعجبك مشيه و هذا طريقة كلامه تستفزك وذاك لا أدري المهم كنت ترين العيب وحدك دون غيرك.
كنت أتمنى أن أسمعك تسألينه عن دينه عن تعبده عن أي شيء يدل على غيرتك على هذا الدين.
وأحزنتني أسئلتك إن لم أقل أنها أبكتني. نظرت إليك وأمك تقول لك: يا بنيتي الغالية إن التدين و الخلق هو مايضمن استمرارية وتماسك جدران الزواج.
فكنت تقولين لها: يا أمي أعلم ذلك و لكن هو فقير.
عابك فيه فقره وكأنك بدأت تفرقين الأرزاق بيديك. ومن يضمن لك صاحب المال ألا يمسه العوز
غيبت كل المعاني الإيمانية في قلبك أصبحت حجرا لا بل صخرا ربما أنت.
كرهت فلسفتك الجديدة في إختيار العريس. وكرهت أسئلتك وأجوبتك فكلاهما كانتا خاليتين من الإيمان إن لم أقل الإسلام. كرهت تفاهتك.
كنت أسمعك وأنت تحكين لصويحباتك عن الذين تقدموا لخطبتك والأسباب التي من أجلها كان رفضك.
لا مجال للشك في أنك بت لا تقيمين للدين مكانة في قلبك
أنجحت آخر خطط العدو بعجرفتك وجهلك
والغريب أنني اسمعك تتحدثين عن الحب بمنطق لا أدري صراحة من أين اكتسبته ولكن لنا في هذا الموضوع حديثا آخر
إنما هنا حيث ترفضين كل من أتى ليصونك ويعزك ويحصنك من الفتنة كنت أكرهك صراحة وكنت أبغض تفكيرك.
ووددت أن أسألك ماهي الشروط المطلوبة في عريسك؟؟
وياليتني ماسألتك. بدأت تعدينها ولم أجد لها لا في القرآن مكانا ولا في السنة موضعا
سيدتي حاسبي إن الرفض والقبول مرهونان بنيتك
والمطلع على النيات أقرب إليك من ذات صدرك
فالويل لك إن عاقبك بمن فيه تحققت مطالبك.
ثم سألوك و لكن هل استخرت الله في اختيارك
قلت ولكن لا يروق لي ولا داعي لها. يا سبحان الله أصبحت تشرعين بنفسك
وتناسيت ما بلغنا عن الحبيب بأبي هو وأمي صلى الله عليه و آله و سلم :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ، ويسمي حاجته ) .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6382
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ففي الوقت الذي كانوا يتعلمونها كالآية من القرآن أصبحت تضعين لها مواقيت ويا لجهلك يا سيدتي
ولازال للحديث بقية إن شاء الله تعالى
|