عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-10, 09:18 PM   #7
مي ام مالك
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي


جزاكن الله خيراً اخواتي ..

عذراً على تأخري ..

أتابع بإذن الله..

حديث اليوم

لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي . كلكم عبيدالله . وكل نسائكم إماء الله . ولكن ليقل :

غلامي و جاريتي وفتاي و فتاتي


رواه مسلم من حديث أبى هريرة

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ، كلكم عبيد الله ، وكل

نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي ) وفي رواية : ( ولا يقل العبد ربي ،

ولكن ليقل : سيدي ) وفي رواية : ( ولا يقل العبد لسيده مولاي ؛ فإن مولاكم الله )

وفي رواية ( لا يقولن أحدكم اسق ربك ، أو أطعم ربك ، وضئ ربك ، ولا يقل أحدكم : ربي ، وليقل :

سيدي ومولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، فتاتي ، غلامي )


قال العلماء : مقصود الأحاديث شيئان : أحدهما نهي المملوك أن يقول لسيده :

ربي ؛ لأن الربوبية إنما حقيقتها لله تعالى ، لأن الرب هو المالك أو القائم

بالشيء ولا توجد حقيقة هذا إلا في الله تعالى .

فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة : " أن تلد الأمة

ربتها أو ربها " فالجواب من وجهين :


أحدهما أن الحديث الثاني لبيان الجواز وأن النهي في الأول للأدب ، وكراهة التنزيه ، لا التحريم .

والثاني أن المراد النهي عن الإكثار من استعمال هذه اللفظة ، واتخاذها عادة شائعة ، ولم ينه عن

إطلاقها في نادر من الأحوال .

ولا نهي في قول المملوك : سيدي لقوله صلى الله عليه وسلم " ليقل سيدي " لأن

لفظة السيد غير مختصة بالله تعالى اختصاص الرب ، ولا مستعملة فيه

كاستعمالها . حتى نقل القاضي عن مالك أنه كره الدعاء بسيدي ، ولم يأت تسمية

الله تعالى بالسيد في القرآن ، ولا في حديث متواتر . وقد قال النبي صلى الله عليه

وسلم : " إن ابني هذا سيد " و " قوموا إلى سيدكم " [ ص: 409 ] يعني سعد بن

معاذ . وفي الحديث الآخر " اسمعوا ما يقول سيدكم " يعني سعد بن عبادة . فليس

في قول العبد : سيدي إشكال ولا لبس ، لأنه يستعمله غير العبد والأمة ، ولا بأس

أيضا بقول العبد لسيده : مولاي ، فإن المولى وقع على ستة عشر معنى سبق

بيانها ، منها الناصر والمالك .



وأما قوله في كتاب مسلم في رواية وكيع وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح

عن أبي هريرة رفعه " ولا يقل العبد لسيده مولاي . فقد اختلف الرواة عن الأعمش

في ذكر هذه اللفظة ، فلم يذكرها عنه آخرون ، وحذفها أصح . والله أعلم .

الثاني يكره للسيد أن يقول لمملوكه : عبدي وأمتي ، بل يقول ، غلامي وجاريتي ،

وفتاي وفتاتي ، لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها الله تعالى ، ولأن فيها تعظيما

بما لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة

في ذلك ، فقال : " كلكم عبيد الله " فنهى عن التطاول في اللفظ كما نهى عن

التطاول في الأفعال وفي إسبال الإزار وغيره .

وأما غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي فليست دالة على الملك كدلالة عبدي ، مع أنها

تطلق على الحر والمملوك ، وإنما هي للاختصاص . قال الله تعالى : وإذ قال

موسى لفتاه وقال لفتيانه " وقال لفتيته " قالوا سمعنا فتى يذكرهم وأما استعماله

الجارية في الحرة الصغيرة فمشهور ومعروف في الجاهلية والإسلام ، والظاهر أن

المراد بالنهي من استعمله على جهة التعاظم والارتفاع لا للوصف والتعريف .

والله أعلم .

صحيح مسلم بشرح النووى



توقيع مي ام مالك
مي ام مالك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس