الموضوع: ذنبي يؤنبني
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-10, 07:38 AM   #2
عائشة جمعة
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-12-2009
المشاركات: 46
عائشة جمعة is on a distinguished road
افتراضي

أختي الغالية
أحمد الله أن هداك ، وعلى درب الخير مشّاك ، فما أجمل أن تمضي سحابة العمر بين طاعة للرحمن ، وندم على كل غفلة وعصيان !
بماذا أخوّفك غاليتي وأنت تعلمين شؤم المعصية على العبد ؟
وبماذا أذكرك وأنت من أهل العلم والذكر ؟
ولكني أقول لك ما أجمل أن يكون حب الله أحب إلينا من كل شيء !
والحبيب _ كما هو معلوم _ يحرص على دوام الوصال بينه وبين حبيبه ، ولا يفعل ما يغضبه ، ويتحرى عمل كل ما يحبه .
محبة الله تدعوك إلى دوام مناجاته ، وقيام الليل وسيلة للتقرب منه ودعائه ، وزيارة المرضى لتحصيل القرب منه ونيل عطائه ( أما علمت أنك لو زرته لوجدتني عنده )
البر يقرب من الله ، والصدقة تطفئ غضبه ، والعمل الصالح يدعم الإيمان .
أبعد هذا نعمل ما يبعدنا عنه ؟ هل نضمن أن نعيش حتى نتوب من معصيتنا ؟
ألا نخاف أن تكون المعصية سبباً في ابتعادنا عنه ؟
وماذا يفيد النظر إلى الصور ؟ وهل يكرم الإنسان نفسه عندما يفعل ذلك ؟ نحن نتسابق مع الزمن لنكون ضمن من وصفهم الله ( قد أفلح من زكاها ) نعم نود أن نكون من المفلحين وأن نزكي أنفسنا ونجاهدها ، أبعد هذا تهون علينا أنفسنا وننساق وراء الشهوة لننظر إلى صور لا تحقق في واقعنا إلا وحشة في القلب وغضب الرب ولنسأل أنفسنا : ألهذا أعطانا الله نعمة البصر ؟ أهكذا تصان النعمة ؟ ما ذا لو فقد أحدنا بصره أيقول عندها ليتني صنت هذه النعمة ؟ .
خذي مثالاًَ من واقعنا لو أن سيدة نظفت بيتها فجاء من وسخه ثم عادت فنظفته وتعبت فجاء من وسخه بعد تعبها فكيف يكون شعورها ؟ ستقول لقد استهلك هذا مني تعباً ووقتاً ربما استثمرتهما بشيءآخر أهم مما أعمل .
إن الذي يدور في دائرة الذنب ولا يعرف الخروج منه يبتعد عن السعادة ولا يرى في نفسه إلا الضعف والخذلان وانعدام الهمة وضياع الساعات المهمة ، ويحرم نفسه أن يتقدم ، ويبقى يراوح في مكانه بينما الآخرون يتسابقون لنيل رضاه ومحبته .
إن هذه الدنيا مضمار سباق ، وبمجرد الوقوف يعني التراجع ، فما بالك بمن يتقدم خطوة ثم يرجع أخرى ... متى يصل ؟ .
تذكّري قول الله تعالى : أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة
وهل في الوجه أخطر من السمع والبصر والنطق إذا استخدمت استخداماً سيئاً ؟
جنبنا الله وإياك سوء المعاصي وشؤمها ، وجعل همنا في طلب رضاه وأذاقنا حلو مناجاته ، وغشانا برحمته إنه سميع مجيب .
عائشة جمعة غير متواجد حالياً