عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-10, 06:31 AM   #17
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

* وللدموع مع نبينا عليه السلام قصص طوال ، يعبر بها عن كثير من رائق مشاعره
أمام الصغار والكبار ، فللدموع في حياته أشكال و أنواع ، وفقه لا يُرزقه إلا من كان في العلم له باع ... ولعلنا نُرزق بعود في القريب ؛ نتأمل ونتعلم فيها فقها لدموع الحبيب...

* أمـــــــــا الـــــــــآن :

(2) كيف عبّر عليه السلام عن : جميل حلمه ، وعظيم حبّه ، ورائق تفهمه لحاجة عرضت لزوجــه أمام جيش من صحبه الكرام.. ؟!!!

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : {خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بالبيداء ، أو بدأت الجيش ، انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ، وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق ، فقالو : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فجاء أبو بكر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام ، فقال : حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فقالت عائشة : فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء الله أن يقول ، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء ، فأنزل الله آية التيمم فتيموا ، فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، قال : فبعثنا البعير الذي كنت عليه ، فأصبنا العقد تحته . } صحيح البخاري / رقم : 322---- وفي رواية في الصحيح أيضا : (( أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت ))
- قال الحافظ ابن حجر في كتابه : فتح الباري بشرح صحيح البخاري تعليقا على هذا الحديث :
[ قوله : ( وليسوا على ماء , وليس معهم ماء ) ‏ .... وفيه اعتناء الإمام بحفظ حقوق المسلمين وإن قلت , فقد نقل ابن بطال أنه روي أن ثمن العقد المذكور كان اثني عشر درهما , ويلتحق بتحصيل الضائع الإقامة للحوق المنقطع ودفن الميت ونحو ذلك من مصالح الرعية , وفيه إشارة إلى ترك إضاعة المال . ] انتهى / كتاب : التيمم ‏ / باب : وقول الله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا / رقم : 322

** حول بعض المعاني نطوّف :

كم من عميق معان حواها ذلك الحديث ، ففيه جميل خلق و رفق وحلم رائق نفيس .
انظرن : كيف أخبرت عائشة زوجها الهادي الأمين ، بضياع عارية لها عقد أختها غير الثمين ؟
ثم انظرن : كيف رق عليه السلام لحالها ؟ وأرسل من يبحث عن عقدها ، حابسا جيشا في فلاة
بلا ماء لأجلها ،صبورا حنونا حليما غير عاتب ولا مؤنب ولا محتقرا لمصابها ، بل زاد فنام عليه
السلام مطمئنا على حجرها ...
يعلم القوم الصبر و الحلم والأناة ، وحسن عشرة ورائق خلق يحبه سيده و مولاه !!!
هل قرأتن هذا الحديث متأملات ، ولدقيق معانيه عاقلات شاعرات ؟
والسؤال :
كيف نتعبد إلى الله بما جاء في هذا الحديث ؟ وكيف نتخلق بكريم خلق نبينا العالي النفيس ؟

* اسقاطات حياتية و تطبيقات عملية :

قلنــــــــــــا :
الأحاديث والآيات نتدين بمعرفتها ، وعند اللزوم يتعين علينا اجترارها ، والأوجب بل الغاية من نزولها من الله على خلقه أن يتعبدوا له بممارستها ، وفي مواقف حياتنا نعمل على تطبيقها ، ولن يتسنى لنا ذلك إلا بفهم معانيها ، ومحاولة استشعار ما هو مراد الشارع بما جاءنا
فيهـــــــــا ... هلم نطبق على حديثنا هذا ...

- هل تصبر إحدانا على أولادها ، إذا أخروها متعللين بعذر تراه واه عندها ..؟ هل تغيير لأجلهم خططها ..؟
- هل تتنزلين لقدرهم ، مظهرة تفهم لحاجاتهم المناسبة لحداثة سنهم ..؟
- هل ترفقين بحالهم ، تراعين خاطرهم وما يهمهم .. ؟
- هل ترقين صبرا أم تتميزين غيظا من عجوز أو قريبة تمسكت بحاجة عندك حقيرة تافهة واهية ، ولكنها عندها عظيمة طاغية.. ؟
- هل تحلمين إذا أخلف أحدهم وعدا ؟ أم تهبين متوعدة له أمرا ؟ لا تريدين أن تسمعي له عذرا ..؟

ليست المحبة محض تعبير بألفاظ و كلمات ، ولكنها مواقف تُعاش تُعاين فيها مشاعر حسان رائقات ، يتبادل فيها الخلق فيما بينهم فيض من الرحمات .


يتبــــــــــــــع .
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس