عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-10, 01:25 AM   #2
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

[COLOR="Blue"]مقدمة:[/COLOR
]إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعـــد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
__________________________________________________
ترك هوي النفس:
الخاطرة التي اخترتها اليوم تتعلق بترك الهوى. والهوى يهوي بصاحبه إلى الدرك الأسفل, ومن عافاه الله عز وجل من داء الهوى سيسهل عليه أن يتبع الوحي المنزل, لأن الهوى قسيم الضد للوحي,أي أن: الوحي في ناحية, والهوى في الناحية المقابلة على الضد, فمن اتبع هواه فقد ترك الوحي ولابد, ومن اتبع الوحي سهل عليه ترك الهوى أو تركه, فترى ربنا سبحانه وتعالى يقول للنبي عليه الصلاة والسلام:
قال تعالي﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ (سُورَةُ القَصَصِ :50).
(يستجيبوا لك) هذا هو الوحي, (يتبعون أهواءهم) وهو الهوى.
قال تعالي﴿ وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ (سُورَةُ الكَّهْفِ : 28 ) (عن ذكرنا) هذا هو الوحي
وقال الله عز وجل: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ﴾ (سُورَةُ ص : 26 )( بالحق) هذا هو الوحي.
يقول ابن الجوزي _رحمه الله تعالى_:
(بالله عليكَ يا مرفوعَ القدر بالتقوى لا تبع عزها بذُلِ المعاصي وصابر عطشَ الهوى في هجيرِ المشتهى وإن أمض و أرمض فإذا بلغتَ النهايةَ من الصبرِ فاحتكم و قل فهو مقام من لو أقسم علي اللهِ لأبره تالله لولا صبرُ عمرَ ما انبسطت يده بضرب يدهُ يضرب الأرض بالدِرة. ولولا جد أنس بن النضر في ترك هواه، وقد سمعت من آثار عزمته: لئن أشهدني الله مشهدا ليرين الله ما أصنع، فأقبل يومَ أحدٍ يقاتل حتى قُتِلَ فلم يُعرفَ إلا ببنانهِ) فلولا هذا العزمُ ما كان انبساط وجههِ يومَ حلفَ والله لا تُكسر سن الربيع. بالله عليك تذوق حلاوة الكف عن المنهي، فإنها شجرةٌٌ تثمر عز الدنيا وشرفَ الآخرة. ومتى اشتد عَطَشُكَ إلى ما تهوى، فابسُط أنَامَل الرجاء إلى من عنده الري الكامل. وقل قد عِيلَ صبرُ الطبع في سنيهِ العِجَاف، فعجل لي العام الذي فيه أغاث فيه عصري بالله عليك تفكر فيمن قطع أكثرَ العمرِ في التقوى والطاعة ثم عَرَضَت فتنةٌ في الوقت الأخير،كيف نطح مركبه الجرفَ فغرقَ وقت الصعود. أفٍ والله للدنيا، لابل للجنة إن أوجب نيلها إعراضَ الحبيب. إنما نسبُ العامي باسمه واسم أبيه، فأما ذوو الأقدارِ فالألقابُ قبل الأنساب. قل لي: من أنت؟ وما عَمَلُكَ؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك؟ يا من لا يصبر لحظةً عما يشتهي. بالله عليك أتدري من الرجل؟ الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدرَ عليهِ وتقلقل عطشاً إليه، نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه، فذهب العطش. كأنك لا تترك لنا إلا ما لا تشتهي، أو مالا تصدق الشهوةُ فيه، أو مالا تقدُر عليه. كذا والله عادتُك إذا تصدقت أعطيت كسرةً لا تصلُح لك، أو في جماعةٍ يمدحونك. هيهات والله ولا نلتَ ولايتنا حتى تكون معاملتُكَ لنا خالصة. تبذلُ أطايبكَ. وتترك مشتهياتِك، وتصبر على مكروهاتك. علماً منك تدخر ثوابك لدينا إن كنت معاملاً بأنك أجير وما غربت الشمس فإن كنت محباً رأيت ذلك قليلاً في جنب رضي حبيبك عنك. وما كلامنا مع الثالث )
_, يقول (وما كلامنا مع الثالث ...) إذاً هذا الخاطرة, بها اثنين, والثالث أبى أن يخاطبه.
أما الأول: فهو المحب, وأما الثاني: فهو الأجير, وأما الثالث الذي أبى أن يخاطبه فهو: العاصي. يقول أنا كلامي لن يجد عند أصحاب الهوى وأصحاب العصيان محلا, ولن يجد آذانا صاغية. إنما أنا أتكلم عن المحب أولا, ثم أتكلم عن الأجير, لأن الأجير ما عمل إلا ليأخذ الأجرة, أما العاصي فإنه اتبع هواه, خسر الدنيا والآخرة, هذا أنا لا أتكلم معه, إنما أتكلم مع الصنفين الأولين.
الصنف الأول: وهو أعظم هذه الأصناف وأفضلهم على الإطلاق هو: المحب, والمحب لا يشعر بشيء إطلاقاً من الكلفة في فعل الطاعة, لأنه محب, .
والعبودية: هي كمال الذل مع تمام الحب:
ولذلك قال الله عز وجل ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ ( سُورَةُ العَلَقِ : 19 ), اسْجُدْ
, فكلما سجدتَ أي كلما ذللتَ اقتربت, كمال الذل هو الذي يعطيك شرف العبودية, العبودية لغير الله هو الذل الحقيقي المزعج, إنما الذل لله عز وجل شرف لأنه عصب العبودية, .
وللحديث بقية ان شاء الله فتابعونا ونسألكم الدعاء
ام محمد الظن غير متواجد حالياً