عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-10, 12:33 AM   #9
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
a

يقول ابن الجوزي رحمه الله:[ وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى و إن أمضّ وأرمضْ. ]
[إن أمضّ وأرمض ]أي وإن آذاك وأزعجك.
"صابر عطش الهوى "يريد الإنسان عمل شيء معين لكنه لا يستطيع,، لأنه حرام
المصابرة أشق المصابرة مفاعله مابين اثنين، يمكن للإنسان يصبر لكن لا يصابر،ولذلك قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوُا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}(آل عمران:
يقول ابن الجوزي رحمه الله: [صابر عطش الهوى في هجير المشتهى،]الهجير شدة الحر. انظر عندما,تكون في صحراء وفي رمضاء تشوي الجلود والشمس تحرق الجلود وتغلي منها الرؤوس وستموت لكي تشرب، وهذا محل العطش أو محل شدة العطش.يقول إذا جاءك الهوى، تهوى شيئاً ما،إذا جاءك الهوى في هجير المشتهى، تتمني فعله, وستموت إن لم تفعله .فربط الله عزّ وجلّ على قلبك وصبرت وتجاوزت الأزمة.إذا وصلت لهذه المرحلة فاحتكم وقل، ساعتها تقول نحن هنا.
ابن الجوزي يقول هذا الكلام على افتراض أن الذي وصل إلى هذا سيحتكم ويقول. لكن الواقع غير ذلك، لأن من وصل إلى هذه يخاف على عمله أن لا يقبل. لو وصل لهذا المستوى، يتجاوز الهوى ويصبر
كما في الحديث، وإن كان ضعيفًا، و كثير من الناس يحتج به، لمّا قرأت عائشة رضي الله عنها قول الله عز وجل . {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}(المؤمنون:60) “قالت : يارسول الله، أهذا الزاني يزني والسارق يسرق”، إذ معنى الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}أي يفعلون الفعل {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } خائفون {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} فيحاسبهم على ماكان منهم. من الذي يعمل العمل وهو خائف؟ الذي عمل مخالفة، وعلى ذلك عائشة رضي الله عنها - على فرض ثبوت الحديث- لم تفهم إلا أن هذا عاصي، وإلا العبد عندما يكون مطيع لماذا يخاف ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم “لا يا ابنة الصديق هؤلاء أقوام أتوا بصلاة وزكاة وصيام وصدقة ثم يخشون أن لا يُتقبل منهم" ، في إسناده انقطاع.
لكن هناك شواهد كثيرة أخرى حتى من فعل الصحابة السنة العملية للصحابة وهم يأتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم من حديث أنس وغيره حديث المغيرة ابن شعبة أنه كان يصلي حتى تتفطر قدماه، فيقال له في ذلك كما"قالت عائشة له:"لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبدًا شكورً" ثم بعد ذلك لا يوفي نعم الله عليه و يبين بجلاء أنه صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله عز وجل برحمته.
العبد إذا أراد أن ينظر أيدخل الجنة بالعمل أم لا، لا، لن يدخل بالعمل لأن المسألة مسألة موازين. العبد يفعل الفعل، لا يجوده عادةًً، يصلي الصلاة ويمكن أن يأخذ خمسها فقط، أو يأخذ عشرها،أو يأخذ ربعها، إذا عند كل صلاة يأخذ ربع وأوقات أخري لا يأخذ شيء المفروض أن صلاته توزن، توضع في الكفة ثم نري نعم الله عز وجل في الكفة الثانية، كلنا سنضيع لو المسألة كذلك، إلا أن يتقبل الله عز وجل منا إذا بذلنا أقصى ما في وسعنا حتى وإن كان قليلا ولكن تصل إلى سقف طاقتك.
الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة"فاحتكم وقل." ابن الجوزي يقول إذا أنت وصلت إلى هذه المرحلة حينئذ تكون وصلت إلى مقام من لو أقسم على الله لأبرّه.
وللحديث بقية ان شاء الله
ام محمد الظن غير متواجد حالياً