عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-10, 12:23 AM   #4
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

في أثناء تسرعه بالخروج نسي نظارته الشمسية الغالية الثمن وعاد مسرعا ليحملها. لا هو لا يضعها فالوقت صباحا ولكن اعتاد أن يضعها فوق رأسه. يعني هي تضيف بعض الرونق على مظهره.
وانطلق إلى العمل.
وجد زملاءه عند باب الشركة يتجادبون أطراف الحديث وكان الموضوع بالتأكيد الأقصى. فانضم إلى المذاكرة .
هذا يقول ما سمعه من المراسل....... حرفيا وذاك يقول ما سمعه من ضيف ماوراء الخبر. المهم كانت كل المذاكرة تدور حول العلب المستوردة من القنوات الفضائية.
يقول أحدهم أرأيت ماذا قال ذاك الصحافي إن اليهود يرهبهم تلك المسيرات التي نضمتها البلاد العربية الفلانية . فيجيب هو بكل ثقة أجل فاليهود يخافون من المسيرات.
مسكين أنت يا صاح.
من قال لك يخافون؟؟ لا بل وأين دليلك على ما تقول؟؟ هل أثنتهم في يوم ما مسيرات العرب عن المضي في مزاعمهم؟؟
ودارت الحوارات الساخنة وكل يختبر فيها قوة ذاكرته على تذكر تحليلات الغير التي أرخوا لها آذانهم في التلفاز.
كنت أتمنى أن أسمع أحدهم يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت بهم نازلة عمل كذا. أو يقول إن قوم يونس لما أيقبنوا بعذاب الله اعتصموا بكل طبقاتهم ليطلبوا النجاة.فما بالنا لا نرابط في مساجد الله ننذرها حربا معلنة لا تنطفىء.
المهم دعنا ننقل صورة صاحبنا. ونحلل فيما بعد.
وهكذا نبههم زميلهم أن ساعة العمل قد حانت.
وجلس صاحبنا على مكتبه ونسي الأقصى. ونسي العدو وبدأ يلهي نفسه بالعمل ولا ندري أكان عن تفان وإخلاص يحث عليه الإسلام أم هو هروب من التفكير فيما يمكن أن يصير.
حان وقت الغداء.
اجتمع مع الزملاء في مطعم الشركة. وبدأوا يتجادبون أطراف الحديث، ودائما عن القدس وإعادة هضم للتفاسير الجاهزة التي يقدمها الإعلام.
والغريب أن بعضهم كانت تطغى على كلامه اللغة الأجنبية فيتلفظ بمزيج لغتين هذا وهم يريدون فعلا الإنتصار للأقصى. هذا وهم فعلا يكرهون التطبيع. هذا وهم يعتزون بعروبتهم(وإن كان واقع حالهم يكذبهم) ولو رأيتهم أيام اليوم العالمي للغة العربية يتحدثون لقلت ماشاء الله على العروبة.
فهذه التي أحدثكم عنها هي صغار الأمور التي لا يجب أن يلقي لها الإنسان بالا_هكذا يفكر صاحبنا_
مر اليوم عاديا في العمل.
وعاد إلى البيت. فكر في أن الغد هو يوم عطلة ولكن مضطر للذهاب إلى المسيرة في الصباح وسيستعصي عليه الذهاب إلى التسوق. فقرر الذهاب اليوم.
لبس وهذه المرة لا وجود للشركة ولا لرئيس عمل يلح على البذلة رغم ذلك لن يرتدي صاحبنا الجلباب فهي كتب عليها " خاص بيوم الجمعة" .
يقول صاحبنا: لاتتعلقوا بالمظاهر
ونقول له : إن لم تكن أشدنا تعلقا بالمظاهر فما الذي يخجلك من لباس العروبة؟؟
وصل إلى السوق.
في أيام الكاريكاتير والدانمرك. حدث لصاحبنا غضب وكان يحفظ المنتوجات التي يجب مقاطعتها. لكن مرت تلك الأيام ونسي المنتوجات وخاصة بعد أن بدأ يتوصل برسائل تخبره أن هذا المنتج لا يجب مقاطعته لأن مادته الخام تأتي من بلاد الإسلام. فاختلط عنده الحابل بالنابل وقرر المضي بسلام _يشتري ما يشتهي_
لو قلنا له: يا سيد كل منتوج رابك اتركه ولست ملزم بأكله. وما بك لا تكتفي بمنتوجات طبيعية؟؟
لا ندري بماذا سيجيبنا؟؟
تجول في السوق واشترى ما يحلو له. وتذكر أنه يحتاج إلى حذاء جديد وسروال ووو فاشترى كل ما ينطق بأنه من الغرب إلى بلاد الإسلام واستهلكوا يا مسلمين.
نذكركم أن صاحبنا يريد فعلا أن ينتصر للأقصى
وللحديث بقية إن شاء رب البرية
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس