الفصل الثاني
16- كيفية الطلب والتلقي :
= كيفية الطلب : ( من لم يتقن الأصول حرم الوصول )
لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك .
= ماهي الأصول هل هي الأدلة الصحيحة ؟ أم هي القواعد والضوابط ؟أو هذا وهذا ؟
الثاني هو المراد : تبني على الأصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد مأخوذة بالتتبعوالإستقراء من الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة .
= من كان دليله كتابه كان خطأه أكثر من صوابه :
أما من أخذ من عالم أوشيخ فإنه يستفيد فائدتين عظيمتين :
1- قصر المده .
2- قلة التكلف .
وفيه فائدة ثالثة : هي أن ذلك أحرى بالصواب , لأن هذا الشيخ عالم متعلم مرجع , فيعطيك
الشيء ناضجاً .
= أمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه :
1- حفظ مختصر فيه : فمثلاُ إذا كنت تطلب النحو: فأحفظ مختصراً فيه فإن كنت مبتدءاً فلا أرى أحسن من متن الآجرومية , في الفقه : احفظ زاد المستقنع لأن هذا الكتاب مخدوم في الشروح والحواشي والتدريس , في الحديث : متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام وإن كنت تقول إما هذا أو هذا فبلوغ المرام أحسن , في التوحيد : من أحسن ماقرأنا كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب , وفي الأسماء والصفات : من أحسن ماقرأنا العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
2- ضبطه على شيخ متقن .
3- عدم الإشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله :
وهذه مهمه جداً لطالب العلم : أن يتقن المختصرات أولاً حتى ترسخ المختصرات بذهنه ثم بعد ذلك
يفيض إلى المطولات .
4- لاتنتقل من مختصر إلى آخر بلاموجب فهذا من باب الضجر .
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه والإهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى مافوقه حتى تفيض
إلي المطولات بسابلة موثقه .
= واعْلَمْ أنَّ ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه :
صحيح , مثلاً : قد يكون الإنسان في بلد ينتحلون مذهب الشافعي ستجد العلماء يبنون أصول التدريس
على كتب المذهب الشافعي , في بلد ينتهج فيه أهله مذهب الإمام أحمد تجد العلماء يدرسون كتب مذهب الإمام
أحمد .. وهلم جره .
17 - مراحل الطلب :
= وقد كان الطلَبُ في قُطْرِنا بعدَ مَرحلةِ الكتاتيبِ والأخْذِ بحفْظِ القرآنِ الكريمِ يَمُرُّ بِمَراحلَ ثلاثٍ لدى المشايِخِ في دُروسِ المساجدِ :
للمبتدئينَ ثم الْمُتَوَسِّطِينَ ، ثم الْمُتَمَكِّنِينَ .
= ففي التوحيد : ثلاثة الأصول وأدلتها والقواعد الأربع ثم كشف الشبهات ثم كتاب التوحيد أربعها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا في توحيد العبادة يعني يبدأ بالأصغر فالأصل ثلاث أصول هي تدور عليه من ربك وما دينك ومن نبيك أربع قواعد أيضا تدور على قوله تعالى: { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر . كشف الشبهات شبهات بعض أهل الشرك التي أوردوها وأجابها الشيخ رحمه الله بما تيسر .
= وفي توحيد الأسماء والصفات : (العقيدة الواسطية) التي ألقها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهي من أخطب كتب العقيدة وأحسن كتب العقيدة .
ثم ( الحموية ثم التدمرية ) والحموية والتدمرية رسالتان أوسع من العقيدة الواسطية لكنها اجمع منهما لأنه ذر فيها الأسماء والصفات والكلام على الإيمان باليوم الآخر وطريقة أهل السنة والجماعة ومنهجهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فهي أجمع من التدميرة والحموية لكن التدميرية لكن التدمرية والحموية تمتازان بأنهما أوسع منها في باب الصفات , (فالطحاوية مع شرحها ) وهي معروفة وسارت شائعة منتشرة بين الناس الآن حيث قررت في الجامعة .
= النحو: الآجرومية كتاب صغير في النحو لكنه مبارك جامع ومقسم سهل وأنا أنصح به كل مبتدأ في النحو أن يقرأها كذلك أيضا ملحة الإعراب للحريري ثم قطر الندى لابن هشام وألفية ابن مالك مع شرها لابن عقيل هكذا قال الشيخ بكر لكني أقول الآجرومية ثم لى الألفية أما أن نحشر أذهاننا بكتب تعتبر كالتكرار لأولها فلا حاجة.
= ملحة الإعراب: هذه نظم فيها بيت مشهور عند الناس وهو قوله :
إن تجد عيبا فسد الخللا = فجلى من لا عيب فيه وعلا
= في الحديث: الأربعين النووية وهذا طيب هذا الكتاب طيب لأن فيه آدابا ومنهجا جيدا وقواعد مفيدة جدا في حديث واحد يمكن أن يبني الإنسان حياته عبيه (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) هذه قاعدة لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه وتسير لكن كافي وفي النطق (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) فهي من أحسن ما ألف ثم عمدة الأحكام للمقدسي ثم بلوغ المرام وأرى أن يقتصر على بلوغ المرام لأن عمدة الأحكام داخل في بلوغ المرام أكثر أحاديثه موجودة في بلوغ المرام بلوغ المرام أوسع منه وأشد تحريرا لكن
إذا لم تستطع شيء فدعه = وجاوزه إلى ما تستطيع
إذا قال لا أستطيع أن أحفظ بلوغ المرام لاسيما وأنه رواه فلان وصححه فلان وضعفه فلان وهذه الحيره .
= وفي المصطلح : نخبة الفكر لابن حجر ثم ألفية العراقي رحمه الله :
ثلاث صفحات تقريبا لكنها نخبة يعني إذا الإنسان فهمها تماما وأتقنها تغني عن كتب كثيرة في المصطلح لأنها مضبوطة تماما وله طريقة غريبة في تأليفها وهي السبر والتقسيم أكثر المؤلفات يأتي الكلام مرسلا يعني سلسل لكن هو رحمه الله أخترع هذه الطريقة الخبر إما أن يكون له طرق محصورة بعدد أو غير محصورة .
= في الفقه : مثلا ( آداب المشي إلى الصلاة ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم (زاد المستقنع ) للحجاوي رحمه الله أو (عمدة الفقه) للموفق ثم (المقنع) للخلاف المذهبي و(المغني ) للخلاف العالي ثلاثتها لابن قدامة رحمه الله ثلاثتها يعني بذلك عمدة الفقه المقنع المغني لكن غيره ذكر أربعة وهي العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني .
= في أصول الفقه : الورقات للجويني رحمه الله تعالى ثم روضة الناضر لابن قدامة وصفة جيدة الورقات صغيرة لكن بعد هذا إلى روضة الناظر الفرق بينهما بعيد كبير لكن هناك كتب مختصرة في أصول الفقه جيدة يمكن أن يعتمد الإنسان عليها .
= وفي الفرائض : الرحبية يعني مع شروحها والفوائد الجلية أما الرحبية فهي للرحبي والشرح لشروحها متعددة والفوائد الجلية للشيخ عبد العزيز بن باز لكن أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية البرهانية أجمع من الرحبية من وجه وأوسع معلومات من وجه آخر .
= في التفسير : تفسير ابن كثير وهو جيد بالنسبة للتفسير بالآثر لكنه قليل الفائدة بالنسبة لأوجه الإعراب والبلاغة وخير ما قرأت في أوجه الإعراب والبلاغة الكشاف للزمخشري وكل من بعده فهم عيال عليه أحيانا تجد عبارة الزمخشري منقولة نقلاً لكن تفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة لأنه معتزلي .
= في أصول التفسير: المقدمة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى معروفة المقدمة في التفسير وهي كتابة مختصر جيد مفيد .
= في السيرة النبوية : مختصرها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأصلها بن هشام وفي زاد المعاد لابن القيم رحمه الله لكن السيرة النبوية المختصرة والأصل مجرد تاريخ أما زاد المعاد فإنه تاريخ وفقه فقه السيرة قد يكون في التوحيد وقد يكون في الفقه في الأمور العملية .
= وفي لسان العرب : العناية بأشعارها كالمعلقات السبع والقراءة في القاموس للفيروزآبادي رحمه الله . العناية بأشعارها كالمعلقات السبع المعلقات السبع قصائد من أجمع القصائد وأحسنها وأروعها واختارتها قريش لتعلق في الكعبة ولهذا تسمى المعلقات ولما ذكر ابن كثير رحمه الله اللامية لأبن طالب قال هذه اللامية يحق أن تكون مع المعلقات لأنها أقوى منها وأعظم .
= الأمهات الست :
البخاري , مسلم , أبو داود , الترمذي , النسائي , ابن ماجه .
= سميت أمهات : لأنها مرجع الأحاديث .
= مجالس العلم : فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى .
= الزكي والتقي : معناهما متقارب ,فإن ذكرا : فينبغي أن يحمل التقي : على من
ترك المحرمات , والزكي : على من قام بالأمورات .
= سلفياً : أي يأخذ بطريق السلف في العقيدة والآداب والعمل والمنهج وفي كل شي .

17 - تلقي العلم عن الأشياخ :
= مماينبغي على طالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ لأنه يستفيد بذلك فائدتين : بل أكثر .
الفائدة الأولى : اختصار الطريق بدل مايذهب يقلب في بطون الكتب وينظر ماهو القول الراجح , وماسبب رجحانه ؟ وماهو القول الضعيف ؟ وماهو سبب ضعفه ؟ هذه لقمة سائغه .. المعلم يقول : اختلف العلماء في كذا على قولين أوثلاثة أو أكثر , والراجح كذا , والدليل كذا . وهذا لاشك أنه نافع لطالب العلم .
الفائدة الثانية : السرعة . يعني سرعة الإدراك , لإن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكثر ممن يذهب يقرأ في الكتب , لأنه إذا ذهب يقرأ يردد العبارة أربع أو خمس مرات , وربما فهم على وجه خطأ غير صحيح .
الفائدة الثالثة : الرابطه بين طالب العلم ومعلمه , فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .
فهذه من فوائد تلقي العلم على الأشياخ , لكن سبق أن قلنا أنه من الواجب
أن يختار الإنسان من العلماء من هو كفء أمين قوي , يعني عنده علم وإدراك
ليس علمه سطحياً , وعنده أمانه , وكذلك أيضاً إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي بعلمه .
= من دخل في العلم وحده ، خرج وحده :
هذا فهو الغالب بلاشك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريساً
صحيحاً ولاسيما إن لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتماداً كاملاً
على الله عزوجل ويدأب ليل نهار يحصل من العلم مايحصل إن لم يكن له شيخ .
- أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين مانقله هنا في الرد على ابن بطلان . قال :
( يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم , وهي معدومة عند المعلم وهي التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط )
وكان فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان , فمثلاً ربما تجد كلمة ( بزة ):
اشتريت بزة بصاع من تمر بدون مقابضة . إذا لم يكن فيها نقطه ( بره ) ومعلوم أنك إذا اشتريت بر بتمر بدون مقابضة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام بإختلاف النقط , كذلك الغلط بزوغان البصر فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لاسيما اذا كان الكتاب ليس جيد , كذلك ( قلة الخبرة بالإعراب , والإعراب له أثر في تغيير المعنى . وكذلك ( إصلاح الكتاب , وكتابة مالا يقرأ , وقراءة مالا يكتب كل هذا يعتري من يأخذ العلم عن الكتاب , كذلك ( مذهب صاحب الكتاب ) ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وانت ماتدري , وكذلك ( سقم النسخ , رداءة النقل , إدماج القارئ مواضع المقاطع , يعني أن الكلمة لابد أن تقف عليها , فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأ مابعدها فيختلف المعنى ( وخلط مبادئ التعليم ) بحيث لايميز بعضها من بعض , بمعنى أن
الكاتب ربما لايكون متقناً للكتاب فيغلط هذا مع هذا , والمبتدئ لايعرف ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة وهو لايدري مثل كلمة في المصطلح ( معضل منقطع ) إيش معنى منقطع ؟ إذا لم يكن عنده علم أشكل عليه هذا الشيء .
= لاتأخذ العلم من صحفي ولا عن مُصحفي :
أي : لاتقرأ القرآن على من قرأ من المصحف , ولا الحديث وغيره على من أخذ
ذلك من الصحف .
وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمدلله فهو أوضح .
== انتهي ==