الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-10, 09:51 AM   #28
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
وانظر معي وتأمل في هذا الشعور ومواطنه. فتجده يزرع في قلب المكلف رحمة من الله ومنّا منه لتسهيل مهمة العبد حتى يحصل الإتقان.
وأضرب لك مثلا على ذلك، تلك التي(( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ))[لقمان: 14] فتبدأ من هنا مسيرة تكليفها الشاقة بالعناية والرعاية والتربية وبالموازاة مع ذلك يخلق الله في قلبها الحب لوليدها فيغدو هذان الخطان من التكليف والحب متشابكان يوطد أحدها الآخر وييسره.
وانظر إلى ذلك العبد المومن المحب كيف غدت لياليه بالحب (( كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)) [الذاريات:17] .
وقس على هذا كل مكلف في هذه الدنيا القصيرة الأمد.
إنها رحمة الله التي وسعت كل شيء. فأنّا للذين جهلوا معناها أن يتذوقوها.
وجاء الإسلام ليهذب هذا الشعور ويصقله حتى لا يزيغ بصاحبه فيفسده من حيث جاء ليصلحه، واقتضت الحكمة الإلهية إرسال خير البشرية صلى الله عليه وآله وسلم. معلما ومحبا وتربى على يديه النجباء الذين حق لنا الفخر بانتسابنا إلى مدرستهم رضي الله عنهم أجمعين.
فتراهم بفرط حبهم الذي ما يضاهيهم فيه أحد لا إلى الغلو صاروا ولا إلى التراخي مالوا.
لأنهم اتبعوا السبيل المرسوم من الفاطر سبحانه. لقد اتبعوا وأطاعوا فتغلفت الطاعة بالحب فكانت البشرى بجنة الخلد.
إنها العظمة التي استفردت أمتنا بها. وإنه الحب في الله الذي ما سمعت بأحد غيرنا أجبر على التصريح به لحبيبه. فما قال غيرنا لمن لا تربطه به لا مصلحة ولا قرابة " أحبك في الله" -وليس في سواه -فوُعد أن يكون وإياه من الذين حقت لهم محبة الله سبحانه.
وما كانت باقي المشاعر والأحاسيس إلا خادمة لهذا الإحساس العظيم.
فالرأفة والمودة وغيرها كلها جاءت لتخدم صرح الحب وتجعله بناء ممتدا في الأفق ومتماسكا البنيان.
ومن هنا انطلق الذي فكر في الهدم، كان عليه أن يفسد معنى الحب في النفس حتى تفسد معه كل المعاني الربانية وكل الطاعات.
فيصبح ذاك الإنسان لا هو محبا ولا هو طائعا لله.
وما وجدت مثالا قويا على هذا الهدم غير دين الشيعة. وإن قلت مثالا فأنا أعنيها فهو ليس الوحيد ولكنه الأقوى.
وتأمل معي في دينهم وانظر كيف أنهم يدندنون بالحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولآل البيت وما قرأت ولا سمعت جرأة على العرض الشريف الطاهر في أحد سواهم.
إنه دين التناقض الذي يفضي إليه من يتغنى بغير ما يؤمن به وينسى أنه مراقب ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
لقد استطاع ذلك اليهودي القزم أن ينخر في قلوب استهواها حب الدنيا وزينتها فيشق الصف ويحدث الخلل ويجر سيلا من الناس باسم الحب في درب العصاة.
ومن هذا الحب الذي لم يتبع السبيل الوحيد لتهذيبه في وحي ربه. ظهر الغلو في ذات العباد وصفاتهم فترى منهم من يرفع العبد الضعيف إلى درجة تأليهه ومن يسب من قيض الله لحفظ هذا الدين.
وعشش الجهل في القلوب وسيطر الحقد عليها فمسخت الفطرة عن آخرها. وأجرموا بما لم يقوى أحد غيرهم على الإجرام به.
فغاصت قلوبهم بالمنكرات التي تشمئز النفس من ذكرها. وتتقزز الأذن لسماعها. وينفطر القلب من هول مصير صاحبها.
وتدبر كيف أن هذا القلب الذي فطرته الإسلام حين يفسد فيه أحد معانيه كيف يصبح قابلا لإستيعاب المنكرات.
لربما لو نظرت إلى كافر لوجدته يرتكب المعاصي في حدود معينة ومهما بلغت درجة إنحطاط قلبه فإنه لا يصل إلى إجرام كإجرام الشيعة. لأن الأول فسد لديه الدين والآخر فسد لديه الحب. فكان الفساد الأعظم.
فهذا القلب الذي يتدبر ويتفكر ويؤمن هو الذي جعل موطنا للحب. فإن غاب عنه الأخير اختل عنده الأول.
ولا زلت أذكر زميلتي في العمل التي كانت شيعية وكذا صديقة أخرى، أتذكر بقوة كيف كانا مميزين بنوع من الحقد وتوحد في التفكير رغم عدم معرفة إحداهما بالأخرى.فالأولى اعترفت لي والثانية ما اعترفت ولكن الشبه الكبير بين قلبيهما جعلني أعرف دين الثانية.
أتذكر كيف كانت تصف لي زميلة العمل نفسها بغير ما أراه ولا أعرفه.
كنت في البداية ألوم زوجها الذي كان ربما من لينه في معاملتها يرفع همتها فيضعها في غير مكانها. فلو فعلها مع قلب سليم لأحل الوصف محله لكن مع قلب مريض كقلبها ومختل (وأنا أعني الكلمة لأن غياب الحب هو قمة الخلل للقلب) ما وجد عندها ميزان الضبط فغدى ما قيل لها كمدح ودلال واقعا مصدقا وإن غاب كليا. فمن يصف لها حالها وقلبها أفسده الحقد؟؟
أين الميزان لتعدل الدفة ؟؟
سبحان الله كم تتجلى الحكمة الربانية في هذه الآية ((فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا))[الحج:46].
وانظر حين سكنت القلب الحقد والضغينة على المؤمنين(حقد الشيعة على السنة) فكانت النتيجة أن حرم نعمة التعقل والتبصر.
فاليهود يجرمون بدعاوي- وان كانت باطلة-مدروسة والنصارى وكل الملل تجرم حيث تعي الإجرام.
إلا الشيعة فهم يجرمون من حيث لا يفقهون, حتى العدو اختلط عليهم فماعادوا يميزون غيرنا عدوا ولا سوانا كافرا(الكفر بميزانهم).
اللهم إنا نسألك عافية القلوب وطهارة من آثار الذنوب.
اللهم أحيي قلوبنا بطاعتك واتباع سبيل حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس