عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-10, 04:36 PM   #3
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
n2

الآذان
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله .
أما بعــــــدِ:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعه وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
_____________________________________
فإن الإعلان الرسمي عن دين الإسلام يتكرر في اليوم خمس مرات ألا وهو الآذان ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، إلى أخر كلمات الأذان .
الركيزتين اللذين يشتمل عليهما الآذان.
وهذا الآذان الذي نسمعه في اليوم خمس مرات وكما قلت هو بمثابة الإعلان الرسمي لدين الإسلام ، يشتمل على ركيزتين لا يقوم إيمان عبدٍ إلا بصحتهما.
الركيزة الأولي:وهو أشهد أن لا إله إلا الله ،وهي التوحيد.
الركيزة الثانية: وهي أشهد أن محمد رسول الله وهي الإتباع ، فهما توحيد وإتباع ، فكما أن الله- عز وجل- لا شريك له في العبادة فإن النبي- صلي الله عليه وسلم- لا شريك له في الإتباع ، وكل مُتَبعٍ بعده - صلي الله عليه وسلم إنما إتباعه فرعٌ على إتباع النبي- صلي الله عليه وسلم- ولذلك قلت لا
المراد بالشهادة.
وهنا كلمة ربما يغفل عنها كثير من الناس وهي قول المؤذن أشهد الشهادة بضد الغيب ، الشهادة هي الرؤيا ، قال تعالي:﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾ (الحشر:22) ، فعندما أقول: أشهد أن لا إله إلا الله ، أي كأنك تقول أنا أرى الله وأشاهده ، يكون من ثمرة ذلك أن قلبك لا يقوم في مشهد العصيان وأنت تعتقد أنك تر
هل يُري الله _عز وجلَّ _في الدنيا؟
ولأن رؤية الله- عز وجل- في الدنيا مستحيلة وإن كنا نراه في الجنة إن شاء الله تعالى كما نرى القمر ليلة البدر وكما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة ، إلا أننا لا نرى ربنا في الدنيا .
وقصة موسى في الدنيا معروفة لما قال:﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾فماذا كانت النتيجة ؟ ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ﴾(الأعراف:143) ،
وقال النبي- صلي الله عليه وسلم-:" واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" ، فرؤية الله- عز وجل- في الدنيا مستحيلة ، ولكن قدِّر هذا , عندما تقول أسهد أن لا إله إلا الله ، ولأنك لن تراه تبقى المرتبة الثانية وهو يراك ، وهذا أعلى درجات الدين .
درجات دين الإسلام.
فإن دين الإسلام على ثلاث درجات الدرجة الأولى وهي الأوسع الإسلام ثم الإيمان ، ثم الإحسان ، فهي ثلاثة دوائر متداخلة ، الدائرة الأوسع الإسلام ، وبداخلها دائرة أضيق منها وهي الإيمان وبداخلها دائرة أضيق منها وهي الإحسان ، فإذا خرج من الإحسان أين يذهب ؟ يقع في دائرة الإيمان ،وإذا خرج من دائرة الإيمان أين يذهب ؟ يقع في دائرة الإسلام ، وإذا خرج من دائرة الإسلام أين يذهب ؟ خرج إلى الفضاء الواسع ألا وهو الكفر .
أركان الإسلام.
فيكون الدين عندنا كما في حديث جبريل- عليه السلام- الذي رواه الشيخان في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ورواه مسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لما جاء جبريل - عليه السلام - وسأل النبي- صلي الله عليه وسلم- ما الإسلام ؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا ، ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، ما الإحسان ؟ قال: أن تعبد كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
هذه الدوائر المتداخلة كما قلت أعلي دائرة فيها أو قبتها الإحسان والإحسان كما عرفه النبي - عليه الصلاة والسلام - " أن تعبد الله كأنك تراه " هذه هي معني نشهد لأنك لن تراه علي الحقيقة ، لكن كأنك تراه ، كأنك تشاهده " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، تخيل أن رجلاً يريد أن يزني ، ويعلم يقينًا أن يوجد كاميرا مسجلة ، أو أن أحداً ينظر إليه من ثقب الباب ، أيستطيع أن يفعل شيئًا ؟ لا يستطيع أن يفعل شيئًا ، وهذا نظر بشر فإذا تحقق المرء بمعني أشهد لا يستطيع قلبه أن يقوم في مشهد العصيان مطلقًا .
لا يستطيع ذلك.
وبهذا تعلم فساد هذه الرواية الإسرائيلية التي يذكرها بعض أهل التفسير في سورة يوسف عليه السلام﴿ لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾
(يوسف:24) ، من ضمن الروايات الصلعاء التافهة في هذا الباب قالوا: برهان ربه أنه عندما حل سرواله ونظر إلي السقف فوجد يعقوب عاضاً علي إصبعه يقول له: لا تفعل ، أي منقبة ليوسف حينئذٍ لما يرى أباه ، صورة أبيه وهو يعض على إصبعه لا تفعل ، أي ميزة وأي منقبة ليوسف حينئذٍ ، في اجتنابه الزنا ، أي رجل حتى وإن كان فاجرًا لو علم أن أحداً يراقبه ، أو يشاهده ، أو يصوره فإنه لا يستطيع أن يفعل ذلك .
الشهادة دلالة علي صحة التوحيد.
فعندما يقول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله ، في هذا دلاله علي صحة التوحيد ، ومعلوم أن العبد لا يقبل منه أي عمل إلا إذا صح توحيده ، لا مداهنة في هذا إطلاقًا ، ولا ينجو من هذا رجلٌ مهما كان فاضلًا في ذات نفسه ، لدينا في سورة الأنعام ذكر الله- عز وجل- ثمانية عشر نبيًا وألوفًا لم ينص عليهم علي أسمائهم ، أنظر ماذا قال:﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾(الأنعام:83-86) .
هؤلاء ثمانية عشر نبيًا﴿ وَمِنْ آَبَائِهِمْ ﴾ كم عددهم ؟ الله أعلم﴿ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾ كم عددهم ؟ الله أعلم ، ﴿ وَإِخْوَانِهِمْ ﴾ ، كم عددهم ؟ الله أعلم ، أعداد غفيرة لا تدخل تحت العد ﴿ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾(الأنعام:88:87) ، هؤلاء جميعًا لو أشركوا ثمانية عشر نبيًا وهذه الألوف المؤلفة من إخوانهم وذرياتهم وآبائهم ما تنفعهم شفاعة الشافعين وقال الله - عز وجل- للنبي- صلي الله عليه وسلم-:﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾(الزمر:65) .
مضرة الشرك وفائدة التوحيد.
والشرك: السيئة الوحيدة التي لا تبقي حسنة ، إذا كان من خصائص الحسنة أنها تمحو السيئة ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ(هود: 114) ، فإن الشرك هو السيئة التي تأكل كل الحسنات ، قال تعالي:﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (البقرة:81) فلا توجد سيئة تحيط بكل الحسنات إلا الشرك ، وفي الصحيح أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال:" يؤتي برجل يوم القيامة فيقول الله- عز وجل- له: عبدي أولو إن كان لك مليء الأرض ذهبًا أكنت تفتدي به من عذاب النار ، يقول له، إي وعزتك ، فيقول له: أردت منك أهون من ذلك ، أردت منك ألا تشرك بي فأبيت إلا الشرك " .
لم يرد منه ملء الأرض ذهبًا لأنه لو كان عنده فعلاً ملء الأرض ذهبًا ما بذله ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(الأنعام:28:27) .





توقيع ام محمد الظن
http://tafregh.a146.com/index.php
مكتبة التفريغات الإسلامية تحميل مباشر
ام محمد الظن غير متواجد حالياً