عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-10, 01:35 PM   #2
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



أما الحلال فأباحه على وجه الإجمال
مادام طيبا فقال:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} البقرة/168

فكان من رحمته
أن جعل الأصل في الأشياء الإباحة
حتى يدل الدليل على التحريم

وهذا من كرمه سبحانه وتعالى
ومن توسعته على عباده فعلينا الطاعة والحمد والشكر.
وبعض الناس إذا رأوا الحرام معددا عليهم
ومفصلا ضاقت أنفسهم ذرعا بالأحكام الشرعية
وهذا من ضعف إيمانهم وقلة فقههم في الشريعة


فهل يريد هؤلاء يا ترى
أن يعدد عليهم أصناف الحلال
حتى يقتنعوا بأن الدين يسر ؟

وهل يريدون أن تسرد لهم أنواع الطيبات حتى يطمئنوا أن الشريعة لا تكدر عليهم عيشهم ؟

هل يريدون أن يقال بأن اللحوم
المذكاة من الإبل والبقر والغنم والأرانب والغزلان والوعول والدجاج والحمام والبط والوز والنعام حلال وأن ميتة الجراد والسمك حلال ؟.

وأن الخضراوات والبقول والفواكه وسائر الحبوب والثمار النافعة حلال

وأن الماء واللبن والعسل والزيت والخل حلال
وأن الملح والتوابل والبهارات حلال

وأن استخدام الخشب والحديد والرمل والحصى والبلاستيك والزجاج والمطاط حلال

وأن ركوب الدواب والسيارات
والقطارات والسفن والطائرات حلال

وأن استعمال المكيفات
والثلاجات والغسالات والنشافات والطاحونات والعجانات والفرامات والمعاصر وسائر أدوات الطب والهندسة والحساب والرصد والفلك والبناء واستخراج المياه والنفط والمعادن والتنقية والتحلية والطباعة والحاسبات الآلية حلال
وأن لبس القطن والكتان
والصوف والوبر والشعر والجلود المباحة والنايلون والبوليستر حلال

وأن الأصل في النكاح والبيع والشراء
والكفالة والحوالة والإجارة والمهن والحرف من النجارة والحدادة وإصلاح الآلات ورعي الغنم حلال


وهل يمكن يا ترى أن ينتهي بنا المقام
إذا أردنا المواصلة في العد والسرد فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟

أما احتجاجهم بأن الدين يسر
فهو حق أريد به باطل
فإن مفهوم اليسر في هذا الدين ليس بحسب أهواء الناس وآرائهم وإنما بحسب ما جاءت به الشريعة

فالفرق عظيم بين انتهاك المحرمات
بالاحتجاج الباطل بأن الدين يسر
ـ وهو يسر ولاشك ـ
وبين الأخذ بالرخص الشرعية
كالجمع والقصر والفطر في السفر، والمسح على الخفين والجوربين للمقيم يوما بليلته وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن،

والتيمم عند الخوف من استعمال الماء
وجمع الصلاتين للمريض وحين نزول المطر
وإباحة النظر إلى المرأة الأجنبية للخاطب

والتخيير في كفارة اليمين
بين العتق والإطعام والكسوة،
وأكل الميتة عند الاضطرار وغير ذلك من الرخص
والتخفيفات الشرعية.

وبالإضافة لما تقدم فينبغي
أن يعلم المسلم بأن في تحريم المحرمات حكما منها:
أن الله يبتلي عباده بهذه المحرمات
فينظر كيف يعملون ومن أسباب تميز أهل الجنة

عن أهل النار أن أهل النار
قد انغمسوا في الشهوات التي حفت بها النار
وأهل الجنة صبروا على المكاره التي حفت بها الجنة
ولولا هذا الابتلاء ما تبين العاصي من المطيع.

وأهل الإيمان ينظرون
إلى مشقة التكليف بعين احتساب الأجر وامتثال أمر الله لنيل رضاه فتهون عليهم المشقة

وأهل النفاق ينظرون
إلى مشقة التكليف بعين الألم والتوجع والحرمان فتكون الوطأة عليهم شديدة والطاعة عسيرة.

وبترك المحرمات يذوق المطيع حلاوة:
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
ويجد لذة الإيمان في قلبه.
وفي هذه الرسالة يجد القارئ الكريم
عددا من المحرمات التي ثبت تحريمها في الشريعة
مع بيان أدلة التحريم من الكتاب والسنة
[وقد صنف بعض العلماء في المحرمات أو في بعض أنواعها كالكبائر ومن الكتب الجيدة في موضوع المحرمات كتاب تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين لابن النحاس الدمشقي رحمه الله تعالى]
وهذه المحظورات مما شاع فعلها
وعم ارتكابها بين كثير من المسلمين
وقد أردت بذكرها التبيان والنصح

أسأل الله لي ولإخواني المسلمين
الهداية والتوفيق والوقوف عند حدوده سبحانه
وأن يجنبنا المحرمات ويقينا السيئات والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

الشرك بالله
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس