يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك, ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
الأولى أن يقال (ولبركة العلم) , فإن هذا أنسب لكونه يزيد بكثرة الإنفاق, فما وجه زيادته؟ وجه زيادته أن الإنسان إذا علَّم الناس مكث علمه في قلبه واستقر, وإذا غفل نسي. ثانيا أنه إذا علم الناس فلا يخلو هذا التعليم من فوائد كثيرة, في مناقشة أو سؤال, فيُنمي علمه ويزداد, وكم من إنسان تعلم من تلاميذه, قد يذكر التلميذ مسألة ما جرت على بال الأستاذ, وينتفع بها الأستاذ, فلهذا كان بذل العلم سببا لزيادته وكثرته.
يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت فهي فِعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.
شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
نعم, لا تيأس, ولا تقل: إن الناس غلب عليهم الفسق والمجون والغفلة, لا , ابذل النصيحة ما استطعت, ولا تيأس, لأنك إذا تقاعست واستحسرت فمن يفرح بذلك؟ الفساق والفجار, كما قيل:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ...................... ونقري ما شئت أن تنقري
فلا تيأس, فكم من إنسان يئست من إصلاحه, ففتح الله عليه وصلح.
و لا تحملك دعوى فساد الزمان و غلبة الفساق و ضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء و البلاغ، فإن فعلت فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر ليتم لهم الخروج على الفضيلة و رفع لواء الرذيلة
لا تيأس و لا تقل إن الناس غلب عليهم الفسق و المجون و الغفلة، بل ابذل النصيحة ما استطعت لأنك إن تقاعست و استحسرت فإنما يفرح بذلك الفساق و الفجار، كما قيل:
خلا لكِ الجو فبيضي و اصفِري :: و نقّري ما شئت أن تنقِّري
فلا تيأس، فكم من إنسان يئست من صلاحه ففتح الله عليه و صلح
المتن :
46- عزة العلماء:
التحلي بعزة العلماء؛ صيانة العلم و تعظيمه و حماية جناب عزه و شرفه و بقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به، و بقدر ما تهدره يكون الفوت، و لا حول و لا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، و عليه فاحذر أن يتمندل بك الكبراء أو يمتطيك السفهاء، فتُلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خطاب.
و لا تسعَ به إلى أهل الدنيا و لا تقف به على أعتابهم و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره
شرح الشيخ رحمه الله:
هذا فيه شيء صواب و شيء فيه نظر؛ فصيانة العلم و تعظيمه وحماية جنابه لا شك أنه عز و شرف، فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة و عن التطلع عما في أيدي الناس و عن بذل نفسه فهو أشرف له و أعز، لكن كون الإنسان لا يسعى به إلى أهل الدنيا و لا يقف على أعتابهم و لا يبذله إلى غير أهله و إن عظُم قدره، ففيه تفصيل، فيقال: إذا سعيت به إلى أهل الدنيا و كانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، و هو داخل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم و جعل يحدثهم موقف الساخر المتململ فلا ينبغي أن يهدي العالم لهؤلاء لأن هذه إهانة له و إهانة لعلمه، لنفرض أن رجلا دخل على أناس من هؤلاء المترفين و جلس و جعل يتحدث إليهم في أمور شرعية، و لكن شاهد أنهم يتململون و يتغامزون ووجوههم تتمعر، فهؤلاء لا ينبغي أن يحوم حولهم؛ لأن ذلك ذل له و لعلمه، أما إذا كان إن دخل على هؤلاء و جلس و تحدث وجد نفوسا تهش و أفئدة تطمئن ووجد منهم إقبالا، فهنا ينبغي أن يفعل. و لو دخل طالب علم صغير على مثل هؤلاء المترفين فربما يقفون معه موقف الاستهزاء و السخرية، لكن لو دخل عليهم من له وزن عندهم و عند غيرهم لكان الأمر بالعكس، فلكل مقام مقال. فإن رأيت من أهل الدنيا أنهم يقبلون على قولك و يطمئنون إليه و ينتفعون به فلا حرج أن تذهب إليهم و تدعوهم، و العكس بالعكس.