عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-11, 09:35 AM   #15
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي


الأبناء من سن 11 – 18 سنة
هذه المرحلة من أصعب المراحل التربوية ..
وقبل أن نتحدث عن أساليب عقاب هذه المرحلة علينا أن نعرف بعض مشاكلها
وخصائص نمو الأبناء فيها ..
وكوني على يقين بأنها ليست مرحلة مستقلة بذاتها , وإنما تتأثر بكل مامر عليه الطِّفل من
خبرات في مراحل حياته ..
وكل مراهق له معاملة خاصة تختلف عن غيره ..

ولكن كل مراهق هو بحاجة لخمسة أشياء :
الحاجة إلى الحب والأمان، والحاجة إلى الاحترام، والحاجة لإثبات الذات، والحاجة للمكانة الاجتماعية، والحاجة للتوجيه الإيجابي.

وللمراهقة أشكال عدة منها :
1-مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.

* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

2- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.

3- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.

4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.

5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
واحرصي حبيبتي الأم بألا تقارني ابنك بغيره من المراهقين , وتصابين بالإحباط لرؤية
غيره أفضل منه , ولو أنكِ تعاملتِ معه بالشكل الصحيح لوجدتِ أنه الأفضل ..
وأفضل طريقة للتعامل مع المراهق هي أسلوب التفاهم والمحاورة والمناقشة , والتخفيف من
السلطة وعدم التركيز على التهديد والعقاب أو المقارنة بينه وبين غيره أو تسفيهه وتحقيره ..
وإياااك والتوجيه المباشر والإكثار من النصائح والمواعظ فالمراهق ينفر من الشخص الذي
يوجهه بالموعظة المبالغ فيها والنصائح الزائدة عن الحد ..
والمراهق يحب من يتعامل معه بتقدير واحترام وتفاهم وحب ويعطيه الثقة في نفسه فهذا
يدفعه لأن يفتح قلبه لهذا الشخص ويصبح صفحة بيضاء تتلقى كل مايصدر عن هذا المربي
الحنون من أفعال وأقوال ونصائح ..

ومن الأساليب التي تخفف من مشكلات المراهقين وتمردهم :
-الاهتمام بموهبة المراهق وتوجيهها الوجهة الصحيحة ..
-السماح له دائماً بالتعبير عن أفكاره ورغباته وتوجيهها التوجيه الصحيح حتى وإن كانت هذه
الأفكار مخالفة للدين والعرف والتقاليد وكوني في نصحه وتوجيهه كما كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ..
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا! - شاب غير متزوج, قوي فتي, شهوته في أوجها, ماذا يفعل؟ يعرف أن الله حرم الزنا. لا يمكن أن يقترب مما حرمه الله. ولكنه تحت ضغط الشهوة جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحب الحاجة أعمى، لم يعد يميز ماذا يقول. يا رسول الله : إئذن لي بالزنا. يا رسول الله. أعطني الضوء الأخضر لآتي الفاحشة.- فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَال:َ ادْنُهْ. فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ فَجَلَس.َ قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَك.َ قَال:َ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ. قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِك؟َ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَال:َ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِم.ْ قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِك؟َ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَك.َ قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِك؟َ قَال:َ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِم.ْ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ. فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.

-إلحاقه بالأندية الرياضية والثقافية للتعايش مع غيره من المراهقين .
-تقوية الوازع الديني من خلال حلقات التحفيظ ومرافقته لحضور الندوات الدينية
ودفعه لمخالطة الشباب المتدينين .
-السماح له باستضافة أصدقاءه في البيت مع حسن ضيافتهم والتعرف عليهم ومجالستهم لبعض الوقت ومدحه أمامهم .
-مشاركته في وضع الأهداف والخطط الاسريه واستشارته في المشاكل التي تعترض
الأسرة ومشاركته في إتخاذ القرارات المصيرية .
-التعامل مع المراهق كصديق في جو من الألفة والمحبة والتفاهم .
-يحرص الأب حرص شديد على مشاركة ابنه في نشاطاته مثل زيارة الأقارب وحضور
الندوات والتجمعات وفي مواسم الأفراح أو الذهاب معه في جلسة فردية في محل ( كوفي )
أو مطعم والتقرب منه طوال الوقت فهذا يدفع المراهق للتعامل مع والده كما يتعامل مع صديقه
فيبثه همومه ومشاكله ويفتح له قلبه ويتحدث معه دون خوف أو خجل .
-إعداد ابنك وابنتك إعداداً جيداً لمرحلة الزواج وتكوين الأسرة .
-إعطاء المراهق بعض الامتيازات مثل ( تعليم قيادة السيارة , كمبيوتر , غرفة خاصة , تحمل بعض المسؤليات كأن يكون المسؤل عن المصروف في الرحلات , وغيرها من الامتيازات حسب وضع الأسرة وبيئتهم .

ووسائل وأساليب التعامل مع المراهق كثيرة ولاحصر لها وإنما ذكرت بعضها ليسهل
عليكِ التعامل مع ابنك حالياً والبحث عن المزيد منها كلما سنحت الفرصة لذلك ..


عندما يخطيء المراهق ماذا تفعلين ؟؟
كان حديثنا طوال الوقت عن كيفية التعامل مع المراهق ..
وأنا تحدثت عن طرق وأساليب التعامل مع المراهق من باب ( الوقاية خير من العلاج )
ولكن كما قلنا سابقاً نحن بشر وجميعنا يخطيء !!
فعندما يخطيء المراهق ماهو موقفكِ منه ؟؟

-اعتمدي في مواجهة أخطاء ابنك وابنتك الهدوء والحكمة والصبر فهذه الثلاثة هي من ترشدك للتصرف الصحيح ..
-عند الخطأ البسيط ناقشيه وحاوريه وعاتبيه وخذي منه وعداً بعدم تكراره .
-عند الخطأ المتوسط المقبول اعتمدي أسلوب المقاطعة المؤقتة ( فلاتحدثيه ولاتجالسيه
ولاتزوري غرفته وإذا تبسم أو حدثك لاتردي عليه .. فإذا اعتذر اقبلي اعتذاره وناقشيه
في خطأه وبيني سبب غضبكِ منه .
عند الخطأ الكبير الذي لايمكن التسامح معه يتم التناقش معه حول الخطأ وضرورة العقاب
واجعليه يختار عقابه بنفسه على أن تحددي أنتِ ثلاثة أنواع من العقاب ويختار هو العقاب
الذي يستحقه ( حرمانه من بعض الامتيازات لمدة معينة , حرمانه من الأصدقاء لمدة معينة ,
أو أي عقاب مناسب )
ولابد أن تكوني حازمة في حديثك معه وتظهري مدى غضبكِ من تصرفه الخاطيء .


-إذا تكرر الخطأ لابد من تطبيق أسلوب الضرب ..
وإياااااااااااك أن تمدي أنتِ يدكِ عليه بل اجعلي والده هو من يقوم بضربه فالمراهق
يفضل ان يضرب آلاف المرات من رجل مثله ولاأن تضربه امراة حتى وإ كانت أمه
ولو مرة واحدة ..
ولكن لايطبَّق هذا الأسلوب إلا بعد تكرار الخطأ وفي حال كان الخطأ كبيراً جداً ولايمكن
السكوت عليه ..

وهناك شروط للضرب لابد أن تراعى:
- الضرب للتأديب كالملح للطعام (أى القليل يكفى والكثير يفسد).
- لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك.
- مراعاة حالة الابن المخطئ وسبب الخطأ.
- لا يضرب الابن على أمر صعب التحقيق.
- يعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.
- لا يضرب أمام من يحب.
- الامتناع عن الضرب فورًا إن أصر الابن على خطئه ولم ينفع الضرب.
- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.
- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الابن به.
- لا تأمر الابن بعدم البكاء أثناء الضرب.
- لا ترغم الابن على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ ؛ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة، وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب.

بقي لنا أن نتعرف على بعض وسائل العقاب المنتشرة بيننا ومدى خطورتها ..
تابعيني ...



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس