ادعُ الله تنجُ ّّّادعُ الله تنجُ
هل تعلم عزيزي القارئ إذا ما خرجت من دارك ، ويممت مقصدك ما الذي ينتظرك ؟ ؟ ؟
أحببت أن أحذرّك قبل وقوعك في المخاطر .........
إذا خرج أحدنا من بيته يُخشى عليه من أربعة أمور ، منها ما يمس عقيدته ودينه ، ومنها ما يختص بأعماله وتصرفاته ، ومنها ما يسيء إلى انفعالاته النفسيّة ، ومنها ما يمس تفكيره ......
وهذه الأمور الأربعة كثيراً ما تحدث عند الاحتكاك بالآخرين ، فقد يقع أحدهم في شرك الأشرار ،أوقد يكون ناصباً كميناً لغيره في شبكة غدر .....
إنّ أوّل هذه الأمور الأربعة : الضياع والضياع هو الضلال ، وهو يعني الوقوع في المخاطر ،على الرغم من بذل الجهد الكبير ، وعدم إحراز إنجاز عظيم ، و عدم الوصول إلى هدف كبير ، وقد يتضاعف خطر الضياع والضلال فتصبح الخسارة مضاعفة بعدد من قادهم معه أثناء ضياعه، وأشقاهم ، وأضلهم ولذا فإننا كلما خرجنا من بيتنا نستعيذ بالله أن نضلّ ، أو نُضّّل .
وثاني هذه المخاطر ابتعاد تصرفات الإنسان وأقواله عن الصحة والصواب ،بزلة يفعلها أو يقولها ، وزلة أحدنا يبقى خطرها محدودا ً ما لم يسع إلى جر مجموعة من الناس إليها ، ولذا فإننا إننا نعوذ بالله أن نزلّ أو نُذلّ.
والخطر الثالث الذي ينتظر من يخرج من بيته هو خروج العتلّ الجبار القادر على قهر الرجال ، والذي يدوس على كرامتهم ، ويسلبهم من حقوقهم مع إنكار واجباته والمطالبة بأكثر مما يستحق استصغاراً لمن حوله ، وعلواً في الأرض ، واستكباراً ،ولذا كان لا بد من التعوذ بالله من الظلم أن يقع به أو يوقعه على غيره .
وآخر تلك المخاطر المتوقعة لمن يخرج من بيته أن يخرج إلى مكان لا يعرفه حق المعرفة ، ولا يعرف مخاطره فيقع بسبب جهله بمصائد الغادرين ومساوئ الحاقدين ، أو أن يسفه آراء غيره من الناس ، فلا يستفيد من جيدها ولا يقيل عثرة من تخبط فيها ، ويهزأ بها ولذا فإنا نعوذ بالله من أن نجهل أو يُجهل علينا .
وبعد عزيزي القارئ لا تتعجل بعد قراءة السطور السابقة فتقول : سأعتزل الناس و أغلق باب بيتي ، وأحمي عقيدتي ، وأحافظ على مكتسباتي ، وأضبط انفعالاتي وأفكاري لأنك كما أظن كل يوم تتعوذ بالله من هذه الأربع ، وتعوذك يجعلك حذراً مما يمكن أن يقع ولذا ادعُ الله ننجُ وأجمل دعاء يقوله المسلم عند الخروج من المنزل :
اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أزل أو أإُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أول يجهل عليّ ، فتبشره ملائكة السماء قائلة : هُديت ووُقيت وكُفيت
فما أجمل أن يغدو المسلم ويروح لإعمار الأرض ، وهو مهتد بهداية الله وملتزم بشرعه لا تشوب عقيدته شائبة ، ولا يساور قلبه شك ، ولا تخالط نقاوة عقيدته بدعة أو ضلالة .
وما أحسن أن يقينا الله أثناء خروجنا والتقائنا بكافة أصناف البشر من كل كيد أو خطر .
وما أحلى أن يكفينا الله من كل بلاء حيث ترى الابتلاء عند البشر على مدّ عينك والنظر ، وأفظعها أن ترى الناس ضالين مضلين غافلين عن الغاية التي من أجلها خلقهم الله
فاعمل أخي القارئ ما وسعك الجهد للعمل والبناء ولا تخش المخاطر وادعُ الله تنج ُ .
المصدر: شبكة مشكاة