عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-11, 08:25 AM   #4
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

* الطب البديل هذا المصطلح الواسع و الذي داخله ما داخله من ممارسات ..ما له وما عليه





تحت باب الطب البديل والاستشفاء البديل اختلط الحابل بالنابل كثيرا ، وبالذات الوافد من ثقافات الشرق وأبرزه ( الطب الصيني )



الذي أكثره مبني على فكر الشرق القديم ويختلط فيه تجريب ومهارة مع ما فيه من فلسفات وضلالة وعقائد وثنية . لذلك فالطب البديل يتطلب نظراً فاحصاً حتى لا نقع في الشرك بدعوى الاستشفاء . فإن الله لم يجعل شفاءنا فيما حُرم علينا ، وقد حرم علينا الشرك ، والتشبه بالمشركين .
وتطبيقات الطب البديل المسوقة حديثا واسعة جداً دخل تحت مظلتها كثير من الباطل والجهل إلى جانب الحق والعلم؛ فتجد فيه كثيرا مما ثبت بهدي الكتاب والسنة ، وكثير مما ثبت بالمنهج التجريبي الصحيح، كما تجد كثيرا مما لا يزال في طور التجريب بالإضافة لكثير من الدجل والخرافات بل والوثنيات.
و"الطب البديل" ليس أمراً بدعياً مستحدثاً ، أتى ليحل محل الطب الدوائي

التقليدي الحديث ، فما زال الناس منذ القدم يتداوون بأنواع من الأدوية غير تلك المصنعة كيميائياً في الطب الحديث، إلا أن ثقة الناس بالعلم وتطلعهم للحضارة والموهكذا رغب الناس في الاستشفاء بعيداً عن ويلات الكيماويات فاتسع باب الطب البديل كثيراً ، وتنوعت ضروبه لابسة زي العلم والحكمة بعد أن كان طابعها الشعبية والبساطة ، بل ربما الجهل والدجل والشعوذة مما كان يحصر مشجعيه في دائرة البسطاء من العامة .
وحديثا ساد العالم توجه عام ينادي بالطب البديل ، وفتحت من أجله معاهد وكليات تدرس نظرياته وأسسه في كثير من الجامعات والمراكز البحثية التابعة للمستشفيات ، وأصبح يرتاد عياداته علية القوم وأساتذة الجامعات .
وبنظرة علمية موضوعية شرعية للطب البديل أو الاستشفاء البديل نجد أنه باب واسع يشمل كل ما يستشفى به غير الأدوية المركبة كيميائياً المعروفة بالطب الدوائي أو التقليدي ، ويمكن تصنيف أنواعه كالتالي :
- ما كان مصدره الخبرة والتجربة ، ومنه ما ثبت بمنهج تجريبي صحيح ، ومنه مالم يتجاوز كونه وصفة جربها قليل أو كثير من الناس ، ولم تخضع لدراسة علمية معتمدة . ويختلط في هذا الصنف ماهو جائز في ديننا وما هو غير ذلك ، ومن أمثلة هذا النوع :
الاستشفاء بالأعشاب ، والاستشفاء المثلي ، الاستشفاء بالروائح ،والاستشفاء بالإبر الصينية والاستشفاء بالتغذية وأنواع من الحميات الغذائية ( ينبغي التنبه أن في هذه الأنواع وغيرها ماهو جائز في ديننا ومنها ماهو غير جائز في ديننا كالحميات ذات الأصول الدينية التي تعتمد فيما تحرمه وتحلله ديانات أصحابها ووصايا الكتب المقدسة عندهم ، مثل حمية "الآيروفيدا" المستقاة من تعاليم الفيدا الهندوسية التي تحرم أكل الحيوان ، ومثل "الماكروبيوتيك" الحمية البوذية التي تحرم العسل والألبان والتي تتعدى مفهوم الحمية لتشكل منهج حياة كامل قائم على فلسفة الطاقة الملحدة ، ثم جدواها لم تثبت بدراسات معتمدة صحيحة بل قد سجلت كثير من حالات الوفيات ومرض الخرف المبكر وغيره لبعض من اعتمد عليها ، ومن هذه الأنواع أيضاً مابُني على فلسفة الطاقة الكونية الملحدة وجهاز الطاقة المزعوم في الديانات الشرقية كالإبر الصينية ).
- ماكان مصدره النقل ، وهذا الصنف فيه ماثبت بنقل صحيح من الكتاب والسنة ، وفيه المدعى من بعض أهل البدع ، وفيه ما مصدره تعاليم ديانات أخرى اختلط فيها الحق بكثير من الباطل ومن أمثلته :
1. الاستشفاء بما ثبت بالشرع كالاستشفاء بالقرآن والرقية الشرعية والعسل والحبة السوداء والحجامة ونحوها شرط أن يكون على الهدي النبوي لا بطريقة بدعية كما تطالعنا حلقات الطب البديل التلفزيونية : العلاج بالوجبة القرآنية المكتشفة بشفرة خاصة! أو العلاج المسمى بالاستشفاء بأشعة لا إله إلا الله!! والعلاج بطاقة الأسماء الحسنى !!أو الحجامة على مسارات الطاقة المزعومة !
2. الاستشفاء الشركي الوثني الذي مصدره نقولات وفلسفات القدماء الذين يسمونهم بالحكماء ، كالاستشفاء بخواص مدعاة للأحجار الكريمة والألوان ، وخواص مدعاة للأفلاك ، والاستشفاء بالريكي، والتشي كونغ ، واليوجا ، والتنفس العميق ، والتأمل الارتقائي ، أو الاستشفاء بالحميات الغذائية البوذية أو الهندوسية المعتمدة على عقائدهم وفلسفاتهم ، وغير ذلك كثير مما يندرج تحت عنوان الاستشفاء بالطاقة الكونية أو استمداد طاقة قوة الحياة ويعتمد فلسفة الطاقة الكونية ، التي هي فلسفة ملحدة مبنية على تصور مشوّه للكون والحياة يتصادم مع ثوابت ديننا ومصادر المعرفة الصادقة عندنا .

..
إحدى الفاضلات تسأل لماذا هذا التغيّر في تطلعات النّاس ؟
هل هو ظاهرة صحية؟
أم هو خطر ذو حدين؟
هناك تغير في تطلعات الناس
من قبل كان يوجد حب للتقليد وأيضاً انبهار شديد بالحضارة والنماذج الغربية
مع بعض التقوقع والسلبية
لكن اليوم يبدو لي أن هناك توقد ورغبة في التغيير وصناعة شيء ما
لذلك الناس تتعلق بنظريات تنمية المواهب والتغيير للأفضل
مع نقص شديد في معرفة ماهية هذا العلم ومدى توافقه مع الدين
ما تعليقك بارك الله فيك




التغيير برأيي مطلب فطري في أصله لإبعاد السأم والوصول إلى النجاح والاستكشاف وغيره ، ولكن كأي مطلب إذا لم يحدد له أهداف ومسار ضل وتشعب بأصحابه ، فتغيير أنفسنا للأفضل دوما وتطوير مهاراتنا أمر مهم يتماشى مع معنى العمل والتنافس واغتنام الحياة بالخيرات . أما مجرد التغيير ولو إلى الأسوأ فهذا بلا شك سفه . وقد شهدت دورات تنمية المواهب ونظريات تطوير المهارات المختلفة قفزة هائلة في العصر الحديث من حيث تقنينها وكتابتها والتدريب عليه




ا وأعتقد أنها يمكن أن تكون نافعة جدا للناس ، وكل مافي الأمر أن ينتبهوا من البرامج التي تدعي التطوير وهي عقائد وافدة مدمرة .

أخت فاضلة تسأل وتقول :
بداية أريد السؤال : كثير من الشركات المحلية الحكومية السعودية تعتمد على دورات تطوير الذات وما شابهها للرقي بموظفيها ,, فهل في هذا دور لنشر هذا الفن ,, ولم تعتمد هذه الشركات مثل هذه الدورات للتطوير , ألا يوجد بديل ..
كما ذكرت تطوير الذات أمر مطلوب ودوراته العلمية والمنهجية الصحيحة مطلوبة وإنما التحذير مما يضر العقيدة مما يدعي مروجوه أنه تطوير وهو أوهام وضلالات .

شبهات وردود :



وتقول : هذه بعض من الأسئلة التي واجهنا بها صغار السن الذين لم يتعرفوا على البرمجة العصبية وليس لديهم نية أن يقرأوا للمحذرين من هذا الفن
يقولون :

* أولاً هل من الممكن أن يطلق على البرمجة العصبية أنها علم أم أنها فقط مهارة وفن
ليطلقوا عليها ما يشاءوا فهذه المصطلحات متداخلة وليس مهما هل هي علم أو فن لكن المهم هل هي صحيحة ونافعة أم لا ، وقد سبق التوضيح بشأنها .
* يقولون أن البرمجة العصبية مزيج من عدة علوم كعلم النفس والطب النفسي وعِلم الأعصاب عِلم الأحياء ونظرية النظم وغير ذلك فما حقيقة هذا القول
نعم هي مزيج انتقائي من عدة علوم منها ما ذكر من العلوم المباحة إضافة إلى علوم أخرى غير مباحة ومنها السحر والكهانة .
* البرمجة اللغوية العصبية مجرد دورات إدارية تقدم نصائح وتوجيهات تكسب المرء مهارات ذات مستوى عالي يستطيع معها أن يحقق نتائج إيجابية فيؤثر على مجتمعه ويرتقى المجتمع ويتطور بتطوره
لو كان الأمر هكذا لما اعترض على دوراتها عاقل ، فما أسهل الدعوى وأعز المعنى ..يكفي أن من اعترضوا عليها رموز في العقل والدعوة والصلاح وعلى رأسهم مجموعة من أصحاب الفضيلة كالشيخ سفر الحوالي والشيخ المنجد والشيخ صالح المحمود ، ونخبة من المتخصصين في العلوم النفسية كالدكتور عبدالعزيز النغيمشي والدكتور طارق الحبيب .
*أنتم تهولون الأمر وتقحمون الدين والعقيدة فيها بما يتعارض مع توجهاتكم حتى تصبغون على معارضتكم له صبغة دينية فتنتصرون بمعركتكم.
سيعلمون نبأه بعد حين . وليس للمحذرين مصلحة تددعوهم إلى التحذير غير أن الحق عندهم أبلج .
*فقط لأنه علم جديد ووافد من الغرب أنتم للأسف ترفضونه فكل مستحدث تهاجمونه بحجة أنه يتعارض مع الدين ويمس العقيدة>
المستحدثات والوافدات من الغرب أنواع نقبل منها ما لا يتعلق بالفكر والدين فنتعلم التقنيات ونخطط بمهارات أما ما يتعلق بالفكر والدين والعقيدة فنعم نرفضه بكل استعلا فما عندنا أفضل ورب الكعبة .
*لن نسلم عقولنا لأحد ولن نقبل أن يقودنا أحد فكما لكم عقل وفكر فنحن كذلك ,, لم تخافون أن نجرب ,,دعونا نجرب ونقرر وحدنا
الحرية مكفولة للجميع ولذا نحذر بحرية وبوضوح وما علينا إلا البلاغ .
* الذين نعرفهم من المنتسبين لهذا العلم رجال أفاضل مشهود لهم بالخير والصلاح وحب دينهم , فكيف يرضون بما تحذرون منه
العبرة بالحق وليس بالرجال ومامن أحد معصوم إلا الأنبياء وفي عصر التخصص فإن من تخصصوا في دراسة هذه الوافدات قد بينوا حقيقتها ، وقد يكون هذا فات على كثير من الفضلاء.

*ترديد كلمة أنا غني , أنا قوي أنا سعيد , سأشفى , سأتعافى التي نتعلمها في تطوير الذات وتحذرون منها , لها أصل ديني فديننا يحثنا على التفاؤل ويندب له كما في الحديث القدسي ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) فهذه الكلمات من حسن الظن بالله , أيضا حديث العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ,, فهذا الحديث يحث الإنسان على تطوير ذاته وإلا يقف عند شخصيته ويقول أنا كذا لا أستطيع أن أغير نفسي الله خلقنا كذا ,, لكن ديننا يحث على أن نغير من أنفسنا ونطور ذواتنا ,,***فما تعليقك حفظك الله ..

لنطور أنفسنا على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ، وعلى المنهج المرضي عند الله عزوجل لندعو الله ونبتهل ولنشمر ونجتهد متبعين لا مبتدعين .وإن لي أعناق النصوص ومحاولة الاستدلال على كل ضلالة بالدين منهج سلكه أناس فتشعبت بهم السبل في دروب الضلالة فالحذر الحذر .


* نصيحة تربوية كل من افتتن بهذه التدريبات والوافدات ذات الجذور العقدية ..


مرة أخرى أؤكد أن التطوير والتدريب مجال واسع جميل الدعوة فيه إلى الحرص والانتقاء حتى لا نقع فيما هو تدنيس للفطر وإفساد للنفوس فيما نظن أننا نتطور .

* نصيحة لكل باحث عن السعادة وكلّ باحث عن تزكية نفسه والسمو بها عن النقائص وكل متطلع لعز هذه الأمة وتمكينها .
ليكن همنا تحقيق العبودية وتتبع رضا الله ببذل الجهد في أن نكون في حياتنا كلها وحركاتنا وسكناتنا وكلامنا وصمتنا على المنهج المحبوب عند الله المرضي له سبحانه فمن أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية .
* كلمة أخيرة
نحن بفضل الله عزوجل وبالكتاب والسنة رواد التدريب على منهج السعادة والنجاح والتميز فلنثق بمنهجنا ولنقدم هذا الخير للبشرية فهي متعطشة إليه بدلا من تلقف زبالة الأذهان ووصفات الكهان ...
الله ولينا وهو المستعان ..
نفع الله بكم وجعلكم ممّن ينصر الله بهم دينه وكتابه ..
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




منقول عن منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
http://forum.rashed.ws/showthread.php?t=72919

نسمح بنقل الموضوع على ألا يُغير من كلام الدكتورة شيء مع ذكر المصدر



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس