10 - علّم السائل كيف يتجنّب التهويل . فلا :
تقبل بالعموميات !
( حياتي كلها نكد ..)
( زوجي ما فيه خير ..!!) !!
هكذا يشتكي الكثير بهذه الطريقة من التعميم . .
دخلت امرأة صفوان ابن المعطل رضي الله عنه يوماً على رسول الله تشتكي زوجها صفوان وتقول : يا رسول الله !
إن زوجي صفوان يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس !!
فانظر عموميات الشكوى :
1 - يضربها على الصلاة .
2 - ويفطرها إذا صامت .
3 - ولا يصلي الفجر إلا بعد وقتها !!
وتأمل كيف ستكون ردّة الفعل حين تؤخذ هذه العموميات على وجه التسليم والقبول ؟!
وكان صفوان رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله صلى الله عليه وسلم عمّأ قالت !!
فقال يا رسول الله : أمّا قولها يضربني إذا صليت ، فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها !
فقال صلى الله عليه وسلم :
" لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " !
وأمّأ قولها : " يفطرني إذا صمت ؛ فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر !!
فقال صلى الله عليه وسلم يومئذ :
" لا تصوم المرأة إلا بإذن زوجها " !
وأمّأ قولها : إني لا أصلي الفجر حتى تطلع الشمس ، فإنّأ أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس !!
فقال صلى الله عليه وسلم :
" فإذا استيقظت فصلّ " !!
أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2 / 466
فانظر كيف انقلبت المشكلة إلى لا مشكلة في حين لو قُبلت المشكلة على عموماتها لربما وقع أمر لا يحمد عقباه .
تقبل بالعموميات . .
بل علّمه وساعده على أن يضبط المشكلة في حدودها اللائقة بها .
إنك حين تحدد المشكلة في حدودها الطبيعية فإنك بذلك تعطي مجالا لصاحب المشكلة أن يفكّر بواقعية وعقلية متزنة . . بعيدا عن العاطفة المتهورة .
علّمه كيف يتجنّب التهويل فلا :
تجعله يضخّم مشكلته إلى حد يشعر معها أن لا أحد أصيب بمثل ما أصيب به !
فلعل من المستحسن أن تذكر له حوادث وقعت لغيره وكيف استطاعوا أن يتغلبوا على مشاكلهم !
وهو الأمر الذي كان يربي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وصحابته الكرام حين تعظم عليهم المصيبة . . !!
كان يقول صلى الله عليه وسلم يخاطب نفسه :
" رحم الله أخي موسى أُبتلي بأكثر من هذا فصبر " !!
ويأتيه خبيب بن الأرت في مكة وقد أرهقت جسمه سياط الكفار . .
وسحب على قفاه في رمضاء مكة . .
وقتل إخوانه وعذبوا وأوذوا . .
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر من خلفه همّه . .
يارسول الله .. ألا تستنصر لنا ؟!!
فيقول صلى الله عليه وسلم :
"
كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرق رأسه فينشر ما بين لحمه وعظمه ما يصدّه ذلك عن دينه " !!
11 - اتجه لعلاج السبب ولا تتجه لعلاج الفعل .
القاعدة تقول : لكل سبب فعل ردّة فعل !
قد يكون المتصل أو المتصلة أو محدثك الذي يشكو إليك بليغ اللسان . .
يصف حاله ومصيبته وصفاً ربما أشغلك عن معرفة السبب إلى سطوةالفعل والأثر !!
انظر إلى الأسباب . .
واتجه لعلاج السبب
إحداهن تشتكي الحزن والاكتئاب وانصراف الأهل عنها ومعاداتهم لها !!
ولو بحثت في الأسباب . .
لوجدت أن السبب في سلوكها معهم في تعاملها . .
في خلقها في مبادلتها لهم !!
وزوج يشتكي نفوره من زوجته بسبب أنها لا تتزين له . .
ثم إن بحثت وجدت ان فعلها ردّة فعل لفعله حيث أنه لا يتزين لها ولا يعتني بأبسط معاني النظافة العامة !!
اتجه للأسباب ولا تتجه لعلاج الفعل !