معلمة بمعهد خديجة
|
๑¤๑ الحديث الخامس عشر ๑¤๑
[glow=663333]* الحديث الخامس عشر :-[/glow]
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
[glow=663333]* معاني الكلمات :-[/glow]
من كان يؤمن بالله : المراد الإيمان الكامل .
[glow=663333]* فوائد الحديث :-[/glow]
الفائدة الأولى : أن من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر أن الإنسان إن نطق فلينطق بخير ، وإلا يصمت .
[glow=663333]* أن الكلام ينقسم إلى قسمين :-[/glow]
1- أن يكون خيرًا ، فإنه يقوله بعد تفكرٍ وتأمل .
2- أن يكون شرًا ، فإنه لا يقوله .
3- أن يكون مباحًا .
قال العلماء ، كالنووي -رحمه الله- : الصمت أفضل ؛ لأنه قد يجر إلى حرام .
* لذلك من علامات المسلم أن يقول خيرًا أو يصمت .
يقول لقمان لابنه : "يا بني .. ما ندمت على سكوتٍ قط".
وقال ابن العباس : "رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن شرٍ فسلم".
- وفي قوله : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" : هذا من يصمت إلا عند خير ، هذا دليل على إيمان ، ودليل على أنه مؤمن بالله واليوم الآخر ، لأنه يخشى ذلك اليوم الرهيب العظيم .
يومٌ لو علمت بهــــــــوله .:. لفررت من أهلٍ ومن أوطــــــــانِ
يومٌ يشيبُ الصغيرُ لهـــــــولهِ .:. فكيف بالمقيم على الذنوبِ دهـــــــــور
إن المؤمن بذلك اليوم الذي يخشى أن تسجل عليه الملائكة ، الذي يخشى من هول ذلك اليوم فإنه يصمت ولا يتكلم ولا يكثر الكلام لأنه يخشى من أهوال ذلك اليوم ، يخشى أن يقول كلمةً تُسَجَّل عليه ، يخشى أن يقول كلمةً تهوي به في النار سبيعين خريفًا .. والله المستعــــــــان ..
* فلذلك من علامات الإيمان ، أن يمسك الإنسان لسانه .
في الحديث ، قال -صلى الله عليه وسلم- : "إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النارسبعين خريفًا".
يقول لقمان لابنه : "لو كان الكلام من فضة ، كان السكوت من ذهب".
ولذلك قال ذو النون المصري : "أحسن الناس لنفسه أملكهم للسانه".
فينبغي على الإنسان أن يملك لسانه ..
جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : "من صمت نجا".
وقيل لبعضهم : أوصني ، فقال : إن شئت جمعت لك علم العلماء ، وحكم الحكماء ، وطب الأطباء في ثلاث كامات :
- أما علم العلماء : فإذا سُئلت عما لا تعلم فقل : لا أعلم .
وأما حكم الحكماء : فإن كنت جليس قومٍ فكن أسكتهم ، فإن أصابوا كنت من جملتهم ، وإن أخطأوا سلمت من خطأهم .
وأما طب الأطباء : فإذا أكلت طعامًا فلا تقم إلا ونفسك تشتهيه فإنه لا يَلم بجسدك -أي لا ينزل بك- غير الموت .
والجميع يعرف : "من كثر كلامه كثر سقطه".
* الحث على إكرام الجار ، :"ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" ، وقد جاء في الحديث أن الوصية بالجار حتى أنه ربما يكون يرث ، قال -صلى الله عليه وسلم- :"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
* وحسن الجوار يطول الأعمار؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- : "حسن الأخلاق وحسن الجوار يزيدان في الأعمار".
* وهي من السعادة ؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أربع من السعادة ، وذكر منها : الجار الصالح".
وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر : "يا أبا ذر .. إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".
ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه".
وجاء في الحديث : قال رجل : يا رسول الله .. إن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : "هي في النار".
[glow=663333]* والجيران ثلاثة :-[/glow]
1- جارٌ قريبٌ مسلمٌ ---> له ثلاثة حقوق ، حق[ الجوار - القرابة - الإسلام ] .
2- جارٌ مسلمٌ غير قريبٍ ---> له حقين ، حق[ الجوار - الإسلام ] .
3- جارٌ كافرٌ ---> حق الجوار فقط .
[glow=663333]وقد اختلف العلماء في حكم الضيافة :-[/glow]
1- وجوب إكرام الضيف ، "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" ، وهذا أمر ، والأمر يقتضي الوجوب ، وهذا هو الراجح .
هذا هو الصحيح ، أنه واجب ، والجمهور على أنه سنة .
2- أنه واجب في حق البوادي والقرى .
قال ابن حجر : "وخصه أحمد بأهل البوادي دون القرى".
3- أنه سنة مؤكدة غير واجبة .
قال النووي :"وهو قول عامة الفقهاء".
قال ابن حجر :"وقال الجمهور الضيافة سنة مؤكدة".
*لكن هذا مقيد بيوم وليلة : لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ، قالوا : وما جائزته؟ ، قال : يوم وليلة".
فإكرام الضيف أمرٌ مطلوب ، ومن أخلاق الرجال ، ومن أخلاق الأبطال ، ومن أخلاق الإسلام التي قَلَّتْ في هذا الزمان .. نسأل الله السلامة .
بعد توسع المدن وكبرها أصبح هذا الأمر قليل .. كانت العرب تتشرف بالكرم وكان الكريم هو الأمير ، وكان الكريم هو الذي يكون أكثر الناس .
[glow=663333]* ويكفي في فضل الكرم :[/glow]
- أن الإنفاق يحبه الله ؛ "اليد العليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى".
- وأن الكريم محبوب للناس ، محبوبٌ إلى الله.
فينبغي أن نعوِّد أنفسنا على الكرم فهو من أعظم صفات المسلمين .
ـــــــــــــــــــــــــــ
.:..:. يتبعــ... ---> وإلى الحديث السادس ..
نفعكنَّ الباري يا طالبات العلم ..
بوركتم ووفقتم وسددتم ..
خالص ودّي وحبّي ..
ღ أم عبد الله ღ
.
.
.
|