عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-06, 03:54 PM   #1
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
افتراضي **الرسول يشكونا**

أحبتى فى الله

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
القرآن الكريم حبل الله المتين ، والنور المبين ، يؤجر المؤمن على تلاوته ، والإستماع إليه ، وحفظه ، والصلاة به وتدبره ، والعمل بما فيه ، وإن صدراً ليس فيه شيئاً من القرآن كالبيت الخرب ، وإن حافظ القرآن يُكسى والده تاجاً يوم القيامة ، فكيف به هو ؟؟! .

يقول الله تعالى : (*وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً *) .
[الفرقان : 30]
وقال الرسول شاكيًا ما صنع قومه: يا ربِّ إن قومي تركوا هذا القرآن وهجروه ، متمادين في إعراضهم عنه وتَرْكِ تدبُّره والعمل به وتبليغه. وفي الآية تخويف عظيم لمن هجر القرآن فلم يعمل به ، فهلا خُفنا وعملنا به !!
أحبتى فى الله ....
خروجنا من النفق المظلم الذى تسير فيه أمتنا الآن ، وعودة عزنا ومجدنا ، مرتبط بقوة تمسكنا بكتاب الله ، وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أحبتى فى الله ...
كم من سنوات تمر بنا ، ونحن نخطط لأهداف فى حياتنا ، ونسعى جاهدين لتحقيقها ، وربما ترهقنا الحيل فى سبيلها ، ثم نكتشف أنها لا فائدة لها .
والغريب أننا نسينا شيئاً مهماً جداً ، ويسيراً جداً ألا وهو : أن القرآن الكريم هو أقرب طريق لتحقيق كل هدف : فى الدنيا ، وفى الآخرة ، وفيهما معاً .
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " يجىء القرآن يوم القيامة فيقول : يارب حَلِهِ فَيُلبس تاج الكرامة ثم يقول : يارب زده فَيُلبس حُلة الكرامة ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة "
رواه الترمذى وقال هذا صحيح
وعجباً لأمر أمة تهجر كتاب ربها ولا تتمسك به وتنتظر أن يـأتيها النصر من عند الله ، وعجباً لأمر مسلم ترك كتاب ربه ويشكو ويقول حالى وحالى ، ويشكو ويقول دعائى لا يستجاب ، فهلا نظرنا فى كتاب الله واتبعنا أحكامه وطبقناه على أنفسنا ، ولا تقل لى حكوماتنا وما تفعله ، إبدأ بنفسك .
والله ما إنتصرت هذه الأمة وما علت إلا بتمسكها بكتاب الله ، واقرأوا التاريخ وانظروا لفترات المجد فيه ، والله ما إنتصر المسلمين فيه أبداً بقوة سلاح وعتاد أو كثرة عدد ، وإنما بهذا الكتاب المنير الذى هجرناه .
وتمعن معى فى تلك الآية
(*وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً *) .
(وَقَالَ الرَّسُولُ) مناديا لربه وشاكيا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على ذلك منهم: (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي) الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، (اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه.
فهل نتحمل أنا أو أنت شكاية الرسول لنا لربه جل وعلا لا والله أبداً ما نستطيع .
وختاماً أقول ...
لقد مزقوا كتاب ربك ..لأنهم لا يعرفونه !!
فهل تعرفه أنت ؟!!؟
لقد سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لأنهم لا يعرفونه !!
فهل تعرفه أنت ؟!!؟



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس