عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-11, 08:40 PM   #8
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

الأربعون النووية الحديث الثالث الدرس الثالث
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أعمالنا وسيئات أعمالنا، فإنها من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...
وصلنا بفضل الله ومنه وكرمه إلى الحديث الثالث من هذه الأربعين المباركة لهذا المبارك السيد الحصور أبو زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى.
الحديث الثالثعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
هذا الحديث من جوامع الكلم حتى أن ابن مهدي وابن المديني قالوا:
إن مدار الأحاديث على أربعة: فذكروا منها حديث «إنما الأعمال بالنيات» وحديث «لا يحل دم امرئ مسلم» «وبني الإسلام على خمس» الحديث الذي معنا، وحديث« البينة على المدعي ».
صحابي الحديث: هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وكنيته كما ذكرت فهو أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أمه زينب بنت مظعون وهي أخت عثمان بن مظعون رضي الله عن الجميع، عبد الله بن عمر هو أحد العبادلة الأربعة المشهورين بالعلم والفتيا والزهادة توفي t قيل سنة ثلاثًا وسبعين، وقيل سنة أربع وسبعين من الهجرة وعمره قيل أربع وثمانين سنة، وقيل ست وثمانين سنة فرضي الله عنه وأرضاه.
الكلمات الغريبة:
بُنِيَ: بمعنى أسس، «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ» أي :على خمسِ دعائم وأركان شهادة : التكلم بها أي (بلا إله إلا الله )عارفًا لمعناها عاملاً بمقتضاها باطنًا وظاهرًا، و لابد أن تكون إقرار عن علم ويقين.
قال: «شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ» أي لا معبود حق إلا الله، أو لا معبود بحق إلا الله «وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» الرسول من أوحي إليه بشرع جديد وأُمر بتبليغه قال: «وَإِقَامِة الصَّلَاةِ»الصلاة لغةً: الدعاء، شرعًا :أقولا وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.
قال: «وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ» إيتاء بمعنى إعطاء.الزكاة لغة: الطهارة والنماء، وشرعًا: جزء من المال عند مالك النصاب يعطى للمستحق الذين هم الأصناف الثمانية المذكورة.
«وَحَجِّ الْبَيْتِ»الحج لغةً:القصد.وشرعًا: هو قصد البيت الحرام في زمن مخصوص على وجه مخصوص.
قال: «وَصَوْمِ رَمَضَانَ» الصوم لغة: الإمساك.شرعًا: إمساك مخصوص عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
المعني الإجمالي: نقول في هذا الحديث المبارك يمثل النبي r لنا الإسلام ببنيان له دعائم وأسس يبنى عليها قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ» كأن النبي r يخيل لنا ويمثل لنا الإسلام ببناء هذا البناء له أسس وله أركان يبنى عليها، هذه الأسس الخمسة المذكورة معنا في هذا الحديث لا يثبت البنيان بدونها و ما سوى هذه الخمسة من خصال الإسلام هي مكملات لهذا الإسلام، ولكن نضع ضابط إلا ما أتى دليل يدل على لزامه ووجوبه على المسلم .
شرح الكلمات بتفصيل بسيط.
يقول النبي r في أوله قال: «بني الإسلام على خمس» بني هذا الفعل يسميه العلماء (مبنيٌ لما لم يسمى فاعله ) أي لم نذكر الفاعل( الله عز وجل) للعلم به فبني الإسلام معناها أي بني الله الإسلام،كما في قوله تعالى ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28] وخلق الإنسان، (خُلِقَ)(فعل مبنيٌ لما لم يسمى فاعله) لماذا لم يُسمى فاعله؟لأنه معلوم، تقول ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ أي و(خلق الله) الإنسان ضعيفا أي أمام الشهوات فهو ضعيف لا يتمالك ليس له عزم،فيكون معني اللفظة: أي أسس الله الإسلام على خمس دعائم أو أركان.
قال «بني الإسلام على خمس»: الإسلام لغة: في حقيقته الاستسلام والخضوع
الإسلام شرعًا يطلق على ثلاث معان:
المعنى الأول الإسلام الخاص: وهو الذي أرسل به محمد r وهذا الإسلام يطلب من جميع الخلق أن يدخلوا فيه أتى دين الله U مع نبيه فلزم كل الخلق أن يدخلوا في هذا الإسلام الخاص قال تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، وفي حديث أبا هريرة عند مسلم أن النبي r قال «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
فإذن ببعثة النبي r صار دينه هو الدين المطلوب وغيره من هذه الأديان الأخرى صارت أديان باطلة كمثل النصرانية، واليهودية ، وهذا فيه رد على من يقول المؤمن من أهل الأديان يقول طيب هو يهودي أو نصراني أو غيره، المؤمنون من أهل الأديان نقول ببعثة النبي r«لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
وكذلك أيضا في حديث لذة الإيمان، ذاق حلاوة الإيمان من هذه الثلاثة قال: «وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
في إحدى الألفاظ عند مسلم قال: «وأن يكره أن يعود يهوديا أو نصرانيا كما يكره أن يقذف في النار» فنحن نقول أن من أتى الله U بعد بعثة النبي r بأي دين فهو غير مقبول ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾.
المعنى الثاني الإسلام العام: هو دين الأنبياء جميعًا كما في قوله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]. فنوح كان مسلما، وإبراهيم كان مسلمًا، وموسى وعيسى كلهم مسلمون، أي مسلمون الإسلام العام.
الإسلام العام معناه ثلاثة أشياء متراكبة ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الثلاثة أصول لما عرف الإسلام قال:
ام محمد الظن غير متواجد حالياً