عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-11, 02:47 PM   #3
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي الدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني
من البحر الرائق في الزهد والرقائق
بسم الله الرحمن الرحيم، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلى على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وسلم.
أما بعد نبدأ الدرس الثاني من كتاب البحر الرائق، وكنا ذكرنا أسئلة في الدرس الماضي وهذه الأسئلة تعتبر مهمة ، إن شاء الله يكون منها فهم الموضوع وكذلك حسن الإجابة على الأسئلة في الامتحان إن شاء الله.
س: ما هي أهمية علم التزكية؟.
س: ما هو المنهج الصحيح للتزكية، وما هي المحاذير؟
س: كيف تتيسر نية الإخلاص، وعلى من تشق؟
س: من تعريف الإخلاص (هو تجريد قصد التقرب إلى الله تعالى عن جميع الشوائب)، اشرح هذا التعريف مع ضرب الأمثلة.
و للتسهيل تجريد تنفي الشرك، وقصد التقرب ، تخص الطاعات وتخرج المباح، أي أن الإخلاص خاص بموضوع الطاعات والعبادات عن جميع الشوائب تشمل جميع الآفات، لا تخص الرياء فقط، فما معنى تجريد قصد التقرب وما معنى الشوائب؟
س: قال بعض السلف رب عملٍ صغيرٍ تعظمه النية، ورب عملٍ صغيرٍ تصغره النية اشرح هذه العبارة ومثل لما تقول؟
الدرس الجديد:
الشرط الثاني من شروط قبول العمل
متابعة السنة فالسؤال يكون ما هي شروط قبول العمل؟
الشيخ حفظه الله يقول الشرط الثاني لقبول العمل(أن يكون العمل مطابقًا لسنة النبي r )سنة النبي rفي الدرس هل كان الصحابة يجلسون في الدرس هكذا مستندين للجدر؟ هل هذه الجلسة سنة أم بدعة؟ وما فائدة أن تجلس مستندا للحائط؟ وما هو هدي النبي r في درس العلم؟ هل كانوا يجلسون متفرقين هكذا أم متقاربين ؟ما الفرق بين الأخ الكريم صاحب الوجه السمح هذا الذي يجلس في الأول، والأخ الكريم صاحب الوجه السمح هذا الذي يجلس في مؤخرة المسجد؟، الفرق كبير، أنت لا تجلس هنا بطبعك اجلس بنيتك ودينك طبعك سيضرك، فالأخوة والحب في الله وعدم التكلف لا يحمل الإنسان على أن يخالف، أدب طلب العلم ولا سنة النبي r فمن بركة هذا العلم أنك تحمل نفسك على أدب العلم، فلا تركن ظهرك إلا لحاجة وعذر وتقترب ولا تجلس بعيد لأن هذا من تعظيم العلم أن تقترب وتهتم،
(فالشرط الثاني لقبول العمل أن يكون العمل مطابقا لسنة النبي r لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، في أمرنا المراد بأمره هنا دينه وشرعه فهو رد أي غير مقبول، وفي رواية لمسلم:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»فهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الإسلام، فكما أن حديث «الأعمال بالنيات» ميزان للأعمال في باطنها فهو ميزان للأعمال في ظاهرها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله) عندنا حديثين، حديث يقول النية «إنما الأعمال بالنيات» وحديث يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» فهما أساسان للعمل ظاهرا وباطنا، فالعمل إن وافق السنة ظاهرا وكان خالصا لوجه الله باطنا فهذا هو العمل المقبول، فقوله rلَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا» إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة فتكون أحكام الشريعة حَاكِمَةً عليها بأمرها ونهيها -أي بأمر الشرع ونهيه- فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشريعة موافقا لها فهو مقبول، ومن كان خارجا عن ذلك فهو مردود.).
فقوله من أول «لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا»هذه جملة مهمة إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه العمل لو سئلت في هذا الحديث في قول النبي r «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» أو «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا» ماذا يشير إليه هذا القول؟ نقول هذا إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة.
والمقصود بهذا السؤال وهذه الإجابة التنبيه على الفوائد الموجودة في الحديث التي ينبغي للطالب أن يخرج بها من الدرس في حياته العملية.
(أخبر النبي r عن السبيل التي ينبغي للعباد أن يسلكوها حتى لا يكونوا يوم القيامة من المغبونين، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف: 104] أبو إسرائيل لما وقف في الشمس وصام وامتنع عن الكلام فالنبي r أقره على بعض الأشياء ونهاه عن بعضها، فالإنسان لو تُرك سيبتدع في الدين ولا يتقرب إلى الله وإنما يبتعد عن الله تبارك وتعالى لأنه يفتح بابا للشيطان يُضله حتى لو كانت له نية حسنة، ما ذنبه وله نية حسنة؟ أنه لم يطلب العلم أو لم يطلب هدي النبي r، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ فالسبب هو أنهم لم يتبعوا هدي الأنبياء وإنما اتبعوا أراءهم وما أحدثوه فضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، (قال r في حديث العرباض بن سارية: «فإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة» فالكلام في الدين «سيرى اختلافا كثيرا»أي في الدين «إياكم ومحدثات الأمور» في الدين في الشريعة، «فإن كل بدعة ضلالة» كل محدثة ضلالة، البدعة هو الأمر المحدث في الدين البدعة الشرعية.
(فهذا إخبار منه r بما وقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات، وهذا موافق لما روى عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة) أخطر البدع هي بدع العقائد ولذلك أصحاب الفرق مبتدعة، (وأنها أي الفرق- كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي r وأصحابه) لأن من خالف ذلك فقد أحدث، ومن ثبت على هدي النبي وأصحابه فقد ثبت على السنة واستقام (ففي هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة هي الطريق المسلوكة) سلك النبي طريقا، وسلك الصحابة طريقا فهذا الطريق أوصلهم، فأنت تريد أن تصل تسلك طريقهم (والسنة هي الطريق المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي r وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله)
س: ما هي السنة الكاملة عند السلف؟
الجواب: (هي التمسك بما كان عليه النبي r وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة مع اجتناب محدثات الأمور،).
قوله (مع اجتناب محدثات الأمور)،ما فائدة هذه الزيادة؟ أن الإنسان التوحيد يجد أنه يقول لا إله إلا الله فيها نفي وإثبات، فإثبات التوحيد مع نفي الشرك النفي مع الإثبات مهمين جدا لكمال المعنى، فسلوك الطريق مع اجتناب محدثات الأمور، تحذر أن تحدث في الدين وتجتنب ما أحدثه الناس في الدين (وهذه هي السنة الكاملة) بمفهوم السلف- (وقوله r «عضوا عليها بالنواجذ» كناية عن شدة التمسك بها. والنواجذ: الأضراس) والعض والتمسك الشديد ،فيه دلالة على الخوف والحذر وأن هناك من يريد أن ينزع منك هذا الأمر، يعني أمر أنت تعض عليه بأيديك وأسنانك يبقى لازم فيه دوافع ونوازع وأمور تحاول أن تحول بينك وبين هذا الأمر.
عضوا عليها بالنواجذ» وقوله:r «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» هذا تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة والمبتدعة) في الدين لأن الكلام في الإخلاص أي في الدين أي في العبادات والطاعات والكلام عن البدع أي في الدين في العبادات والطاعات، أما البدع فيما ليس دين مثل هذه الأعمدة خراسانية وكانت قبل ذلك مثلا من نوع آخر أو كذا، هذه بدع دنيوية هذه ليست محرمه ولا محظورة، وإنما الكلام في البدع الشرعية في البدعة في الدين وقوله r«فإن كل بدعة ضلالة» فأي إحداث في الدين لا يتوقف عن نية صاحبه حتى نحكم عليه وإنما يحكم عليه بالضلالة سواء كان ذا نية حسنة أو سيئة؛ لأنه ليس له أن يشرع حتى ولا لنفسه، أبو إسرائيل كان واقفا بنية صالحة نحسبه، ولكن هذا باب خطير يكون من خطورته أنه يؤدي إلى نسخ الدين وتشريع دين جديد، فلو كل واحد أحدث أمر ستموت السنة وتنمحي، وسيتجدد للناس دين كل زمان بما يوافق هواه، وما يوافق نشاطه واجتهاده أو كسله، ولذلك النصارى واليهود غيروا الدين بسبب البدع، فأخطر حاجة في البدع أنها تمسخ الدين وتمحوه والرسل هم أعلم الناس بما يرضي الله فكيف يستغني الناس عن شرع الرسل وما جاء بالوحي المعصوم بآرائهم فسواء كانت نيتهم حسنة أو سيئة فإنها ضلالة لأن النتيجة ستؤدي إلى الضلال، فالبدعة لابد أن نحذرها حذرا شديدًا ونكرهها فإن السيئة والمعصية كراهتها واضحة وظاهرة، أما البدعة فأمرها خفي، ولذلك خطرها أشد فيكره البدعة كل عالم فقيه لأن خطورتها أشد صاحب المعصية يتوب لأنه يعلم أنه مخالف إنما صاحب البدعة قد يرضى عن نفسه ويعجب بعمله، فلذلك فإن خير الهدي هدي محمد r كما في الحديث «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها» الأمور التي في الدين، شر الأمور في الدين محدثاتها «وكل بدعة ضلالة» فهي ضلالة أي بعد عن طريق الحق، وعن طريق الاستقامة.
(فقوله r «كل بدعة ضلالة» من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين شبيه بقوله r: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد») يعني ممكن واحد يحدث ما هو منه؟ نعم، يعني ممكن الدين يسع أن تفعل شيئا من الدين من السنة، ولكن فيه وجه هذا الوجه هو المحدث، ولا يخالف الدين لا في أصله ولا في فرعه، وستأتي أمثلة على ذلك (فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى دين ولم يكن له أصل في الدين يرجع إليه فهو ضلالة) إذن لو كان له أصل يرجع إليه بقول العلماء ويوافق فليس ضلالة، فمن أحدث في الدين ما ليس منه (ولم يكن له أصل في الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية) بدعة لغة يعني أمر محدث بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الشرعي، أي ليس دينا محدثا، وإنما هو أمر محدث يوافق الدين، ويوافق السنة (ومن ذلك قول عمر t لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في مسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال: «نعمت البدعة هذه») فلم تحدث في عهد أبي بكر وإنما كانت كما يذكر : تفسير قوله نعمة البدعة، يقول: (فهذا الفعل وإن لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ولكن له أصل في الشرع يرجع إليه) هذا الأصل هو:
ما هو المسوغ لصلاة التراويح جماعة في رمضان ؟ لما يلي من الأسباب:
1-(أن النبي r كان يحث على قيام رمضان ويرغب فيه)، هذا واحد، طيب فالنبي كان يحث على قيام الليل فهل نصلي قيام الليل جماعة؟ لما نقول لك هذا واحد لأن الأسباب ستجتمع كي تفسر النتيجة.
2- (كان الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحدانا) إذا كان فيه جماعة تقام في رمضان في المسجد.
3- (صلى بأصحابه r غير ليلة) يعني فعله النبي r (ثم امتنع معللا بأنه خشي أن يكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به) فلما انقطع الوحي ذهبت العِلة، لم يبقَ هذا الخوف لأنه لا تشريع بعد الوحي، فهذه الأسباب مجتمعة جعلت مسوغ لصلاة التراويح في رمضان جماعة،إذا قوله: «نعمت البدعة» فالبدعة هنا لغة وليست بدعة ضلالة أو بدعة شرعية، 4-(ومنها أنه r أمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين) فلو كان عمر الذي أمر به رضي الله عنه وأرضاه فهو من الخلفاء الراشدين.
(وروى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن إبراهيم بن الجنيد قال سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة: فما وافق السنة فهو محمود)، لا يوجد تناقض، ما وافق السنة لا يسمى بدعة، وإنما يمكن أن يُبتدع أمر يوافق السنة يبتدع لغة ويكون اسمه سنة حسنة «من سن في الإسلام سنة حسنة» فهو محمود، وما خالف السنة يعني ليس له أحدث في أمر النبي r وفي دينه أمرا يخالف السنة فهو مذموم وهذا هو البدعة الضلالة،(واحتج الشافعي بقول عمر t «نعمت البدعة» ) .
نأخذ مثلا الترغيب في إفطار الصائم، تفطير الصائم هذه سنة وأمر مأمور به، فهناك من يصنع طعام أو يجهز سندوتشات ويقفوا على الطريق يوقفوا السيارات ويفطروا الصائم ابن السبيل هذه سنة حسنة لأن لها أصل في الدين موافق أمر النبي r وفعل النبي r، وفعل الصحابة، أما كون أن الآن كثرة السفر ويفعلوا هذه الطريقة تسمى سنة حسنة، وكذلك يقف على باب المسجد ويضع طيب للناس التي تدخل المسجد، ممكن يطيبه، هذه سنة حسنة لأن «إذا عرض عليك الطيب فلا ترده» والطيب مستحب ومرغب فيه فمن فعل هذا يبقى فقد استن سنة حسنة، وكذلك كمن صنع حامل المصحف ، وأتى به إلى المسجد يتقرب به إلى الله U هذا سنة حسنة لأن رفع المصحف وتكريمه وعدم وضعه على الأرض هذه من هدي السلف، وكذلك من السنن الحسنة كمن أعد برنامجا للآذان تنزله على الهاتف يأتي وقت الآذان يؤذن هذه سنة حسنة بالرغم أنها بدعة ، لم يكن فيه هاتف أصلا، فما بالك إذا كان هو جعل الآذان يؤذن في وقت الآذان على الهاتف فهذه سنة حسنة، وكذلك المصحف، لأن لم يكن فيه مصاحف مطبوعة جمعوا المصحف فسنة حسنة، فطباعة المصحف سنة حسنة، فمثل هذه الأمور سنة حسنة.
(وفي هذا الزمان أو هذه الأزمان التي بعد العهد فيها بعلوم السلف يتعين ضبط ما نُقل عنهم من ذلك ليتميز ما كان من العلم موجودا في زمانهم وما أحدث في ذلك بعدهم فيعلم بذلك السنة من البدعة) ما هي السنة المحمودة حتى نميز بينها وبين السنة الضلالة؟ (صح عن ابن مسعود أنه قال: «إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول») فقد كان الصحابة يمشون مع النساء، والنبي سافر مع نسائه، ، وكان يمشي بجوارها، وكذلك وقف مع صفية في الشارع ،هل ثبت أن امتنع عن وضع العطر أو ثبت مثلا دليل أن النبي r لما يكون واقف مع زوجته كان لا يضع العطر كي لا يشم أحد الرائحة،ثم يشتبه عليه الأمر من الذي وضع العطر الرجل أم المرأة؟ فهذا تنطع، وبدعة لأنه يتقرب به إلى الله،يظن أن هذا نوع من القربى والورع فالبدعة خطورتها ليست عند عوام الناس فقط، وعند المتدين لأن المتدين ممكن ومن السهل جدا أن يبتدع في الدين سواء كان رجلا أو امرأة.
(وروى ابن حميد عن مالك قال: لم يكن شيء من هذه الأهواء في عهد النبي r وأبي بكر وعمر وعثمان. وكان مالك يشير بالأهواء إلى ما حدث من التفرق في أصول الديانات من أمور الخوارج والروافض والمرجئة ونحوهم ممن تكلم في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم، أو في تخليدهم في النار، أو في تفسيق خواص هذه الأمة أو عكس ذلك ممن زعم أن المعاصي لا تضر أهلها، وأنه لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد).
ام محمد الظن غير متواجد حالياً