عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-11, 02:53 PM   #6
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

(وكذلك من الأدلة على شرف العلم وفضله: ما رواه مسلم عن أبي هريرة t عن النبي r أنه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له») أو علم ينتفع به يعني تؤلف كتاب مثلا، يكون شرائط، طبعا هذا المعنى صحيح الذي يؤلف كتاب وله شرائط مثل كتب الأئمة ابن تيمية وغيره، وابن القيم أو الأئمة الأربعة هذا صحيح إنما نحن نتكلم على وضعنا ،أنت تريد أن يكون لك حظ من الحديث ماذا تفعل؟ ممكن تحفظ أحد الفاتحة، تحفظه حديث «بني الإسلام على خمس» تحفظ أولادك ، تعمل أي شيء ثم اتركها لله، يعني أنت تريد علم ينتفع به، أنت لو علمت ولد الفاتحة يصلي بها طوال عمره، لو علمته الوضوء هذا علم ينتفع به فاحرص على نصيبك ولا تجعل المعنى الكبير يحجبك، المعنى الكبير هذا لا يحجبك عن مطلق المعنى يعني أي شيء يتحقق فيه هذا المعنى فإنه ينفعك إن شاء الله تبارك وتعالى «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
(ومن الأدلة كذلك على شرف العلم وشرف طلبه :هو حديث رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم وصححه من حديث أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله r: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا هذا بأحسن المنازل عند الله، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الأجر سواء» فالموضوع هذا أمره سهل نحن نرى ناس من أهل اليسار ولهم نفقات عظيمة جدا يسهل عليك طبعا أن تقول أنا لو عندي مال أعمل مثله طيب هل هذه هي نيتك فعلا، هذا هو السؤال، يعني أنت فعلا ناوي ذلك، لو قلت لك أنا لو أعطيتك مائة ألف جنيه ماذا تعمل بها؟ تقول لي حاجات، أقول لك اكتبها وهات الورقة وسأحتفظ بها ، لو أتتك المائة ألف جنيه فعلا وأخذتهم في يدك الورقة التي معي لن تجد فيها أي نية من النيات الجديدة التي تأتي لك، ستأتي نيات جديدة مع المال فأنت ماذا تفعل؟ تعرف هل فعلا نيتك كذلك أم لا؟ بالعملية النسبية، أنت لو حافظ قرآن ماذا تعمل؟، تقول أصلي بالليل، طيب أنت حافظ كم معين هل تصلي به، انظر لعملك في حالك الذي أنت فيه، وشيء ثاني تأكد أن ربنا سيمتحنك فلله الحجة البالغة يعني لو قلت لو أن لي مثل مال فلان لعملت مثل ما عمل ستمتحن ليس أن يكون لك مثله ستمتحن امتحان بسيط جدا فيه نفس المعنى بالضبط نفس المعنى ثم تجيب على الامتحان إن صدقت فربنا يثبتك والدعوة سهلة فالله تبارك وتعالى يمتحن العبد لإظهار صدق النية ولا يترك العبد لدعواه، فهذه مسألة أولى، أنك تمتحن يعني ممكن تقول أريد أن أصلي بالليل والله يوقظك إما أن يا تقوم تصلي إما أن تنام ثاني، تعرف ربنا لم يوقظك لما تثبت ، يتصدق عليك إذا شاء أنه يتصدق عليك وتظل نائما إنما نحن موهمون بأنا نصدق أنفسنا في ، السخاء بالعزم مادام أنه كلام فقط يبقى سهل يعني ممكن تتكلم تقول أنا أصلي، وأنا أصوم، وأنا أتصدق، والله لو معي أعطي، إنما النفس لما يكون كلام فقط سهل جدا يسهل عليك أنك تتكلم وتقول ماتريد.
الأمر الثاني: فيه فرق أن فيه عمل وفيه نية بمعنى ، أن العمل نفسه فيه درجات ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [هود: 7]. العمل يعني واحد يهم بحسنة ولم يعملها يأخذ أجر على الهم، وإن عملها يأخذ عشرة أو أضعاف مضاعفة، فهذه المضاعفات ، أنت لما تتمنى أن تعمل عمرة وشاهدت واحد طلع عمرة يعني إن شاء الله ربنا يكتب لك عمرة ويجعلك صادق، طيب الذي ذهب وراح وعمل عمرة فهذا سيبتلى ابتلاءات وأعمال زائدة فالله تبارك وتعالى يجزي على الخير وإن كان مثقال ذرة، فالمفهوم من الحديث أن نيتك هذه عمل صالح ولكن اعلم أنها ليست أمرا سهلا وأنك ممتحن فإذا أردت فعلا هذه الحسنة فعليك بمراقبة هذه النية واليقظة للامتحان حتى تحقق هذا الأجر ولا يكن هناك إيه مجرد دعوة.
«ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوأ المنازل عند، ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء» يعني عزم ليس مجرد خاطر أيضا ولا مجرد وسواس وإنما هو انعقد عزمه لأن هذا أيضا من عمل القلب وليس مجرد خواطر وحديث نفس لا لو تمكن مثل أن ذهب انقطاع في الصوت؟؟؟
وهذا الحديث فيه مقاطع هي صحيحة وليست مجرد حسن لغيره هي صحيحة الإسناد فهذا الحديث من ناحية الإسناد حسن لغيره إلا أن معناه ثبت في أحاديث أخرى صحيحة أيضا، ولذلك قال الألباني حسن لغيره.
«من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم» يعني ﴿وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ﴾ [النور: 41]. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ [الأنبياء: 79]. يقولوا الطير تكون طائرة ولما داود u يقرأ ويرتل تصف وتقف فكأن ، لله ملائكة سياحين بمجرد طلبك للعلم تنزل الملائكة تضع أجنحته أي تمتنع عن الطيران والسياحة وتنزل تحف بك، ولذلك أنا أقول لك قرب مني كي تحفنا الملائكة أريدك أن تجعل هذه المعاني راسخة في قلبك أنك تقترب في جلسة علم وتتحلق وتتداخل وتحس أن هذا له أثر تربوي أنت تريد الجلوس براحتك وهذه صفة من صفات الكسل، وليست من تعظيم العلم، ولا بركة العلم هذا أمر له علاقة بالنشأة لأننا نشأنا وتعودنا نعيش على راحتنا لم ننشأ على لزوم الأدب فأريدك أن تربي نفسك وتؤدب نفسك أن تحملها أن لا تأخذ راحتها في سوء الأدب وخاصة في درس العلم هذا سيؤثر جدا على قلبك ستجد نفسك تحس، بشعور في قلبك فيه مسكنة، وفيه افتقار، النفس لها سلطان يبقى لا تنتفع، النفس تنكسر ولا تأخذ هواها وأنت الذي تكسرها وتلزمها طبعا وأنت تجر نفسك كي تأتي بجانبي هنا وتسمع كلامي تأتي ببطء وتثاقل شديد جدا ، صفة نفس يعني لا يسهل عليها الاستجابة للكلام يعني تتحرك بصعوبة أنا أريدك أن تنتبه من هذه الصفة، هذه نفسك ماذا تعمل معها خذ منها موقف قوي خلي السلطان للإيمان، والعلم، والقلب.
وصلى الله على الصفوف الأولى، فعلا معنى فعلا يشعر به القلب الأخوة الذين في الصفوف الأولى هؤلاء عليهم صلوات الله وملائكته،لأنهم قدوة، وأسوة، وتعدوا مرحلة، ومازال العبد يتقدم يتقدم يتقدم حتى يقدمه الله، ولازال العبد يتأخر يتأخر يتأخر حتى يؤخره الله، تجده مثلا جاء المسجد مبكرا في صلاة الجمعة ومع ذلك تجده يجلس في مؤخرة المسجد، لا يريد الزحام طالما أنه سيسمع الخطبة لا مانع أن يجلس في المؤخرة في المكان الفارغ ، هذه صفة في منتهى السوء هذا بالنسبة لطالب العلم إنما هو أحسن من غيره كثير، غيره يصلي في الشارع وقبل أن يُملأ المسجد حجز له مكان علي الرصيف وينتظر حتى تأتي الصفوف بجواره ما تأتي لعنده هذا يعني إيه، هذا كسل وغفلة، وهذا قلة فقه، الله المستعان.
«وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد» استغفار الحيتان للعالم هذا ثابت في حديث أيضا حديث صحيح لكنه أمر يبين لك مدى هذا الأمر عند الله U يعني هذا العلم فيه حفظ الأرض والبحر والدواب، هذا العلم فيه بركة عمارة الأرض.
«وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» فالليل يمثل الظلام والفتن والعلم يمثل النور، والعالم يمثل المنير للناس فلو لم يوجد قمر ونحن في آخر الشهر الناس تتخبط في الظلام، هذه الكواكب علامات مميزة كيف يتجه؟ يمنة يسرة ، إنما يريد تمشي في طريق وأنت البدر، البدر الذي ينير للناس طريقهم «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء» الذي يرثك ابنك أنت نسبتك للنبي العلم، ترث العلم أنت ابنه يعني أنت أقرب الناس له، النسب الذي بينك وبين النبي ، العلم الرباني «وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
ونأتي لكلام سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وهو يتكلم عن العلم يقول: (القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح) عالم رباني هذا سبيلك فإن لم تكنه، فتكن متعلم على سبيل نجاة فإن سبيل نجاتك العلم، لأنك تجد الناس ثلاثة فإما أن يكون عالم، أو متعلم، أو همج، وهمج رعاع، الهمج الرعاع اتصفوا بهذا الوصف لأنهم ليس عندهم علم ولم يطلبوه ولم يتعلموا، فوصف تارك العلم وتارك التفقه هجم رعاع.
ما أثر جهل هؤلاء وما هي مظاهر الهمجية؟ أتباع كل ناعق، كل من يصيح بهم بمبدأ بفكرة بكذا لا يوجد عندهم نور يميزوا به بين الحق والباطل، فهؤلاء يروحوا لبراليين، علمانيين، اشتراكيين، ديمقراطيين، لا يوجد عندهم نور يتخبطون في الظلام (أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح) يعني يميلون مع الهوى، يحركهم الهوى، الريح تميل الأغصان فهم مثل الغصن والريح مثل الهوى فتأتي أي ريح يميل معها، يميلون مع أهوائهم، لماذا؟ (لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق) فهو نور يستضيئوا به فيتبعوه ويتبعوا الهدى، وركن وثيق يحميهم من الأهواء (العلم خير من المال) يعني طلب العلم خير من طلب المال، فلا يشغلك طلب المال عن طلب العلم (والعلم يحرسك وأنت تحرس المال) العلم يجعلك سيدا، يحرسك يقف عليك حارس يحفظك، والمال يجعلك عبدا يستخدمك في حراسته وهذه المقارنة لإظهار فضل العلم وأما المال هنا يتمحض في صورة الدنيا، أما المال كما سبق معنا في الحديث إذا كان معه العلم (ونعم المال الصالح للعبد الصالح) وكان إنفاقه في الخير فليس بمذموم، (العلم يزكو على الإنفاق وفي رواية «على العمل») تحفظ قرآن وتريد أن تثبت في قيام الليل والمراجعة تحفظ أحاديث، تحفظ علم تريد أن يزكو يبقى تدرسه وتعلمه «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فتعلم العلم وتدرس العلم، وتعمل بالعلم يزكو العلم، يزداد ويثبت ويبارك (والمال تنقصه النفقة) وتنقصه النفقة ،مطلق النفقة وليست الصدقة لأن الصدقة فإنها لا تنقص المال، لأن الله تبارك وتعالى يخلف ويبارك (العلم حاكم) فالعلم يقول افعل ولا تفعل حلال حرام حاكم، (والمال محكوم) ليس حاكما فلو صار المال حاكما يصير حاكما طاغيا، لأنه خلق ليكون مخلوقا ولا يكون حاكما (والمال محكوم عليه، ومحبة العلم دين يدان بها) هذا عبادة قال معاذ بن جبل «تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربى،_فالعلم يبين الحلال والحرام_فهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، وبه حياة القلوب، ونور الأبصار، وبه يطاع الله U وبه يعبد وبه يعرف الحلال من الحرام»
ويقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: (محبة العلم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته) ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ [الشعراء: 84]. (وصنيعة المال تزول بزواله) واحد عنده مال وكريم تجد له أصحاب وأحباب وناس تخدمه افتقر يزول عنه بزوال المال إنما صنيعة العلم لا تزول أبدا ولا بزوال الشخص نحن نظل نذكر مشايخنا وندعو لهم حتى بعد وفاتهم يعني لما نقول هذا الحديث صححه الألباني رحمه الله، قال ابن تيمية قدس الله روحه، قال ابن القيم رحمه الله، الشافعي رحمه الله، عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، نظل نذكر لأهل العلم فضلهم، إنما أصحاب المال لما يفتقروا الناس تنفض عنهم (ومات خُزَّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة) ثم أشار إلى صدره وقال، سيدنا علي t (وأشار بيده إلى صدره إن هاهنا علما) وهاه هذه يتنهد (إن هاهنا علما لو أصبت له حملة) هذه الكلمة معناها مثل التحسر أنه لا يجد له حملة، (لو أصبت له حملة، بل أصبته) .
من هم الحملة الذين يقصدهم؟ ومن هم الحملة الذين لا يعترف بهم؟ هذه كلام سيدنا علي هذا مهم جدًا يقول: (بل أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا) ذكي وحفيظ ويريد بالعلم الدنيا، متعجل ويريد أن يصل لأي شيء دنيوي فإنا لله وإنا إليه راجعون (يستظهر بحجج الله على كتابه) تجده يخرج في القناة ولا يزال يحاج ويجادل يبطل دين الله U وهو ذو لحية ومظهره ، مظهر سني ويتكلم عن المشايخ ويتكلم عن العلماء ويضللهم ويخطئهم (يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده) والاستظهار يعني الظهير النصير يأخذ هذا العلم يستنصر به على القرآن والسنة، وعلى عباد الله المساكين (أو منقادا لأهل الحقلا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة) يحب المشايخ ويحب أهل الحق وعندما تأتي أول شبهة تنقدح في قلبه وينقلب، رغم أنه كان منقادا لأهل الحق، فما الذي قلبه؟ (لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لاذا ولا ذاك) ليس هؤلاء الذين يحملون العلم، لانريد أناس حفظة للعلم ، وناس أذكياء وتجادل، وناس تريد الدنيا نحن نريد علماء ربانيين عاملين متبعين لسنة النبي r متأدبين مع مشايخهم (من لم يرى مفلحا لا يفلح،) لابد أن يكون لك شيخ يهذبك ويربيك ويعلمك ويأخذ بيدك لأنه قطع الطريق قبلك فقاسى ما قاسى حتى بلغ ما بلغ (أو منهوما للذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والادخار) هذه كلها صفات لناس،ممكن يحضروا مجالس العلم ويحفظوا الأحاديث وكل هذا وهذه صفاتهم والعلم بالنسبة لهم ما هو إلا وسيلة تمكنهم من هذه الصفات كأن يجمع المال أو كذا أو كذا، كم يحفظ القرآن بالسند العالي ويحصل علي الإجازات في كتاب الله وما طلب ما طلب إلا للتحايل لكسب المال، كقارئي الإذاعة الذين يقرؤون القرآن بالألوف المؤلفة، وله مكانته ويركب آخر الموديلات ويسكن في أفخم الأماكن وإذا نظرت حاله في الصلاة تجد أمرا عجيبا الله أعلم به، إنما يحسن تلاوة القرآن للمال ، وكذلك الشهادات لمن طلبها للوظائف والمال وكذا.
(يجمع الأموال ليسوا من دعاة الدين، أقرب شبهًا بهم الأنعام السائمة؛ لذلك يموت العلم بموت حامليه) على الرغم من بقاء الكتب وبقاء العلم المحفوظ إنما حامل العلم العالم الرباني يعني ممكن لا يبقى وراءه عالم رباني يعني إنا لله وإنا إليه راجعون يعني عندنا عالم وطالب علم، ممكن يموت العالم فيموت العلم، لأن هذا العالم صادق والذي طلب منه العلم صاحب دنيا فالعلم الحقيقي لأن القلب يتأثر بالعلم حسب تأثر المعلم، لما تتأثر بموعظة ونفس الموعظة من شخص آخر بليغة ولا تتأثر،؟ لأنها خرجت من قلب متأثر بها فعلى قدر ما في قلبه من الرصيد يؤثر في الناس فهؤلاء هم الذين ينفعون الناس بالعلم.
ونكتفي بهذا المقدار ونختم به الدرس في فضل العلم والعلماء وأرجو أن لا ننسى أن هذا الفضل لمن ابتغى به وجه الله وعمل بما علم، وتأدب بأدب الطلب.
الأسئلة:
س: عند الكلام عن القضايا الفكرية مع الشباب أو مناقشتهم في الليبرالية وغيرها لا استطيع الإخلاص وأشعر أنه بعيد جدا عني ولا أفكر إلا في الكلام الذي أقوله؟
ج: ربنا أعطاك مثلا فهم وأعطاك حسن عرض و تتكلم عن الشباب فيأتي لك الشيطان يقول أنت ممتاز انظر لنفسسك أنت سعيد وهم سعداء، ومعجبون بك، فماذا تريد أن تفعل؟ أنت مرائي أترك كل هذا الكلام،لا تتكلم معهم مادمت وجدت نفسك ،أنت مرائي وتحس وأنت تتكلم بإعجابهم بك،لا تتكلم معهم واتركهم كي يضلوا و اجلس في بيتك حتى يصلح ربنا قلبك، ما رأيك في هذه الإجابة، لا تنفع أليس كذلك؟اعلم أن ربنا جعل لك في قلبك أمارة أنك مؤمن، فما هي هذه الأمارة؟ أن قلبك يكره هذا الخاطر في بداية مجيئه لقلبك، ينغص عليك و تحس أن عملك سيحبط، وربنا لا يقبل عملك، وأن هذا فعلا نفسك وأنت لا تستطيع فعل شيء و لا حول لك ولا قوة، هذه هي إمارة الإيمان، مالذي عليك فعله؟ أن تثبت على هذا الكره ، تكره هذا الخاطر ولا تقبله، ولا تنفعل به، لا تقع تحت سلطانه، وتثبت على ما أنت فيه من الكلام وترغم الشيطان هم مسرورون بطريقتك حسنها مثل واحد راكع ثم أتى واحد فقام أول خاطر في قلبه أن يعدل نفسه في الركوع فأول ما أتى له هذا الخاطر وأحس به حزن؟ لأن هذا خاطر رياء كونه زعل فهذا كره، لم يرضاه رفضه، صلي وأطل في الركوع واترك الشيطان يُحرق ،ليه؟ لأن هو سيحترق فعلا، تعلم إرغام الشيطان لا تجعله هو الذي يرغمك، وتثبت على الرغم من ذلك سيظل معك الوجل فتستغفر الله تبارك وتعالى.
س: قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 32]. هل يراد بذلك أمور الدنيا فقط؟
ج: قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ من التفضيل القدري، هذا رجل وهذه امرأة ، فكل إنسان يرضى بما قدره الله وقضاه له من الأمور القدرية إنما مثلا هذا عالم وحافظ قرآن وأنت تتمنى أن تكون مثله وتسعى هذا تمني محمود بل مطلوب.
س: الحسد في هذا الحديث محمودا أو مذمومًا؟
ج: لا حسد إلا في اثنتين هذا حسد محمود بمعنى تمني مثل ما له من الخير لأنه في صورة طيبة وأنت تريد مثله ولا تستطيع فيرفعك الله تبارك وتعالى لدرجته بالنية الصادقة.
وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
انتهى الدرس الثالث نسألكم الدعاء أختكم أم محمد الظن

ام محمد الظن غير متواجد حالياً