عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-11, 08:34 AM   #2
رووح الاسلام
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-08-2010
المشاركات: 31
رووح الاسلام is on a distinguished road
افتراضي




عدنا ’’’


بعد مرور اسابيع وهم على هذا الحال , و مع اقتراب موعد الاختبارت النهاية لهذا الفصل , كان عماد يشعر بخيبة الامل , بسبب تدني مستواه في الجامعة في الفترة الاخيرة ,, فهو يحتاج الى ان يسترجع ايام المذاكرة الجادة , قبل ان يشعر والده بهذا ,, و إلا لو شعر والده ان ابنه اصبح مهمل للدراسة سوف يوبخه ويمنع عنه مصاريف الجامعة ,, فهو أب صارم قليلا ,, لا يحب طيش الشباب يبذل كل جهده ليصبح ابنه ولد ناحج في الحياة ..




ففكر في ان يبحث عن زميل يساعده في المراجعة ,, من يكون ؟!! ياسر !! لا ... ياسر لا يحب المذاكرة كثيرا ويعتمد دائما على الغش فهو محترف في الغش في الاختبارت ,, جلس يفكر مليا ,, وهو مكتئب ويخالجه شعور بالاحباط ,, هو يعلم ان السبب في هذا هو تعلقه بتلك الفتاة وتفكيره المستمر بها ,, لكن عليه ان يجتاز هذه المحنة مهما كان الامر ,, وبعد تفكير طويل تذكر صديقه محمد انه شاب من المتفوقين ,, لم يكن بيننا صداقة قوية , كصداقتي بياسر ,, لكنني كنت ألتقي به دائما في النادي الرياضي لمشاهدة المباريات المحلية ,,




كما انه شخصية محبوبة ومتواضعة الكل يحبه , يتحدث مع الجميع ويساعدهم حتى انه في السنة الماضية قام بعمل كتاب مختصر جمع فيه كل الاسئلة المتعلقة بمادة الحقوق واجاباتها النموذجية ووزعها على الشباب ,,





نعم آمل ان يساعدني ,, سألتقي به غدا في الجامعة باذن الله ,, بينما هو غارق في التفكير .. اتصل به ياسر

عماد : مرحبا ياسر ايها المُتعِب ماذا تريد ؟

ياسر : اريد مساعدتك تعال الان الى البيت ,, انا انتظر ك

عماد : لماذا ؟؟ ماذا هناك؟؟

ياسر : سوف اخبرك بكل شئ عندما تصل هنا لا تتأخر ..


لبس عماد سريعا و انطلق الى بيت صديقه ليس بعيداا كثيرا ,, وجد ياسر يقف امام البيت غاضبا وجهه محمر ويحمل سلاحا ,, اندهش عماد منه ,, لماذا تحمل السلاح ؟؟ ماذا حدث ؟؟


ياسر : انهم اعتدوا علي بالضرب وسوف انتقم منهم

عماد : من هم ؟؟؟؟

ياسر : ابناء جابر الذي يسكنون في الشارع المقابل .. سوف أربيهم واعلمهم من اكون ..!

عماد : إهدا ياسر واخبرني القصة .. لماذا ؟؟

ياسر : ليس هذا وقت للكلام ,, اتصلت بك لتساعدني لأرد اليهم الصاع صاعين , أليس انت صديقي ؟؟؟

عماد : بلا .. سوف اكون بجانبك ... لكنني اريد ان اعرف لماذا اعتدوا عليك ,, لابد ان اعرف الحق اولا ...


اهدأ ولا تنفعل , واخبرني ماذا حدث بالضبط ؟؟

ياسر : كنت اسير من هناك , وفجأة رأيت نفسي اقع على الارض وشابين يضربونني انهم ساهر وعمر ابناء جابر عرفتهم .. عندما دخلوا منزلهم ..

عماد : لم افهم شئ ... اصبر قليلا سأتولى الامر ..

ياسر : الى اين انت ذاهب ؟؟

عماد : لا تقلق دقايق واعود ابق في مكانك ولا تتهور ..





ذهب عماد الى بيت جابر ,, وهو في قمة الضيق فهو يعرف ساهر جيداا انه شاب طيب , ولا يحب المشاكل ..

بينما هو متأكد ان هناك سبب لهذه المشكلة , إنني في حيرة كبيرة ,, كيف سأقابل تلك العائلة انهم يعلمون انني صدق ياسر المقرب ,,, هل سيستقبلوني ام يطردوني ؟؟؟ لا ادري لكنني سأبذل جهدي على ان تحل المشكلة سريعا ودون مشاكل بين العائلات ,,






دق عماد الباب .. ساهر ... اريد التحدث اليك فضلا ..


خرج ساهر اليه ورحب به وضيفه ايضا واراد ان يدخله البيت , لكن عماد لم يحب ذلك فقد تعود على الجلوس في الشارع امام الباب ,, فجلسوا سويا امام المنزل ,, وبدأ ساهر الحديث ,,

ساهر : اعرف انك اتيت بشأن صديقك الاحمق ياسر .. هذا الشاب سفيه وغير خلوق

عماد : نعم اخبرني للتو انكم اجتمعتم عليه وضربتموه امام الناس ... أليس هذا عيبا ؟؟

ساهر : اسمع يا عماد انا اعرفك جيدا كما تعرفني جيداا ,, لم نكن لنعتدي عليه دون سبب ..! انه كان يعاكس اختي في الطريق ,, انه شاب يحتاج الى تربية ,, انه شبيه بحيوان ماكر ,, لا يهمه اعراض الناس ,, ولا يحترم حتى حرمات الجار ,, لو كنت مكاننا ورأيت سفيها يتهكم على اعراضك ماذا ستفعل ؟؟


عماد : نعم لديك الحق في ذلك ,, وانا اوافقك ,, انه لم يخبرني بهذا قط

ساهر : انت اعلم بأخلاق صديقك ,, واخبره ان هذا كان انذار ,, ولو فكر في اعادتها مرة اخرى سوف نقطعه اربا اربا ونرميه للكلاب ,,






وبينما كانوا يلتهون بالحديث فإذا بطلقات نارية مُفاجِأة تخترق جسد ساهر ,, حتى ارتمى على الارض ملطخ بالدماء ,, هرع بعض الشباب فيما كانوا يسيرون في الطريق واسرعوا بحمله في سيارة الى المستشفى بينما كان عماد مذعور وتبدو عليه صدمة نفسية ,, لم يصدق ما حدث ,,





لكنه اصبح في ورطة كبيرة ,, لقد وُجِهت اليه اصابع الاتهام مباشرة ,, واعتقد البعض انه كان يحمل مسدسا وجاء للانتقام لصديقه ... والبعض الاخر اعتقد ان مجيئه الى هنا كان مخطط له لقتل ساهر .... تعالت الاصوات وكثر حديث الناس ... لكن عماد لم يستفيق من صدمته بعد ...






كانت عائلة ساهر غاضبة جدا على عماد هو سبب أذية ابنهم ,, فكان اول المتهمين في هذا الامر ,, وفور وصول رجال الامن الى المنقطة قبضوا عليه ,, ليتم التحقيق معه ,, وفي هذه الاثناء كان ساهر لا يزال على قيد الحياة فقد اصيب في الصدر والرقبة لكنه سيبقى في غرفة العناية المركزة حتى تتحسن حالته ,,





كان عماد يدرك ان من قام بهذا العمل الغادر هو ياسر , لقد استغل وجود ساهر امام البيت ليطلق عليه النار ,,لقد غدر بي قبل ان يغدر بساهر ,, وماذا عساي ان اقول في التحقيق هل اعترف عليه ؟؟!! وهو صديقي ورفيق دربي ...

لكن لن اقف صامتا سأحاول ان ادافع عن نفسي فأنا لم افعل شئ خاطئ ,, وما ان بدأ التحقيق في القضية حتى سمعت من يقول انهم قبضوا على ياسر ,, تمنيت ان أراه لأعرف منه الحقيقة لكنهم رفضوا ,, وبعد مرور اربع ساعات من التحقيق ,





أخبروني ان هناك شهود عيان على ما حدث وانهم شاهدوا ياسر يحمل سلاحا , لكن هذا لم يبرأني من القضية , فأصبحت تهمتي الوحيدة الان انني كنت اخطط مع ياسر ,, وكانت الادلة من اغرب ما توقعت , انني رفضت دخول البيت وفضلت الجلوس على الباب ليكون الهدف سهلا ثم اختياري مكان الجلوس على الجانب الايمن من الهدف مما جعله في مكان مناسب ,, لم اتخيل هذا ابدا , حاولت ان ادافع عن نفسي وابرر لهم هذه المواقف وهي مواقف عبثية وليست مقصدوه ,, لكنهم رفضوا كل هذا ,,





احباط ,, ندم ,, قهر ,, كل هذه المشاعر استحكمت داخلي , لقد انتهى مستقبلي ,, يوم وليلة بين اربع جدران ,, في ظلمة دامسة ,, كانت كافية لتعملني دروسا لو بقيت سنوات في خارجه لما تعلمتها ,, ان تصاحب صديق متهورا طائشا / فإما ان تحذر منه او تضحي براحتك ,,





في صباح اليوم الثاني , اطلقوا سراحي ,, فعدت الى البيت وليس في خاطري شئ افكر فيه .. اكثر من حزني على ياسر لا ادري ماذا يكون مصيره ,, طرقت باب منزلنا ,, كنت بحاجة الى القليل من الراحة كي استوعب كل ما حدث ,, فتح أبي الباب , وتوقعت ان يرحب بعودتي او يقول الحمدلله على سلامتك ,, لكنه للأسف لطمي على وجهي ,, وأهانني انت شاب سئ جئت لنا بالمتاعب , لقد حذرتك من ياسر مرارا لكنك لم تسمع كلامي , اخرج من منزلي وابحث لك عن مكان آخر , لعلك تتعلم الادب وكيف تختار اصدقاؤك ... , أبي انا ليس لي علاقة بكل ما حدث , لقد خرجت براءة ,, لقد اخرجتك بكفالة رغم انك لا تستحقها .... اذهب من هنا ... لا أصدق .. أبي يطردني من المنزل ؟؟ شعرت بانهيار , الى اين اذهب ؟؟ لا ادري .. ماذا يحدث لي ؟؟ لماذا كل هذه المصائب تأتي لي مصيبة تلو الاخرى ..!!







في البداية لم أجد لي مكان استرح فيه ,, فذهبت الى النادي الرياضي , حزين , مكسور القلب , تائه , لأول مرة اشعر بألوحدة , ولم افكر حينها إلا بشئ واحد هو ان اتصل بسارة , تلك الفتاة التي أحببتها ,, إنني اشعر بالراحة عند الحديث معها ,, فاتصلت بها لعل هذا يخفف من حزني ومصيبتي ,, ....







فاصل ,, ومن ثم نواصل ..
رووح الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس