حيّاكن الله أخواتي
هذه بعض الفوائد التي خلصت بها من المحاضرة وجزى الله معلمتنا عنّا خيرا فقد إستمتعت فعلا بالمحاضرة
وبما أن بعض الأخوات لم يحضرن المحاضرة فإني أكتب لهن الملخص بشيء من التفصيل سائلة المولى عزّ وجلّ أن ينفعنا بهذا الكلام.
_____
معظم الناس يعلمون أن الله ما خلفهم إلا لعبادته لكن هل أننا حقيقة ندرك أننا ما وجدنا إلا لهذه الوظيفة ؟
المشكلة اننا إنشغلنا عن الغاية التي من أجلها خلقنا بالوسائل التي تعيننا على هذه العبادة وبعمارة الأرض بالمباحات وأحيانا بالمحظورات وفرطنا في الغاية الساسية وتركنا عبادة الخالق.
ولو وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا لكرّنا أوقاتنا وأعمارنا من أجله ولاستفرغنا الجهد في تحقيق ذلك واستقمنا على شرع الله.
فما الذي يشغلنا عن هذه الغاية؟
لا شك أن القلب -هذه الآية العجيبة التي تمر عليها أحوال فيها إنشراح وفيها قنوط وفيها ظلمة وفيها نور- هو محل العبودية، فهو محل توجيه الأوامر والنواهي وهو الملك على الجوارح.
وقد يتعرض هذا القلب إلى أدواء وأسقام وآفات فكيف يكون له من الغذاء الطيب المعافى حتى يجعله سليما مستقيما؟
يكون ذلك بالإقبال على الطاعات فالطاعة والنشاط لا تحملها الجوارح إنما يحملها القلب والجوارح تكون تبعا له... لذلك وجب العناية بهذا القلب عناية لازمة ببث الروح فيه وتغذيته بالقرءان وذكر الله والتفكر في آيات الله الكونية والشرعية ليكون قلبا سليما.
والقلب السليم هو الذي يسلم من الشرك والبدعة ومن فتن الشهوات والشبهات (هذا في حق الله سبحانه) والذي يسلم من الضغينة وأمراض القلوب التابعة (وهذا في حق الخلق).
وقد قسم العلماء القلوب إلى 3 أقسام:
* القلب السليم: وهو قلب الكُمَّلِ من أهل الإيمان، وهذا مادة الحياة عنده هي طاعة الله وعبادته.
* القلب الميت: وهو قلب الكافر ويدخل فيه قلب المنافق نفاقا أكبر، وهذا غذاؤه تتبع خطوات الشيطان
* القلب المريض العليل: وهو قلب أغلب الناس والذي تمده مادتان، مادة تسبب له الحياة ومادة تسبب له الموت.
والعبد يتقلب بين مادتي الحياة والموت، فإذا قمت بالطاعات زادت مادة الحياة، وإذا عصيت وأذنبت زادت مادة الموت.
-الفتن وأثرها على القلوب:
الله يعرض علينا الفتن ليمتحننا، وتتنوع هذه الإمتحانات فقد تكون في الشهوات حين الخلوات، وقد تكون عند الناس (من إنكار المنكر والصدع بالحق والنهي عن الطغيان..)، وقد تكون في الحواس. وهذه الحواس تصب في القلب مباشرة وبها يحمل المواد الفاسدة أو الصالحة للقلب.
فإن غلبت المواد الفاسدة نتج عن ذلك قلة الخوف من الله فتجد العبد جريئا على المعاصي مجاهرا بها راغبا عن الآخرة وهذا من علامات ضعف اليقين بالله واستحكام القسوة والغفلة في القلب.
كيف نجعل قلوبنا سليمة؟
نجعل لأنفسنا أوقاتا للقرءان والإتصال به وتدبر آياته والتفكر في مواضيعه
فالقرءان لا يخرج عن خمسة مواضيع:
1- أسماء الله وصفاته
2- القصص في القرءان
3- الأمثال التي يضربها القرآن
4- وصف أهل الإيمان وأهل الكفر
5- وصف الجنة والنار.
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة.
|