الواجب
من العبادات القلبيه:
الرضا عن الرب :
هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمؤمن الذى يثق فى ربه و يخشاه و يحبه.. فكل عمل نرجو به وجه الله مما
ذكرناه أنفا أو غيره على شاكلته، يرضى ربنا عنا، و يقربنا منه الى الدرجة التى نحس فيها برضاه من خلال
أشياء و علامات كثيرة لا يخطئها قلب المؤمن، الذى يصبح عبدا ربانيا " قل ان صلاتى و نسكى و محياى
و مماتى لله رب العالمين" ، اى تصبح كل صغيرة و كبيرة فى حياته مرتبطة بالله عز و جل.. و هو يخشى
الله و يراقبه فى كل حركاته و سكناته.. هؤلاء " جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشى ربه"... هذا العبد الربانى يتلقاه ربه بقبول
حسن يوم العرض عليه سبحانه، و يرحب به و يدخله جناته " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك
راضية مرضية فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى"
النيه في العبادات:
قال عليه الصلاة والسلام:_ {أنما ألاعمال بالنيات وأنما لكل امريء مانوى}متفق عليه .. البخاري 4210....مسلم 2406
والنية محلها القلب ومايجازى ألانسان يوم القيامة ألا على مافي قلبه لقوله تعالى:{يوم تبلى السرائر} سورة الطارق ..
وقوله تعالى: {ألا من أتى الله بقلب سليم}سورة الشعراء..
فيشترط في النية أربعة أمور..
1)نية العبادة..
2)نية أن تكون لله..
3)نية أن يقوم بها أمتثال لأمر الله..
4)أن يكون محلها القلب..
ففي ألاخرة يكون الثواب والعقاب وألاعتبار بما في القلب
أما في الدنيا فالعبرة بما ظهر..
ولكن هذه الظواهر أن وافقت مافي البواطن صلح ظاهره وأن خالفت وصار القلب منطويا على نية فاسدة فما أعظم خسارته ..
,,,,فاللهم ارزقنا النية الصادقة وألاخلاص في القول والعمل
اليقين بالله
أعظم زاد للسائر إلى الله عز وجل اليقين بالله، فهو المثبت على صراط الله حتى يلقى العبد ربه، فإذا ادلهمت
الخطوب، واحلولك الظلام، وعبست في وجهك الأيام، تصدى لذلك اليقين بالله، فصار الحزن فرحاً، والضيق
سعة، والعسر يسراً. فأعظم باليقين للمؤمن من دواء، وأنعم به من شفاءكل ما في هذا الكون يقودك إلى
اليقين، حتى تتعلق بإله الأولين والآخرين، وصدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه المبين: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [الذاريات:20]. ......
ا
لأنبياء واليقين
اليقين هو خُلق أنبياء الله وعباده الصالحين، رفع الله به درجاتهم، وكفَّر به خطيئاتهم، وأوجب لهم الحب منه
والرضوان، والصفح من لدنه والغفران، إنه اليقين بالله الذي وقف معه نبي الله آدم أبو البشرية جمعاء،
وقف عليه الصلاة والسلام في موقف أليم إذ أحس بالذنب في حق ربه الكريم، وقد بدت له سوءته، فطفق
هو وزوجه يخصفان عليهما من ورق الجنة، وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه:121] ، فجاءه اليقين بالله فنادى
ربه وناجاه، فغفر الله ذنبه، وستر عيبه وكفَّر خطيئته، هذا اليقين الذي دخل به يونس بن متى عليه السلام
بطن الحوت في ظلمات ثلاث، لا يراه إلا الله، ولا يطلع على خبيئة قلبه من الآلام والحسرات سوى الله،
فناداه وناجاه، وتقرب إليه جل في علاه، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
[الأنبياء:87] ، فناداه بهذا النداء وكله يقين بأن الله سيرحمه، وناجاه بهذه النجوى وكله يقين بأن الله
سيلطف به، فأخرجه الله من الظلمات إلى رحمة فاطر الأرض والسماوات، هذا اليقين الذي وقف به أيوب
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد أصابه الضر والبلوى، وعظُمت عليه الشكوى، فنادى ربه جل وعلا،
فناداه وناجاه بقلب لا يعرف أحداً سواه، ففرج الله عز وجل كربه، ونفسَّ همه وغمه، ورد عليه ما افتقده.
هذا اليقين الذي وقف به الأنبياء والمرسلون في أشد الشدائد، وأعظم المكائد، فكان الله عز وجل بهم
رحيماً، وبحالهم عليماً، ففرج عنهم الخطوب، وأزال عنهم الهموم والكروب. وقف موسى عليه الصلاة
والسلام البحر أمامه والعدو وراءه ومعه أمة خرجت ذليلة لله، مستجيبة لأمر الله، فوقف أمام البحر فلما
قال له بنو إسرائيل: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61] قال واليقين معمور به قلبه ومليءٌ به فؤاده: قَالَ كَلَّا إِنَّ
مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62] ، كلا؛ لا أُدرك ولا أُهان ومعي الواحد الديان، ففي طرفة عين تنزلت
أوامر الله أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ [الشعراء:63] وإذا بتلك الأمواج المتلاطمة العظيمة تنقلب في طرفة
عين إلى أرض يابسة، وإذا به على أرض لا يخاف دركاً فيها ولا يخشى، قال الله عز وجل: قَالَ أَصْحَابُ
مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَ
كَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء:61-63] ، سبحان الله! بحر عظيم؛ وفي طرفة عين تنقلب أمواجه
إلى صفحة لا يجد فيها رذاذ الماء، ويضرب لهذه الأمة المستضعفة الموقنة بالله جل وعلا طريقاً في ذلك
البحر لا يخاف دركاً ولا يخشى، كل ذلك باليقين بالله. ......
اليقين أعظم زاد
سار الصالحون على نهج الأنبياء@_@، واتبع آثارهم عباد الله المهتدون، فما نزلت بهم خطوب، ولا أحاطت بهم
كروب، إلا عاذوا بالله علام الغيوب، والمؤمن في كل زمان ومكان يحتاج إلى هذا اليقين بالله، تحتاجه إذا
عظمت منك الذنوب، وعظمت منك الإساءة في حق الله، تحتاجه وأنت مع أهلك وولدك، وتحتاجه وأنت مع
عدوك، وصديقك، ولذلك كان لزاماً على كل من يحب الله أن لا يمسي ويصبح وفي قلبه غير الله، وإذا أراد
الله أن يحبك وأن يصطفيك ويجتبيك ألهمك أن يكون قلبك متعلقاً به جل جلاله، إذا أردت أن يحبك الله كمال
المحبة، فلا تمسينّ ولا تصبحنّ وفي قلبك غير الله وحده، تدور أحزانك وتدور أفراحك مع الله، وجميع شُعب
قلبك منيبة إليه، فكم في عباد الله من أناس ملئوا قلوبهم بحب الله واليقين به، فكان الله معهم، ومن ذكر الله
ذكره الله، ومن ذكره الله فالأمن له كل الأمن. لذلك كان من منازل العبودية ودلائل الإنابة إلى الله أن توقن
بالله الذي لا إله إلا هو، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: واليقين من منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:
5]. فمن قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، فإن الله يمتحنه باليقين. ذكروا عن رجل من أهل العلم
أنه كتب كتاباً في تفسير القرآن العظيم، وكان فقيراً، فخرج إلى إخوانه وخلانه من العلماء يستشيرهم،
فأشاروا عليه برجل عنده المال والثراء، فقالوا له: اذهب إلى فلان يعطك المال فتنسخه، فاستأجر رحمه
الله سفينة، وخرج في البحر حتى إذا مشى وأراد ذلك الثري ليعينه بالمال، فسخَّر الله له رجلاً يمشي على
شاطئ البحر، فأمر قائد السفينة أن يركبه معه، فلما ركب الرجل معه سأل العالم وقال له: من أنت؟ قال: أنا
فلان بن فلان، قال: المفسِّر؟ قال: نعم، قال: إلى أين أنت ذاهب؟ قال: إني ذاهب إلى فلان، أريد منه أن
يساعدني في نسخ كتابي. فقال له الرجل: بلغني أنك فسَّرت القرآن؟ قال: نعم، قال: سبحان الله! ماذا قلت في
تفسير قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]؟ ففسر العالم الآية، وفهم مراد الرجل، فقال لقائد السفينة: الآن ترجع بي إلى بيتي، فرجع رحمه الله إلى بيته وكله يقين بالله عز وجل أن الله سيسد فقره، وأن الله سييسر أمره، فما مضت إلا ثلاثة أيام وإذا برجل يقرع الباب، فلما فتح الباب، قال له: إني رسول فلان إليك، بلغه أن عندك تفسيراً للقرآن يحب أن يراه، فأعطاه ذلك الكتاب الذي خرج من أجل أن يعرضه عليه، فرجع الرسول بالكتاب، فنظر فيه ذلك الثري فأعجبه، فأمر أن يوضع في كفة وأن يصب الذهب في كفة وأن يُبعث بذلك إلى الإمام. ما وثق أحدٌ بالله فخيبه الله، ولا أيقن عبد بالله جل جلاله إلا كان الله له، فكم من أمور نزلت بالإنسان وخطوب أحاطت به ولم يجد غير الله مجيباً ولا مفرجاً. فاليقين بالله هو حلاوة الإيمان، وألذُّ ما تكون الساعة إذا عُمرت القلوب باليقين بالله عز وجل لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يعمرون القلوب باليقين. وقد قرر العلماء رحمهم الله: أن الله يبتلي الإنسان باليقين في موضعين: أحدهما: وجود الحاجة، وثانيهما: وجود الغنى، ولذلك قال بعض العلماء: إذا أردت اليقين فكن أفقر الخلق إلى الله، مع أن الله أغنى ما يكون عنك. فاجعل فقرك إلى الله، فإنه يسد فقرك ويسد حاجتك وعوزك، ولذلك ما عُمر قلب إنسان في أية مصيبة أو أية نازلة بالله إلا كفاه الله، ترى المؤمن يفقد سمعه ويفقد بصره، ويفقد قدمه، ويفقد ماله، وتقول له: كيف أنت؟ يقول: الحمد لله في نعمة من الله، من اليقين الذي عُمر في تلك القلوب.. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعمر قلوبنا وقلوبكم باليقين به، وأن يجعلنا وإياكم من أهل اليقين. ......
الخشوع
كيف تجعل قلبك يخشع؟
اعلم أن الخشوع في القلب والقلب كالعضلة يجب تمرينها لتكبر وتقوى
فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع في يوم وليلة
وإنما يجب أن تعلم أن الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر لكي تدرب
عضلة القلب على الخشوع.
أذكر الله خلال اليوم في كل ساعة ولو دقيقة...
فمن كان قلبه لاهيا عن الله طوال اليوم من الصعب إن ينتقل فجأة
إلى الخشوع في الصلاة..فذكر الله خلال اليوم ممهدات للخشوع
توضأ لكل صلاة وادعوا الله خلال الوضوء أن يطهر قلبك
كما طهر بدنك وأن يرزقك قلبا خاشعا
ضع أجود أنواع المسك أو العودة بعد الوضوء..
فالرائحة الطيبة تساعد على الخشوع
اذهب إلى المسجد بعد الأذان مباشرة (والأفضل أن تكون في المسجد وقت الأذان).
..بالنسبة للنساء فالمطلوب الصلاة في وقتها بدون تأخير
عند خلعك نعلك عند المسجد تصور أنك خلعت الدنيا من قلبك
وقل دعاء دخول المسجد
صل ركعتين قبل الفريضة وادعوا الله في السجود أن يجعل الصلاة قرة عين لك
عند الاقامة ردد مع المؤذن ثم ادع الله أن يحسن وقوفك بين يديه
عند التكبير تصور انك ترمي الدنيا وما فيها خلف ظهرك...
.وحاول تصور أنها قد تكون آخر صلاة في حياتك
بطئ من جميع حركات الصلاة ومن سرعة القراءة..
..بطئ السرعة إلى نصف ما اعتدت عليه سواء في القراءة أو في حركة الركوع والسجود
فخشوع الجسد يساعد على خشوع القلب
عند السجود تصور وتذكر ارتباطك بالأرض فمنها خلقت وإليها ستعود
تعلم الأدعية والأقوال المختلفة في الصلاة كي تنوع وتكسر الملل أو الروتين
بعد الصلاة استغفر الله ثلاثا
الأولى لتقصيرك في أداء الصلاة كما يجب
والثانية لتقصيرك عن حمد الله أن أذن لك أن تصلي بين يديه
والثالثة لذنوبك أجمعين
أؤكد لك إن واظبت على جميع النقاط أعلاه فستجد فرق كبير في صلاتك
خلال أسبوع أو أقل بإذن الله
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعلما نافعا
آمين يارب العالمين
|