عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-11, 08:51 AM   #6
ندى الجوري
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 08-03-2011
المشاركات: 23
ندى الجوري is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على من لا نبى بعده
العبادات اقسام ومنها عبادات القلوب
فالعلماء يقسمون العبادة إلى أقسام، الأول: عبادات قلبية تؤدى بالقلب، فالآلة التي تستخدم في أداء هذه العبادات هو القلب. القسم الثاني: عبادات قولية تؤدى باللسان. القسم الثالث: عبادات بدنية تؤدى بالجوارح، وهناك عبادات مالية تؤدى بالمال.
***************
[العبادات القلبية
*********
العبادات القلبية هي أعظم وأخطر العبادات، فعمل القلب هو الاعتقاد، مثل أن أقول:
أعتقد بقلبي أن الله واحد لا شريك له، وأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى،
وكذا الإيمان بأي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فهذا كله عمل قلبي.
ولا ينبغي أن نلتفت لقول بعض الجهلاء الذين يقولون: لا عبرة بموضوع التوحيد؛
لأنه يفرق المسلمين، وأن التوحيد عبارة عن كلام نظري لا يترتب عليه عمل!!
وقد جهل هؤلاء أن مسائل التوحيد يترتب عليها أعظم العمل، ألا وهو عمل القلب الذي هو أصل أعمال الجوارح كلها، والتوحيد هو تطهير للقلب من الشرك الذي هو نجس، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28]،
هل
معنى ذلك أنك لو سلمت على نصراني أو يهودي فقد تنجست؟
لا؛ لأن المقصود هو (نجس) عقيدتهم وقلوبهم، فقلوبهم قد تنجست بأكبر نجاسة في الوجود وهي نجاسة الشرك. وبعض المسلمين -هداهم الله- يصفون الكفار بالنظافة والنظام، نعم قد تجد عند هذا الكافر شيئاً من النظافة، لكنه منجس بأخبث نجاسة وهي نجاسة الشرك في قلبه، فقد اسودّ قلبه من نجاسة الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى، وأعظم الزكاة للتطهير هي تزكية القلب: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، (أفلح من زكاها) أي: طهر قلبه من درن الشرك والمعاصي، فأخطر نجاسة هي نجاسة القلب بالشرك، وأعظم الطهارة هي التوحيد، وتطهير القلب من الاعتقادات الباطلة.
إذاً: هذا هو عمل القلب:
أن يؤمن الإنسان أن لا إله إلا الله، وأن يؤدي حقوق هذه الكلمة، ويطهر قلبه مما ينافيها. ومن أعظم أعمال القلوب: محبة الله سبحانه وتعالى، فإنها من أعظم عبادات القلب، كما قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165]، فالقلب الذي امتلأ بمحبة الله سبحانه وتعالى هو أطهر القلوب،
أما إذا دخل القلب أي محبوب سوى الله أو مع الله فهذا القلب فيه دخن ونجس. والقلب لا يقبل الله عز وجل فيه شريكاً، فمن تعلق بمعشوقه أو أي محبوب من الخلق يشغله عن محبة الله، فهذا لم يطهر قلبه ولم يزكه لله سبحانه وتعالى، ولا يدخله الخير والنور ما دام قد جعل لله شريكاً في قلبه، فلابد من تجريد القلب لله سبحانه وتعالى. قال رجل لأحد العلماء: هل يسجد القلب؟ قال: نعم، يسجد سجدة لا يرفع رأسه بعدها أبداً. القلب إذا سجد لله هذه السجدة فإنها تظل مع المؤمن حتى يموت،
فلا يرفع رأسه أبداً كما يرفع من الركوع والسجود، وهي الخضوع لله سبحانه وتعالى، والتزام أمره واجتناب مناهيه مدى الحياة. فمن عبودية القلب: المحبة لله،
وهي عبادة، والبغض في الله عبادة، فكراهية الكفار عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، والبراءة منهم. ومن عبادات القلوب وأعمالها: التوكل، فالتوكل على الله عمل قلبي، وعبادة قلبية، كما أن عبادة الخوف من الله عبادة قلبية، وعبادة الرجاء عبادة قلبية، وغيرها من عبادات القلوب، فلا تحب إلا الله، ولا تتوكل إلا على الله، ولا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا الله، ولا تنوي عبادتك إلا لله. هذا هو معنى تحقيق توحيد الألوهية في القلب أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:2]. وهذه العبادات التي تؤدى بالقلب،
هل هي أعمال أم ليست أعمالاً؟ هي أعمال، ومن أعظم الأحاديث التي شملت تقريباً ثلث الدين حديث: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذه النية لا تؤدى إلا بالقلب، فالنية مكانها القلب، ولا تؤدى باللسان. إذاً: فاعتقاد القلب، والأعمال التي يعملها القلب تدخل تحت مسمى العمل،
فالاعتقادات الصحيحة عمل مطلوب من الإنسان، ولا ينبغي أن يقال: إن هذه المسائل نظرية، وإن الصواب الاهتمام بأعمال الجوارح! فإن عمل القلب من أعظم الأعمال، وأعمال الجوارح تابعة لعمل القلب؛
ولذلك فإن صغائر القلب أخطر من كبائر الجوارح: فالرياء كبيرة، والعجب والغرور كل هذه المعاصي التي محلها القلب هي من الشرك،
وهي مما ينافي توحيد الألوهية أو توحيد العبادة والقصد لله سبحانه وتعالى. فتحقيق عبودية القلب تعني: كيفية تحقيق القلب لشهادة أن (لا إله إلا الله)،
فلا يحب إلا الله، ولا يخاف ولا يرجو ولا يتوكل إلا على الله سبحانه وتعالى، فإذا وقع في الرياء فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي نوع من أنواع الإلحاد في الاعتقاد القلبي فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي عمل قلبي ينافي التوحيد، فخاف غير الله، أو توكل على غير الله؛
فهذا لم يحقق توحيد الله بالعبادات القلبية.
يتبع........



اولا : محبه الله

************
إن المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظر

العاملون، وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون، وبروْح

نسيهما ترّوح العابدون؛ فهي قُوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون،

وهي الحياة التي مَن حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من

فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي مَن عدِمه حَلَّتْ بقلبه جميع

الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام. إنها

المحبة التي ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معية محبوبهم

أوفر نصيب.

وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة، أن

المرء مع من أحب، فيالها من نعمة على المحبين سابغة!!.

**********************

حكم محبة الله عزّ وجلَّ
********************
إن محبة العبد لربه فريضة شرعية على كل أحد ، لا يتخلف عنها إلا مظلم القلب عمي البصيرة . قال تعالى : " قُل إن كان ءابآؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " . [ التوبة – 24 ] .
فتوعدهم الله عز وجل على تفضيل محبتهم لغيره على محبته ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، والوعيد لا يقع إلا على فرضٍ لازم وحتم واجب .
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه - ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " متفق عليه .
وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله ! والله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي . فقال : " لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال : والله لأنت أحبّ إلي من نفسي . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الآن يا عمر " متفق عليه .
قال الحافظ ابن رجب : " ومعلوم أن محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنما هي تابعة لمحبة الله جلَ وعلا ، فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنما يُحب موافقة لمحبة الله له ، ولأمر الله بمحبته وطاعته واتباعه . فإذا كان لا يحصل الإيمان إلا بتقديم محبة الرسول على الأنفس والأولاد والآباء والخلق كلهم ، فما الظن بمحبة الله عز وجل ؟ " .



محبة الله من علامات الإيمان
************************

وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – تقديم محبة الله ورسوله على محبة غيرهما من خصال الإيمان ، ومن علامات وجود حلاوة الإيمان في القلوب.

فعن انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "ثلاث من كن فيه وجد حلاوه الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ,وان يحب المرء لا يحب الا لله , وان يكره ان يعود فى الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى فى النار" متفق عليه
بشرى وتحذير
عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضوه ، قال : فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض " متفق عليه .


من هم أحباب الرحمن

*********************
1- المحسنون " وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " .
2- التوابون " إن الله يحب التوابين "
3- المتطهرون " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " .
4- المتقون " بلى من أوفى بعهده وأتقى فإن الله يحب المتقين " .
5- الصابرون " وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين " .
6- المتوكلون " فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " .
7- المقسطون " فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين " .
8- المخلصون في الجهاد " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " .

أعداء الرحمن – والعياذ بالله - .
*************************

1- الكافرون " فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين " .
2- المعتدون " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " .
3- المفسدون " ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين " .
4- الظالمون " فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن لا يحب الظالمين " .
5- المختالون و المتكبرون " إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً " .
6- الخائنون " فانبذ إليهم على سوآء إن الله لا يحب الخآئنين" .
7- المجاهرون بالسوء " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " .
8- المسرفون " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "
9- الفرحون بالمعاصي " إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " .


درجات المحبة :
*******************
- الدرجة الأولى : محبة فرض لازمة وهي أن يحب الله سبحانه محبة توجب له محبة ما فرضه الله عليه ، وبغض ما حرمه عليه ، محبة لرسوله المبلغ عن أمره ونهيه ، وتقديم محبته على النفوس والأهلين ، والرضا بما بلغه عن الله من الدين ، وتلقي ذلك بالرضا والتسليم ، ومحبة الأنبياء و الرسل والمتبعين لهم بإحسان جملة وعموماً لله عزّ وجلّ . وبغض الكفار والفجار جملة وعموماً لله عزّ وجلّ . وهذا القدر لابد منه في تمام الإيمان الواجب ، ومن أخل بشيء منه نقص من إيمانه الواجب بحسب ذلك .
- الدرجة الثانية : درجة السابقين المقربين : وهي أن ترتقي المحبة إلى ما يحبه الله من نوافل الطاعات ، وكراهة ما يكرهه من دقائق المكروهات ، وإلى الرضا بما يقدره ويقتضيه ، مما يؤلم النفوس من المصائب ، وهذا فضل مستحب مندوب إليه . قال عامر بن قيس : " أحببت الله عز وجل حباً سهل علي كل مصيبة ، ورضاني بكل قضية ، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت .

*************************************
الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه وتعالى
*******************************
ومن الأسباب الجالبة للمحبة المقوية لها:


(1) قراءة القرآن بالتدبر: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سره

أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف).

ومنها اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى :
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)


(2) التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض: كما في الحديث القدسي:

(ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه).


(3) دوام ذكره سبحانه على كل حال: بالقلب واللسان، قال. قال إبراهيم

بن الجنيد: كان يقال: من علامة المحبة لله: دوام الذكر بالقلب واللسان.


(4) إيثار محابه سبحانه على محاب النفس وهواها.




(5) مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة: قال تعالى: {وَمَا

بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}... [النحل:53].


(6) الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه ودعائه

واستغفاره.
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له)



(7) مجالسة المحبين الصالحين الصادقين.

يقول صلى الله عليه وسلم "مثل الجليس الصالح وجليس السوء كمثل حامل ‏المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبا ‏ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثا"




(8) مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.




اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك
اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك
اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب
وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب

يتبع
ندى الجوري غير متواجد حالياً