السلام عليكم ورحمة الله وبركااته ....
- عرفنا أن الخلق كلهم ساعون في دفع القدر بالقدر ، وأن من وفقه الله وألهمه رشده ، يدفع قدر العقوبة الأخروية بقدر التوبة والإيمان والأعمال الصالحة . وكي تتم السعادة والفلاح علينا معرفة : تفاصيل أسباب الشر والخير والحذر من مغالطة النفس على الأسباب .
فكيف نعرف تفاصيل الشر والخير ؟؟
أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير ، ويكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم ، وما جربه في
نفسه وغيره ، وما سمعه من أخبار الامم قديما وحديثا .
ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن ، فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه . وفيه أسباب الخير والشر جميعا
مفصلة مبينة ، ثم السنة ، فإنها شقيقة القرآن ، وهي الوحي الثاني .
ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما من غيرهما ، وهما يريانك الخير والشر وأسبابهما ، حتى كأنك
تعاين ذلك عيانا ، وبعد ذلك إذا تأملت أخبار الامم وأيام الله في أهل طاعته وأهل معصيته طابق ذلك ما
علمته من القرآن والسنة ، ورأيته بتفاصيل ما أخبر الله به ووعد به ، وعلمت من آياته في الآفاق ما
يدلك على أن القرآن حق ، وأن الرسول حق وأن الله ينجز وعده لا محالة ، فالتاريخ تفصيل لجزئيات ما
عرفنا الله ورسوله من الأسباب الكلية للخير والشر .