9- و ضحكنا معا .........
تقــــول صاحبتنـــــا :-
أكثر الأطباء من معالجتي بالحقن في الوريد والعضل
محاولة منهم للحد والتخفيف ؛ من كثيرة الدماء المفقودة بسبب النزيف
فكانت الممرضات يحقنني بكثرة ، ويستسهلن الحقن في العضلة
وبسبب ما في يوم ما أصابني خُرَاجٌ(1) بتقدير من الإله
فأصابتني بسببه حُمّة ، وكانت تؤلمني في الفراش أدنى حركة
فكانت ساميتي تواسيني ، وتحاول في مصابي أن تضحكني علّها تسليني
فقمتُ لحاجة ومررتُ بجوار فراشها ، فداعبتني بضربة خفيفة من كفها
فأصابت بلا قصد موضع الألم ، فصرختُ وانفجر بركان من القيح كالحمم
فهبتْ إلى نجدتي ، وقد أفزعتها دموعي وشدة لوعتي
فكشفتْ طبيبتي عن المكان ، وهالها من شديد القيح ما كان ...!!
فأسقط في يدينــا ، وقد بَعُـد الباب وأُغلق كالعادة علينا ..
فرفعتْ عن فمها وأنفها كمامة التنفس ؛ لتصرخ وإياي : الغوث الغوث
صرخنا وهذا حالنا ، حتى انقطعت أنفاسنا ، و بُحّ من الصراخ أصواتنا..
والعاملات عن الصرخاتنا منشغلات غافلات لاهيات ..
وفي الأخير : ساق الله إحدى الممرضات ؛ لا إجابة لصراخنا بالذات
وتولت الأمر ، وحضرتْ كبيرة الممرضات على الفور ..
فلما عاتبناها ، اتسعت من الدهشة عيناها ، ثم قالت كلمات مفداها :
أنتما أفضل الحالات ما شاء الله ، تبارك الإله
فكيف ننشغل بالأفضل عن الأسواء ممن سواه !!!
فتبادلتُ وساميتي النظرات ولم نستطع أن نكتم ما غلبنا من الضحكات !!!
------------------------------------------------------
(1)- ( والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بالبدن من ذاته، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غيره:
والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان. الصحاح:
والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ في البدن من القُرُوح. ) انتهى لسان العرب .
|