11- وحـــدث أن ...
تقــــول صاحبتنـــــا :-
تدنت مع الأيام حالتي وسامية إلا أنها كانت تعلم عن حالها
ما جعلها صابرة راضية
علمتْ لكونها طبيبة أن نهاية رئتيها قريبة ؛ فقد عجزتا عن العمل
وفقدت في معالجتهما الأمل ، فقط كانت تتطلع إلى السفر
أملا في زراعة رئة أحد القرود ؛ علّها إلى شيء من العافية تعود
قرر الأطباء بعد عناء وإصرار ، عرضها على لجنة
اختصاصية لاتخاذ ذلك القرار .
و كانت الطامة الكبرى أن تلكم اللجنة في مشفى أخرى
وفي اليوم المقرر ، استعدت ساميتي لما هو مقدر
وجاءت إحدى العاملات ومعها أنبوب للتنفس بالأدوات
- فسألتها سامية : هل تأكدت أن الأنبوب ليست خاوية ؟
- فأجابتها العاملة بنزق : أكيد هي ملآ فلا ينتابك القلق !!
- فأعادت عليها مرارا وتكرارا :فضلا فضلا تأكدي لا نريد ضرارا ؟
- فصرخت عليها في غضبة عجيبة : هذا عملنا أيتها الطبيبة ...!!
فاستسلمت المسكينة ، و ودعتني بنبرة حزينة ...
ومضت المسكينة مع العاملة بذلك الأنبوب ، وكان ما كان من المكتوب ..
وكما توقعت المسكية وقع البلاء ، وفي طريق العودة فرغ الأنبوب من الهواء
وصبغ وجهها باللون الأزق ، وقد اختنقت و كادت أن تهلك
وأسقط في أيدي من صحبها ، فهداهم الله إلى فتح باب السيارة لإخراج رأسها
ثم الإسراع في الطرقات من أجلها ، علّ سرعة السيارة
تساعد على دخول الهواء إلى رئتها
و كانت الطرق مزدحمة بالسيارات ، فاضطر سائق
سيارة الإسعاف إلى استخدام الصفارات
فيسر الله لهم الطريق ، ووصلوا إلى المشفى في حالة من التخبط والضيق
فلما دخلوا بساميتي محمولة ، وإلى الهواء شغوفة مقهورة
بكيت كثيرا على حالها ، و حينها علمتُ لم تملكني شديد القلق من أجلها !!
فنظرت المسكينة إلى العاملة بنظرات حزينة ، تعاتبها انظري لحالي ؟!
فقابلت نظراتها كالبريء غير المبالي ...!!
يتبــــــــــــع .
|