عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-12, 06:29 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

مراعاة المخاطبين

لابد في الكلام من مراعاة المخاطبين على اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم واهتماماتهم، فالتخاطب مع الأطفال لا يكون بذات الأسلوب الذي يُخاطب به الكبار، والحديث مع كبار السّن لا يكون كالحديث مع الصّغار، كما لا يجدر التطرق لأحاديث أهل التخصص أمام عامة الناس الذين قد لا يستطيعون فك رموزها، ولا علم لهم بها، ولا الحديث عن الشعر والأدب بين قوم لا يميلون إلى هذه الفنون، وهكذا لابد من تحرٍّ لأحوال المخاطبين، والبحث عن لغة خاصة يفهمها المستمعون، فذلك أدعى للقبول.
-----------------
كلمة إصلاح بين الناس
كثير من الناس يفضلون في أحوال الخصام أن يأخذوا دور المتفرجين، دون أن يقوموا بمبادرة خير للإصلاح بين الناس، مع أن مشكلات كثيرة ستتلاشى لو تطوع بعض الناس للقيام بمهمة كهذه، الأمر ليس من الصعوبة بمكان، إذ أنه قائم على إحسان الظن، والتماس العذر بين الأطراف، وذكر المواقف الطيبة للطرفين، والأجر والثواب القائم على العفو والصّفح..
إنها ليست مجرد كلمات في فراغ، إنه جهد متميّز لأشخاص يدركون قيمة الأخوة والمودة بين البشر.


-----------------------------
كلمة عبر القلم
وقولوا للناس حسنا، لا يقتصر فيه الأمر على اللسان وحسب، بل على القلم الذي يكتب، ويوصل الأفكار للناس، الذين يتناقلون الكلام بدورهم، وينشرونه فيما بينهم، ولذلك فالكتابة من المهام العظيمة التي تؤثّر في عقول الأفراد، وتوجههم إلى الصواب، إن أحسن الكاتب استخدامها، وهي أداة مؤذية إن سُخّرت لما فيه التفرقة وإشاعة البغضاء.
----------------------
كلمة من أجلهم
يلاحظ على بعض الناس هداهم الله سوء التعامل مع الخدم، والإساءة في استخدام الألفاظ الموجهة إليهم، وكأنهم لا يعتبرونهم بشراً كبقيّة البشر، فيتجاهلون ضرورة احترامهم، وحسن مخاطبتهم بما يرضي الله تعالى، وهذا أمر من الواجب التنبه إليه، فتكرر الإساءات تنجم عنه مشكلات وحوادث اجتماعية خطيرة كثيراً من نقرأ عنها أو نسمعها، كلّ ذلك راجع لسوء التعامل مع الكلمات، وسوء الخلق مع أن ديننا دين أخلاق وحسن معاملة!!
-----------
استمع للخير وتعلمه لتقوله
قد يقول قائل إنني لم أعتد على الكلمة الطيبة، والداي لم يربياني على هذا النوع من الكلام، ولذلك فأنا أجد صعوبة في قوله، مع أنني في أعماقي أود ذلك.
في هذه الحالة لابد من التدريب على الكلمة اللينة الطيبة، ومع التكرار يصبح الأمر عادة من العادات الجميلة، وتنطبع هذه الصفة فتغدو من أجمل صفات ذلك الشخص، فالأمر يحتاج إلى الرغبة والإرادة والمحاولة والعزيمة ليغدو سهلاً ميسراً بإذن الله.
-------------------
كلمات وكلمات
جرّب أن تخاطب طفلك بأسلوب فظ قبيح، تأمره فيه أن يقوم بعمل ما، ولاحظ طريقة استجابته لك، وجرّب مرّة أخرى أن تخاطبه بكثير من المحبة والود، تأمره بالقيام بالعمل، النتيجة مؤكدة في أنه سيقوم بالعمل بكل محبة وسعادة بعد سماعه للكلمات الطيبة، في حين أنه سيقوم بالعمل غاضباً كارهاً في الطريقة الأولى، فلم لا نختصر الطريق، ونطبق الطريقة الثانية دون أن نتكبد عناء المحاولات الفاشلة، ونتسبب للآخرين بالغضب والقهر!
--------------------
دائرة الكذب
كذبة صغيرة، تقود إلى كذبة أكبر، تتكرر الكذبات، حتى يصبح ذلك الشخص كذاباً، يتهامس الناس عنه، وينفرون منه، لا يأخذون أحاديثه على محمل الجد، ولا يحترمونه في كل أحواله.
إنه لم يراعي حقوق الله في صدق كلامه، واستساغ الخطأ، فبات يعيش في دائرة كل ما فيها خطأ!
لقد حكم على نفسه بأن يمضي حياته في تعاسة دائمة رغم أن المخرج بيده، فليس عليه سوى أن يصدق!!
-------------------
جمال الصّدق
ليس أجمل من الصدق خصلة يتحلى بها المؤمن، يضيء بها قلبه، وتنطبع على كل أقواله وأفعاله، يقولها لا يخشى في الله لومة لائم، يقولها لله محتسباً أن يعيش بضمير حيّ يقظ، ويفرض احترامه بكل كلمة صادقة يقولها، إنه يعيش حياته مطمئناً سعيداً برضوان الله تعالى عليه، ويبقى مدى الحياة يتحرى الصدق، فيكتب عند الله من الصديقين، كما يدلّ الحديث الشريف.. " ما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ً" .
--------------
القصة وأثرها
للقصّة تأثير عجيب في تغيير الحياة للأفضل، فهي توجه الأشخاص بطريقة غير مباشرة، تنتقد الأخطاء في مجتمعاتهم، وتدعوهم بكل طريقة ووسيلة للتغيير والإصلاح، وكذلك نجد القلوب تُقبل على القصّة بمحبة، تنصت إليها بشغف، تقتدي بالشخصية الصالحة، وتنفر من الشخصية السيئة، وهكذا يكون للقصة في كلامنا أطيب الأثر في تغيير السلوك إلى سلوك إيجابي طيب.
--------------
الدعاء للأولاد
رُبّ دعاء بالسوء صدر من أم غاضبة جعلها تندم طوال حياتها، فمن يدري متى تكون أبواب السّماء مفتوحة ليُجاب الدعاء، فتتسبب لأحد أبنائها بمرض أو علة أو عاهة تجعلها تتمنى لو أنها لم تنطق أبداً كي لا تقول ذلك الكلام.
تنصح الأمهات بأن يستبدلن الدعاء بالسوء إلى دعاء فيه الخير والنفع والفائدة، دعاء بالصلاح والهداية والرشاد، إنها طريقة رائعة لتفريغ الغضب دون عواقب وخيمة، وفيه الاستعانة بالله تعالى في عملية التريبة، فلنتفنن بدعوات خير لنحصد الخير والأجر.
------------------------
التشجيع
حدّثتني صديقة أنها كلما ناقشت موضوع دراستها الجامعية المتأخرة مع صديقتها شعرت باليأس والإحباط، وبضرورة ترك الدراسة إلى الأبد، بينما تتصل بصديقة أخرى تعرض عليها مشكلتها فتشجعها وتحفزها على الدراسة وتذكرها بأهميتها بالنسبة إليها، فيزول كل الكدر، وتقدم على الدراسة بهمة ونشاط عازمة على التفوق والنجاح.
هذا دأب التشجيع في قلوب الناس، له مفعول السحر، وتأثيره كبير على الصغار والكبار.
------------------
المديح وتنمية المواهب
لكل طفل صفات خاصة تميزه عن غيره، ولكل طفل أيضاً ملَكات ومواهب متفردة، يمكن اكتشافها إذا اعتني به، وحسنت مراقبته، والمعلم الناجح هو الذي يحسن اكتشاف موهبة كل تلميذ، فيمتدح المتميز والمبدع، ويثني على المجتهد، ويتفهم الفوارق، واختلاف القدرات، وبمهارة يمكنه أن يغرس بذرة الأمل في نفوس الجميع، وأن يدفعهم لبذل قصارى جهدهم في تحقيق النجاح، المديح ليس مخصصاً للمتفوقين فحسب، بل لكل طالب بذل جهداً في تقديم وظيفته، حتى وإن لم تكن ضمن المقاييس المطلوبة، وبالمديح لا غيره يتضاعف النجاح، وتظهر ملامح الإبداع!
----------------
الجرأة في الحق
ليس المديح دائماً هو الحل، إن تعلق الأمر بحق منتزع، أو خطأ واضح، أو مسألة لا تحتمل السكوت عنها، فالجرأة في الحق أمر مطلوب، مزينة بتاج الأدب واللباقة، والنقد هو الأداة التي تقود المجتمع نحو الرقي، فلو كان الجميع لا يعرفون سوى المديح والثناء، ويتجاهلون العيوب والمشكلات في المجتمع، فسنصل إلى مرحلة الكذب على أنفسنا، ولذلك لابد وأن يتساوى المدح والنقد، وأن يُقال الحق مهما كان قوله صعباً، وذلك للوصول إلى مجتمع سويّ خال من النفاق.
-----------------
من علامات الحمق
ورد في كتاب في روضة العقلاء لابن حبان عن صفات الأحمق:
سرعة الجواب وترك التثبّت والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار.
وكلها صفات تتعلق بالكلام وأمراض اللسان وآفاته، فلنحترس، فربما أوقعنا أنفسنا في دائرة الحمقى دون أن ندري!!
----------------------
ذو الوجهين
إن أكثر ما ينفّر الناس من بعضهم وجود فئة لها وجهان، تتحدث مع الناس بوجه المحبة واللين وتكيل لهم أنواع المديح، وفي غيابهم لا يكون إلا الذم والضغينة، وهذا مرض اجتماعيّ خطير، لابد من معالجة أسسه، فليس المطلوب هو المبالغة بالمديح، ولا المبالغة بالنقد السلبي، فالاعتدال هو الحل، والإيمان أن لكل شخص صفات إيجابية وأخرى سلبية، على أساسها يكون التعامل والحوار، لتشجيع الإيجابي، والحدّ من السلبيّ حتى لا يقع المرء في فخ النفاق.
---------------------

ذكر الله

جُبل الإنسان بطبيعته على ذكر من يحب، فنجد المرء يذكر أحبابه سراً وجهراً، في لمحاته وخطرات نفسه، في تفكيره وتأملاته، فكيف إن طغى الحب الطاهر على النفس، واستولى على القلب، وكان الله تعالى هو منبع ذلك الحب، فالخفقات والسكنات، التأملات والحوارات، كلها تدور في فلك محبته، ألن ينطبع ما في القلب على اللسان، فيصبح ذكر الله تعالى في صميم الحياة...
-------------------
كفارة المجلس
حاجة الإنسان إلى ذكر الله تعالى ماسّة، فإذا اقترف ذنباً ذكر الله فاستغفر لذنبه، وإن تأمل آلائه ذكره فسبّحه وعظمه ومجّده، وإن ابتُلي ذكر الله فحمده، وإن نالَ خيراً ذكر الله فشكره، وكم نجد من أحاديث بين الناس تستدعي المرء لأن يذكر الله، فيبحث عن كفارة لمجلسه، وهاهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي بالجواب الشافي... " من جلس في مجلس، فكثر في لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ". رواه الترمذي
---------------
لين الكلام

قيل في الأمثال: من لانت كلمته وجبت محبته.
إنها دعوة لأن نرتقي بأنفسنا، وبمجتمعاتنا، وأن نجعل الكلمة الطيبة طريقنا لتحقيق الخير وفعل الصواب، وهي دعوة لإشاعة المحبة في القلوب من جديد، سيراً على هدي الكتاب والسّنة، باستماع وحسن اتباع، فلنروج ثقافة القول الحسن، والفعل الحسن...والله الهادي الموفق إلى سواء السّبيل.

مما راق لي



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس