عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-12, 04:35 PM   #5
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

ونستكمل الفوائد للإمام ابن قيّم الجوزية ( سورة ق )



بسم الله الرحمن الرحيم




سورة ق(31-33)
ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تقريب الجنة من المتقين,
وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع:
(إحداها): أن يكون أوابا, أي رجّاعا إلى الله من معصيته إلى طاعته, ومن الغفلة عنه إلى ذكره.
قال عبيد بن عمير: الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها. وقال مجاهد: هو الذي إذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه.
وقال سعيد بن المسيّب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.

(الثانية): أن يكون حفيظا قال ابن عبّاس لما ائتمنه الله عليه وافترضه.
وقال قتادة: حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته.
ولما كانت النفس لها قوّتان: قوة الطلب وقوة الإمساك, كان الأواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه.

فالحفيظ الممسك نفسه عما حرّم عليه, والأوّاب المقبل على الله بطاعته.

(الثالثة) قوله: { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْب } ق33, يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد.
ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه.
ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه, فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله.

(الرابعة) قوله : { وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } ق33. قال ابن عباس : راجع عن معاصي الله, مقبل على طاعة الله .
وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه .

ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله:


سورة ق (34-35)


ثم خوّفهم بأن يصيبهم من الهلاك ما أصاب من قبلهم وأنهم كانوا أشد منهم بطشا ولم يدفع عنهم الهلاك شدّة بطشهم, وأنهم عند الهلاك تقلّبوا وطافوا في البلاد, وهل يجدون محيصا ومنجى من عذاب الله؟. قال قتادة: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا.

بسم الله الرحمن الرحيم


سورة ق(36)

وقال الزجاج : طوّفوا وفتّشوا فلم يروا محيصا من الموت. وحقيقة ذلك أنهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه.



ثم أخبر سبحانه أن في هذا الذي ذكر:

سورة ق(37)

ثم أخبر بقوله تعالى :

سورة ق(38)
أنه سبحانه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ولم يمسه تعب ولا إعياء تكذيب لأعدائه من اليهود, حيث قالوا أنه استراح في اليوم السابع .


ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتأسي به سبحانه وتعالى في الصبر على ما يقول أعداؤه فيه, كما أنه سبحانه صبر على قول اليهود أنه استراح: "ولا أحد أصبر على أذى يسمعه منه".

ثم أمره بما يستعين به على الصبر بقوله تعالى :


سورة ق(39-40)
وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وأدبار السجود. فقيل هو الوتر. وقيل: الركعتان بعد المغرب.
والأول قول ابن عباس, والثاني قول عمر وعلي وأبي هريرة والحسن بن علي وإحدى الروايتين عن ابن عباس .

وعن ابن عباس رواية ثالثة أنه التسبيح باللسان أدبار الصلوات المكتوبات .



ثم ختم السورة بذكر المعاد بقوله تعالى :


سورة ق(41-42)
ونداء المنادي برجوع الأرواح إلى أجسادها للحشر. وأخبر أن هذا النداء من مكان قريب يسمعه كل أحد:{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَق }42 ق . بالبعث ولقاء الله تعالى : { يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ }44 ق .
كما تشقق عن النبات, فيخرجون: سراعا من غير مهلة ولا بطء : ذلك حشر يسير عليه سبحانه .

ثم أخبر سبحانه وتعالى بقوله :
سورة ق (45)
أنه عالم بما يقول أعداؤه, وذلك يتضمّن مجازاته لهم بقولهم إذا لم يخف عليه, وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء.
ثم أخبره أنه ليس بمسلط عليهم ولا قهّار ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه, وأمره أن يذكر بكلامه من يخاف وعيده فهو الذي ينتفع بالتذكير, وأما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يرجو ثوابه, فلا ينتفع بالتذكير.




سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
مع فوائد آخرى بإذن الله




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس