الموضوع
:
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
عرض مشاركة واحدة
01-11-12, 01:20 AM
#
1
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 05-05-2008
الدولة: مصر
المشاركات: 717
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
رابط تحميل الملف كاملاً
مقدمة
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله .
{
يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ
} .
سورة آل عمران / آية : 102 .
{
يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً
} .
سورة النساء / آية : 1 .
{
يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً
} .
سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71
.
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد .....
وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ،
فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله
(1)
، وبالله
(2)
، وفـي الله
(3)
، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ،
ومـا كـان غيـر ذلـك
فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
قـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر : فـي أعمـاق النفـس / ( 1 ) فصـل : كيـف تصلـح حالـك / ص :
323
" ..... وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة جازمـة ..... " . ا . هـ .
وقـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر ..... / ( 9 ) فصـل : جمـع الهمـم علـى الله وحـده / ص : 337 :
علامـة صحـة الإرادة أن يكـونَ هـمُّالمريـدِ رضـا ربـه ، واسـتعدادَهُ للقائـه ، وحُزنَـهُ علـى وقـتٍ مـرَّ فـي غيـر مرضاتـه ، وأسـفَه علـى [ فـوْتِ ] قُربـهِ والأنـسِ بـه .
وجُمَّـاعُ ذلـك : أن يصبـحَ ويمسـي وليـس لـه هـمٌّ غيـرَه .
ا . هـ .
--------------
( 1 ) لله ---> المراد به الإخلاص ، أي إخلاص العمل لله .
( 2 ) بالله ---> المراد به الاستعانة به سبحانه ، فلا يعتد بنفسه ولا يعتمد عليها وإنما يستعين بالله .
( 3 ) في الله ---> أي في شرعه ، فلا يتجاوز الشرع ، ولا يبتدع في دين الله ما ليس منه .
شرح القواعد المثلى / ص : 322
أم أبي تراب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أم أبي تراب