خرجنا من المتجر وألحيت على صديقتي أن تأتي معي ولما حاولت الاعتذار وصممت عليها وقلت ضاحكة إن لم تأتِ فسأعود لأشتري أغراض عيد الميلاد وتأخذي ذنبي
فضحكت وقالت لا أرجوك هيا إلى المنزل
مضينا معاً وأنا أشكر الله أن هيأ لي من يرشدني إلى طريق الصواب وأسأل الله أن لا يحرم صديقتي الأجر وأن يثيبها الجنة
تعالوا بنا أخوتي نقرأ أيضاً هذه القصة التي تحدث في زمننا زمن المعاصي والفتن لعلنا نتعظ ونتقي الله في أنفسنا ولن ينجو من هذه الفتن ومفسدات القلوب إلا من اتقى الله بأقواله وأفعاله
استيقظت صباحاً وإذا بالساعة تقارب الثامنة صباحاً
نهضت من فراشها فرحة أتعلمون لماذا؟؟؟؟ لأن اليوم عيد ميلادها قالت في نفسها أريده مميزاً وجميلاً بصحبة أحبابي وصديقاتي
فنهضت بهمة ونشاط على غير العادة فاليوم يومي وأريد أن أطفأ شموع عمري التي مضت
سرحت بتفكيرها وقالت شموع سوف أطفأها الليلة وسنين مضت من عمري سبحان الله هل كانت برضا الله .....
ولكن ما لبثت حتى تغير تفكيرها وقالت كله يوم ويمضي في سبيل حاله
افرحي يا نفس بهذا اليوم وبعدها سوف أقلب صفحة جديدة في حياتي ........
حان وقت الاحتفال وتجمع الأهل والأصحاب وصديقتنا تجهز نفسها حتى تكون أجمل الجميلات في عيد ميلادها الذي تتوقع أن يكون عيد مميز ورائع بصحبة من تحب
جاءت صديقتنا ونزلت الدرج حتى تطفأ شمعات بعدد سنين عمرها وما أن نزلت أول درجة حتى انقلبت على ظهرها بسبب ذيل فستانها الطويل الذي يجر من وراءها كالخُيلاء
هرع الجميع حتى يرى ماذا حدث ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان فقد انطفأت شموع عمرها قبل أن تنفخ هي عليها وتقلب صفحة عمرها والسنين التي أمضتها في معصية الله وكل سنة تشعل الشموع وتطفأها حتى انتهى بها المطاف إلى أن تنطفأ شموع عمرها إلى الأبد......
فلا بد لنا أخوتي أن نحاسب أنفسنا دائما ونتوب إلى الله فالموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً, فهذا آجال وعلينا أن نحضر ليوم الحساب
فتاريخ ميلادك ولا أقول عيد ميلادك لأن التاريخ هو زمن مضى
زمن مضى من عمرك وأنت في معصية وتقوم ببدع ما أنزل الله بها من سلطان
فحين تتذكر يوم تاريخ ميلادك تحسر على نفسك بأيام مضت بدون أن تعبد الله حق عبادته
أحبتي في الله
العمر هو البضاعة ورأس المال فمن ضاعت بضاعته وانتهى رأس
ماله دون أن يحقق الربح فهو من الخاسرين
أحبتي
هل حسبتم أن هذا العمر وهذه الأيام وهذه الشهور وهذه السنوات التي هى عمرك والتى تمضي منكم وأنتم لا تشعرون ....
هل حسبتم أن الله لن يسألكم عنه......
قال الله تعالى :" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" 115-116 سورة المؤمنون
أليس الله بقادر على أن يبعث العباد للوقوف بين يديه للسؤال عما
قدموه وعما فعلوه للسؤال عن القليل والكثير أو كبير أو حقير أو عظيم
أيها المسلم :
ستسأل عن كل ساعة وكل يوم وكل أسبوع وكل سنة وعن عمرك
كله فيما أفنيته .......
أيها المسلم :
الأيام تمر والأشهر تجري ورائها تسحب معها السنين وتجر خلفها
الأعمار وتطوي الحياة جيلاً بعد جيل وبعدها سيقف الجميع بين
يدى الملك الجليل .......
قال الحسن البصرى :
"يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإن مضى يوم مضى بعضك
وإن مضى بعضك مضى كلك "
العمر هو البضاعة الحقيقية والله ما منحنا هذه البضاعة الكريمة
للهو واللعب والملذات والشهوات , والله ما للهو خلقنا بل خلقنا لغاية
كريمة ولغاية عظيمة ....
قال الله تعالى :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ "
الذاريات 56
كان ابن عمر يقول :"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء "
فتوى للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -
في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد :
السؤال
ما حكم أعياد الميلاد؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأجاب بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيداً تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة.
وقولي في ذلك أنه ممنوع؛ لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة, وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية، يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة قال : "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد بدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 2/4
خلاصة حكم المحدث: ثابت
ولأن هذا يفتح باباً إلى البدع مثل أن يقول: قائل: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى وكل ما فتح باباً للممنوع كان ممنوعاً. والله الموفق.
حكم الإحتفال بعيد الميلاد │ للشيخ : محمد المنجد
حكم الاحتفال بعيد الميلاد فضيلة الشيخ الحوينى