عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-13, 09:19 PM   #3
~ أفياء الصيف ~
~مشارِكة~
افتراضي

نــــداء العفــــة



الرسالة الثانية



تريث قلمي قليلاً قبل أن يخط كلماته فهي لن تكون كلمات عتاب أو نصح ولن تكون كلمات عابرة كما أنها ليست لأي أحد...
فهي لملكة تربعت على عرشها وسير لها من حولها فأمروا بحسن معاشرتها وتلبية رغباتها وكل من قصر في ذلك محروم.
هي لزهرة فاح منها العطر وزينت بجمالها البساتين فلا يراها أحد إلا لمست البهجة قلبه وغطت الإبتسامة شفتاه.
هي لجوهرة مكنونة حفظت نفسها فحفظها الله فجعلها أغلى الجواهر فلا يملكها إلا من استحقها وكد من أجلها ...
هي لنحلة في جوارها الشفاء وفي البعد عنها الداء
هي لمن صنعت الرجال وربت الأجيال.
هي للحضن الدافئ وللدمع الدافق وللبسمة الحانية...
هي لأرق وأروع من مشى على الأرض بتكريم الله له ووصية النبي صلى الله عليه وسلم به إنها" المرأة " نعم انها أنت ... إنها لك يا أماً جنة الخلد تحت قدميك إنها لك يا زوجةً السعادة في وصالك وقربك إنها لك ياإبنةً وأختاً نهر الحب يتدفق بين جنبيك ... إنها لك فلا تعجبي ...فلا الزبرجد و الزمرد ولا السبائك والمرجانٍ ، ولا الجمان والياقوت ، ولا آلدررٍ ولآليء تغني عنك.. و بأرق العبارات وأفصحها خط قلمي وسطر قصة ليست كالقصص تروى في كل زمان ومكان ثم لا يكون لها اثر هي قصة عشتها لحظة بلحظة هي قصة أحببت ان اسردها لك أنت نعم أنت فقط... فاسمعي يارعاك الله :
...الإلتزام.. هي كلمة معدودة حروفها لكنها كبيرةٌ بمعانيها ، الإلتزام يعني الإستقامة والثبات على الحق والتشبث به بل وأن تلتزم جميع الأوامر والنواهي الربانية ...حلوٌ طعمه، جميلٌ شكله، عظيمٌ مضمونه...أحسست ذلك عندما سلكت طريقه قلت في نفسي لقد حان الوقت لأعد شيئاً ألقى به ربي ،مع أنه في الحقيقة تأخرت في إدراك ذلك فقد مرت السنوات تلو السنوات وأنا أتخبط،, لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، بين الفتن والشهوات وبين الإحساس بالذنب وأنه لا بد أن أتغير فأركن إلى صفحةٍ من القران أقرؤها ثم أبكي لأعود غداً إلى ما كنت عليه ..ببساطة كنت أروغ روغان الثعالب."اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك " ،٢٠ سنة من الضياع وإتباع الهوى ..الم يقل الله جل في علاه "أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم" الملك ٢٢
أخيراً أدركت الحقيقة أو بالأحرى فرضت على نفسي أن تقبل الحقيقة وخالفت هواها ففي النهاية أنا من يجب أن يقود السفينة لا هي قلت:"لقد تركتك تقودني ٢٠ سنة ولكنك لم تزيديني إلا ضلالة فالآن استلم منك القيادة فإنصاعي باللين أو بالقوة أخذتك..

ولكن ولله الحمد سطع شعاع الإيمان من وسط الظلمات المحيطة بي علمت حينذاك أنه لا يمكن للفطرة أن تنتزع من قلوبنا ولو حاول أعداء الإسلام أن يضلونا وحب ربنا موجود وسنة نبييه معنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وبفضل الله اتخذت قراري لأن أدخل هذا الباب"الإلتزام" المشرف على خيرات لا يحس بها إلا من دخلها "فرح وحب وراحة بال وبذل وعطاء.." تنتقل من خير إلا خير سبحان الله لن تحس بالتعب للوصول إليه إن صدقت النية بل التعب يصبح راحة ،والسهر لمناجاته يصبح وناسة يا الله ما أعظم حبك تعجز الكلمات عن وصف ذلك.

كانت أول خطوة لي هي أن ألبس الحجاب الشرعي أحسست في ذلك اليوم كأني عروسةٌ تزف إلى عريسها نعم كيف لا أفراح وعريسي هو "الإلتزام" ..
وأريد أن أشير إلى نقطة هي أنني لم أكن يوماً أقول يجب أن ألبسه عن إقتناع لأني كنت أظن أن حجابي "حجاب الموضة" هو الحجاب الشرعي لكنه في الحقيقة ليس كذلك ،ففي دينك ليس هناك شيء إسمه إقتناع "وما كان لمؤمن ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وأقولها بصراحة امحي من عقلك "اقتنع" لأنها كلمة عجز وكسل فكلام ربك ورسوله لايحتاج منك إلى إقتناع لأنك عندما آمنت بالله ورسوله فقد آمنت بجميع الأوامر والنواهي فلا تجعلي من نفسك حبيس هذه الترهات...
لا أخفيك قوبل قراري بالرفض وتعداه إلى المخاصمة لكن بفضل الله تخطيت المحنة فقد أثبت لهم أن قراري هذا حسن من تصرفاتي معهم وجعلني أقرب إليهم فنسبوا ذلك إلى "الإلتزام" كانوا يظنون أني سأصبح متعصبة ،معتزلة ،غير مكترثة بنفسي..هذا ما يظنه أغلب الآباء وإنما هذا من مخلفات الفكر الغربي الذي غزا بيوتنا من حيث لا ندري وأقولها نصيحةً مني لك إن التزمت بادري إلى المعاملة الحسنة وبالغي فيها خاصةً مع والديك إلى أن يفهموا أن هذا هو الإسلام الحقيقي ليس الذي يعرض في القنوات والفضائيات الغير المتزنة ...إنما الدين معاملة فلا تغفلي عن هذا الجانب
هكذا كانت الخطوة الأولى فهي البوابة المشرفة على الطريق إلى الله فإن اتقنت الإعداد لها والقيام بها فما بعدها بفضل الله يكون أيسر .
وأخيراً كنت في المعصية تتفننين في ارتكابها وتحاولين بجميع السبل التمتع بها والآن أنت في طريق الخير فحاول الإستمتاع به وتفنني في اختيار السبل للوصول إلى الله فإنما هي مجموعة حبال تربطك بالله "الصلاة،الصدقة،الدعاء..."فاختاري واحداً وزينيه لتتقربي به إلى الله وحافظ على ماتبقى من الحبال لعل الله يتقبل منك ولا تنسى رددي لن يسبقني إلى الله أحد...
نداءات :
اخيتي هذه كلماتي إليك نثرتها في بساتينك راجية أن تعاهديها وتوليها العناية لتزهر وتثمر.
اخيتي في الله اجعلي من نفسك تلك التفاحة التي في أعلى الشجرة لا تلك التي على الأرض. .
اخيتي في الله إنما أنت لؤلؤة فحافظي على نفسك بحجابك وبشرع ربك ...
اخيتي في الله انظري الى حالك اليوم وانظري إلى مالك غدا إنما عمرك أيام وبعدها إلى الرفيق الأعلى فعلى أي حال ستلقين ربك؟
اخيتي في الله ماذا لو تركت كل هذا لله ؟ لباسك الضيق؟ ماكياجك؟ قصات شعرك ؟ بل ماذا استفدت من استمرارك عليه ؟ قفي مع نفسك لحظات وحاسبيها وانظري أي الطريقين ارتضيت لنفسك ؟
وأخيرا أقول لك احبك في الله أفلا أحب من أحب الله "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "


~ أفياء الصيف ~ غير متواجد حالياً