لمن يتدفَّق النَّغَمُ؟ ..... وماذا يكتب القَلَمُ ؟!
ومَنْ ترثي قصائدُنا؟ ..... وكيف يُصوَّر الألمُ؟
إذا كان الأسى لَهَباً ..... فقُلْ لي: كيف أبتسمُ؟
وقُلْ لي: كيف يحملني ..... إلى آفاقه الحُلُمُ؟
إذا كانتْ مَوَاجعُنا ..... كمثل النَّارِ تضطرمُ
فقُلْ لي: كيف أُطْفِئُها ..... وموجُ الحزن يَلْتِطم؟!
أَعامَ الحُزْنِ، قد كَثُرَتْ ..... علينا هذه الثُّلَمُ
كأنَّك قد وعَدْتَ المَوْت ..... وعداً ليس ينفصمُ
فأنتَ تَفي بوعدكَ، ...... وهوَ يمضي ـ مسرعاً ـ بِهِمُو
ألستَ ترى رِكَاب الموتِ ..... بالأَحباب تنصرمُ؟!
ألستَ ترى حصونَ العلمِ ..... رَأْيَ العينِ ـ تنهدم؟
نودِّع ها هنا عَلَماً ..... ويرحل من هنا عَلَمُ
جهابذةُ العلوم مضوا ...... فدمعُ العين ينسجم
مضوا ـ وجميعُ مَنْ وردوا ..... مناهلَ علمهم ـ وَجَموا
من قصيدة وقفة أمام عام الحزن لعبد الرحمن العشماوي في رثاء الشيخ الألباني رحمه الله