عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-14, 01:41 AM   #22
عبد الله الإدريسي المغربي
حفظه الله تعالى
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الهادي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الفاضل
أحسن الله إليكم، أشكلت عليّ جزئية في الحديث الموالي
(( قال أبيُّ بنُ كعبٍ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إني أُكثِرُ الصلاةَ [ عليك ] ، فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ قال : ما شئتَ . قال : قلتُ : الرُّبعَ ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك . قلتُ : النِّصفَ ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك . قال : قلتُ : ثُلُثَين ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك . قلت : أجعلُ لك صلاتي كلَّها . قال : إذًا تُكفَى همَّك ، ويُغفَرُ لك ذنبُك . ))
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1670
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

قلت : أجعلُ لك صلاتي كلَّها . قال : إذًا تُكفَى همَّك ، ويُغفَرُ لك ذنبُك .

شيخنا بارك الله فيكم، سأعرض لكم كيف بدت لي الجملة من خلال فهمي القاصر، وأرجو أن تكرمونا بحسن توجيهكم الذي اعتدنا من فضيلتكم

سياق الجملتين وتتابعهما، يوحي إليّ أن الثانية تتضمن جزاء وجوابا للأولى
فأبيّ رضي الله عنه قال أجعلُ لك صلاتي كلَّها .. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بجزاء ذلك قال : إذًا تُكفَى همَّك ، ويُغفَرُ لك ذنبُك

فهي ( إذن ) ورسمت بالتنوين، حرف جواب وجزاء، وقد تصدرت جملة الجواب ولم يفصل بينها وبين معمولها شيء، والفعل الذي بعدها يدل على الاستقبال،
فأرى والله أعلم أن كل شروطها متحققة، والمفروض أنها تعمل ناصبة على الفعل المضارع بعدها، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر

لكن السؤال لفضيلتكم...
1- هل تكتب بالتنوين أم بغير تنوين .. أم كلاهما صواب ؟

2- الجملة المعطوفة عليها، ويُغفَرُ لك ذنبُك، فعلها مرفوع وليس منصوبا ألا يجب أن يتبع الأول في الإعراب ، أي النصب كذلك ؟

3- أم أنها ليست إذن الناصبة ؟

4-وفي رواية قالَ : إذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، ويُغفرَ لَكَ ذنبُكَ ( بالنصب ) الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2457
خلاصة حكم المحدث: حسن


5- وفي رواية قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ (بالجزم) الراوي: أبي بن كعب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2457
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح


6 - في الدرس الأخير لما أخذنا الجوازم، كنت أود أن أسأل عن إذا الجازمة، لولا ضيق وقت الحصة
لم يتبين لي جيدا أهي منونة أم لا ؟


جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
بسم الله الرحمان الرحيم
جوابا على ما ذكر في الاسئلة أقول:
1- اعلمي أن "إذن" لم تأت في القرآن ناصبة وإن وردت بمعنى الجزاء، ولم ترسم فيه إلا بالألف هكذا "إذاًً" بالتنوين، أما في غير القرآن فغالب الناس يكتبونها بالنون الساكنة هكذا "إذن"،وقد ذكر ابن منظور في لسان العرب أن النون أصلية ، وقد يكتبها بعضهم بالتنوين كما فعل المباركفوري في "تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي" فقد ضبطها- عند شرحه للحديث المذكور- بالتنوين . ولذلك أقول -والله أعلم- الأمر فيها واسع، فالمسألة إملائية لا غير ولا أثر لها من الناحية النحوية. أما إذاَ الجازمة في الشعر فلا تكون إلا بالالف مع غير تنوين .
2- "إذن" هنا في هذا الحديث ناصبة لاستيفائها الشروط الثلاثة المعروفة المذكورة في كلامك السابق، فالمضارع بعدها (فعل يكفى) منصوب بأن مضمرة وجوبا ، وأما فعل (يغفر) ففيه وجهان :
_ الاول : النصب عطفا له على فعل يكفى على أن الواو عاطفة.
_ الثاني : الرفع على أن الواو استئنافية وأن الكلام بعدها (وهو جملة: يغفر ذنبك) مستأنفا فهو إذن لا يتضمن جزاء ، وبالتالي فالوجه الأول عندي هو المقدم لموافقته لسياق الحديث ومقصود النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه كأنه قال : إذا جعلت كل صلاتك لي فجزاؤك كفايةُ همك ومغفرةُ ذنبك، ويشهد لهذا رواية النصب التي ذكرتيها والله أعلم.
3- أما رواية الجزم فلم أر لها وجها وما أظنها صوابا، وقد رجعت إلى شروح الحديث فلم أر من ذكر هذه الرواية، والمضارع لا يُجزَم إلا إذا دخل عليه جازم، وليس هناك أي جازم في الحديث يقتضي جزمَه، والله أعلم.
عبد الله الإدريسي المغربي غير متواجد حالياً